غزة- السيد المبروك - الفجرنيوز:تنطلق اليوم، في مدينة غزة، فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية، وذلك عبر احتفال جماهيري تشرف عليه اللجنة الوطنية العليا للقدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009.وسيقام الحفل الافتتاحي للفعاليات، أمام مقر البرلمان الفلسطيني، الذي دمرته المقاتلات الإسرائيلية من نوع إف 16 في الحرب الأخيرة، عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، حيث ستتوالى بعدها فعاليات أخرى على مدار العام في الجانبين الفني والثقافي، داخل الأراضي الفلسطينية (الضفة وغزة) وخارجها. ومن المتعارف عليه لدى وزراء الثقافة العرب أن يتم في اجتماعهم السنوي اعتماد إحدى العواصم العربية عاصمة للثقافة العربية، وتقوم الدولة المختارة باعتماد جملة من النشاطات والفعاليات على مدار العام، وتساهم الدول العربية كلها في المشاركة في إحياء هذه الفعاليات. ومن هنا جاءت فكرة أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، بناء على طلب تقدم به د. عطا الله أبو السبح في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب 2006، وقد وافق وزراء الثقافة العرب وأقرو أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009م. وقد جاء إعلانها عاصمة للثقافة العربية لتشكل فرصة ذهبية لبدء تحرك يسند صمود المدينة في معركة الوعي والثقافة، وفي معركة البقاء والتصدي، حتى يحين وقت عودتها إلى حضن أمتها. فالقدس عاصمة الثقافة العربية ليست مناسبة عابرة بل مناسبة استثنائية لابراز الإرث الحضاري والإنساني والرصيد الثقافي المميز لهذه المدينة المقدسة ولفت الانتباه إلى توهجها الثقافي إقليمياً ودولياً والمساهمة في بناء وترسيخ المشروع الثقافي الفلسطيني من خلال التظاهرات الثقافية والفنية والتراثية المتنوعة لإحياء هذه الفعالية ، مما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية المقاومة والمتمسكة بالثوابت ومقاومة التهميش والهيمنة. وبحسب القائمين على الحفل فإنه ستكون هناك كلمات مختلفة لعدد من الشخصيات الرسمية والدينية والوطنية. وأفاد عز الدين المصري، المدير التنفيذي لفعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية2009، أن الكلمة الافتتاحية ستكون لرئيس الوزراء إسماعيل هنية، كما سيتحدث في الحفل كل من الشيخ عكرمة صبري، بصفته ممثلا لأهل القدس، والشيخ رائد صلاح، ممثلاً عن الحركة الوطنية في أراضي ال "48"، والأب عطا الله حنا عن الطائفة المسيحية. وأوضح المصري أن حفل الانطلاقة ستتخلله عروض شعبية فلسطينية، وأخرى تستعرض جانباً من التراث العربي الشعبي، يشمل كافة الدول العربية، إلى جانب الأهازيج والأناشيد والأغاني الوطنية الخاصة بهذه المناسبة، من بينها أنشودة باللغة الإنجليزية. وقال المدير التنفيذي للفعاليات ل " فلسطين ": " كان من المقرر أن تتم انطلاقة الفعالية في الحادية عشرة من يناير/ كانون الثاني الماضي، في مهرجان تتم خلاله مراسيم قسم الولاء للقدس الشريف، في جميع أنحاء العالم، إلا أن ظروف الحرب في غزة حالت دون ذلك، لتتم مراسيم القسم بشكل متفرق في عدة دول عربية وأجنبية، من بينها لبنان وفرنسا وكندا وأستراليا، عبر مجموعة من المتطوعين المتعاونين مع اللجنة المعدة للفعالية". وأضاف المصري: " ستتوالى فعاليات ثقافية خلال عام كامل، تتعلق بالبنى الأساسية التحتية للثقافة الفلسطينية، والفعاليات الثقافية، التي تم تجهيز العديد منها، وانطلاق بعضها عملياً". وذكر أن لجنة الكتاب المنبثقة عن وزارة الثقافة القائمة على فعاليات القدس، أعلنت عن البدء في استقبال كتب تتناول المدينة المقدسة، ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، للشروع في عملية تحكيمها، تمهيداً لنشرها. ووفق المصري، فإنه سيتم نشر أول كتاب خلال الأيام القادمة، فيما أتمت الوزارة التحضيرات لأوبريت فني يتكلم عن القدس وتاريخها. وكشف المدير التنفيذي للفعاليات، أنه " سيتم وضع حجري الأساس للمتحف الوطني الفلسطيني لقطاع غزة، ولمدينة القدس التعليمية بمنتزه القدس ببلدية خانيونس، مع إصدار طابع بريد بهذه المناسبة". وبدأت الصحف الفلسطينية، والإذاعات المحلية، مطلع آذار/مارس الجاري، نشر وبث إعلانات عن مسابقات أدبية وفنية في المسرح والرواية، والشعر، والقصة، والنثر، والبحوث العلمية التي تعالج مدينة القدس وواقعها. وذهب المصري إلى القول: إنه وبالتزامن مع حفل الانطلاقة اليوم " ستنطلق احتفالية أخرى في كندا، بإشراف وتنسيق د.وليم نصار، مسئول الفعاليات الخارجية للجنة القدس عاصمة الثقافة العربية عام2009"، مشيراً إلى أن التحضيرات جارية " على قدم وساق" في كل من مصر، والأردن، وتركيا، ولبنان، حيث ستنطلق الفعاليات في بيروت منتصف الشهر الجاري، وسيتم الإعلان لاحقاً عن الاحتفالات الأخرى في وقت لاحق. وقال المصري: " إن الفعالية تجري بالتعاون مع العديد من الهيئات والجمعيات بالداخل والخارج، وبمساعدة مؤسسات أهلية عربية ودولية، مع وجود 2600 متطوع من مسلمين ومسيحيين، ينتمون لمختلف الاتجاهات، يتعاونون مع الحكومة في غزة لإثبات أن القدس بالفعل عاصمة للثقافة العربية". كما وأكد المصري أن وزارة الثقافة حاولت أكثر من مرة الاتصال بوزارة الثقافة في رام الله، من أجل توحيد الجهود في إنجاح هذه الفعالية، إلا أن الأخيرة رفضت التعاون مع القائمين على الفعالية في غزة، بحجة أنها " لن تتعاون مع حكومة غير شرعية".