تجري وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم مباحثات رسمية في العاصمة التركية تتصل بإصلاح العلاقات الثنائية بين البلدين التي تضررت بفعل الحرب على العراق إضافة إلى عدد من مسائل المنطقة بما فيها عملية السلام في الشرق الأوسط.ونقل عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن كلينتون ستسعى أيضا لطلب مساعدة القادة الأتراك في تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم الإسلامي. وذكر مسؤول أميركي رفيع المستوى -يرافق كلينتون في زيارتها تركيا- أن هناك فرصة كبيرة سانحة أمام الجانبين لإعادة تأسيس العلاقات الثنائية بشكل أفضل ولاسيما بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، وإزاحة العديد من المسائل الخلافية الموروثة من عهد الرئيس السابق جورج بوش. مواضيع شائكة وأفاد مراسل الجزيرة في أنقرة عمر خشرم -نقلا عن مصادر تركية- بأن الوزيرة الأميركية ستبحث مع المسؤولين الأتراك عددا من المواضيع الشائكة، لافتا إلى أن الجانب التركي ينظر إلى هذه الزيارة على أنها ستحدد مستقبل السياسة الأميركية في المنطقة من منطلق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين بغض النظر عن التباين في بعض المواقف. ومن المواضيع الشائكة التي ينتظر أن يطرحها الجانب التركي على الضيفة الأميركية، أشار مراسل الجزيرة إلى أن مسألة حزب العمال الكردستاني تتصدر هذه الأجندة على خلفية الامتعاض التركي من أن الولاياتالمتحدة لم تقم بما يجب لمنع انطلاق هجمات الحزب على المناطق الجنوبية التركية من الأراضي العراقية. وكانت تركيا أعربت أكثر من مرة عن قلقها من قيام دولة مستقلة كردية شمالي العراق وخشيتها من تحول المنطقة إلى قاعدة لفصائل كردية تنادي بانفصال المناطق الجنوبية عن تركيا، أسوة بإقليم كردستان العراق. كما رجح مراسل الجزيرة -نقلا عن مصادر تركية- أن يثير الجانب التركي مسألة وجود توجهات داخل الولاياتالمتحدة لدعم مطالب الأرمن بالنسبة للمجزرة التي جرت إبان الخلافة العثمانية وهو ما تعتبره تركيا أمرا مرفوضا. ممر الإمدادات أما بالنسبة للقضايا ذات الاهتمام المشترك فذكرت مصادر إعلامية أن الوزيرة كلينتون ستطلب من تركيا الموافقة على مرور الإمدادات الخاصة بالقوات الأميركية العاملة في أفغانستان، وإقناع بعض دول الجوار على تقديم الدعم للولايات المتحدة بهذا الشأن. وفيما يختص بالشرق الأوسط، يناقش الجانبان الوساطة التركية لتحقيق السلام على المسار السوري "الإسرائيلي" من خلال المفاوضات غير المباشرة التي رعتها تركيا لكنها توقفت بسبب العدوان "الإسرائيلي" على غزة. ومن المنتظر أن تلتقي كلينتون كلا من الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ونظيرها علي باباجان الذي صرح في وقت سابق أن بلاده ستدرس بإيجابية أي طلب يتصل بمرور القوات الأميركية عبر الأراضي التركية لدى انسحابها من العراق. ختام الجولة يشار إلى أن العاصمة التركية هي المحطة الأخيرة للوزيرة كلينتون في جولتها الخارجية التي شملت مصر و"إسرائيل" والأراضي الفلسطينية قبل مشاركتها الخميس في مؤتمر وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة البلجيكية. وكانت الوزيرة كلينتون –التي تقوم بزيارة إلى تركيا تستغرق يوما واحد- قد وصلت إلى أنقرة السبت قادمة من جنيف حيث التقت نظيرها الروسي سيرغي لافروف في أول اجتماع رسمي بينهما. واتفق الجانبان على تعزيز العلاقات بين البلدين ووضع خطة للتوصل لاتفاق بشأن الصواريخ النووية الإستراتيجية بحلول نهاية العام الحالي، والعمل على إيجاد مواقف مشتركة بشأن القضايا المرتبطة بإيران وأفغانستان وكوريا الشمالية.