وكالات-الفجرنيوز P.M23:12: عمّت الاحتجاجات أرجاء العالم العربي الإثنين 21-1-2008 مطالبة القادة العرب والمجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ لفك الحصار الخانق الذي تفرضه على قطاع غزة والتي بدأت آثاره الكارثية في الظهور. وبلغ التجاوب الشعبي العربي مع مأساة غزة حدًّا غادرت معه نائبة برلمانية موريتانية فراش الوضع بعد 3 أيام فقط للمشاركة في مسيرة احتجاجية. ففي الشطر الآخر من الأراضي الفلسطينية، نظمت القوى الإسلامية والوطنية في مدينة الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة مسيرة شموع صامتة، حيث تم قطع الكهرباء تضامنًا مع نحو 1.5 مليون محاصر في غزة. وفي الأردن، شارك المئات في احتجاجات دعت إليها جبهة العمل الإسلامي وأحزاب معارضة ونقابات مهنية؛ للتنديد بما أسموه الصمت العربي، وللمطالبة برفع الحصار عن غزة، وإعادة إمدادات الكهرباء، وقطع العلاقات مع إسرائيل. وحمل المشاركون لافتات كتب عليها: "غزة المقاومة جوعك جوعي... أنيروا غزة افتحوا المعابر وأوقفوا المجازر". كما خرج مئات آخرون في مسيرة بمخيم "الوحدات" للاجئين الفلسطينيين، حيث أحرقوا أثناءها العلم الإسرائيلي. "لن تُهزم إرادة غزة" ولم تتخلف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عن التضامن مع أهل غزة، ففي مخيم برج الشمالي شرق مدينة صور شارك نحو 4 آلاف لاجئ في تظاهرة تقدمتها فتيات يحملن المصاحف بأيديهن، وقد عصبن جباههن بعصابات خضراء كتب عليها "كتائب القسام - لا إله إلا الله". وهذه الكتائب هي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين. وحمل المتظاهرون لافتات مكتوب عليها: "لاحقونا اقتلونا.. لا تنازل لليهود عن حقوق الشعب الفلسطيني" و"قطعوا الدواء يا عرب.. قطعوا المياه يا عرب.. أطفالنا تموت يا عرب" و"لن تهزم إرادة غزة". كما جاب نحو 350 متظاهرًا طرقات مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين، وهم يرددون هتافات منها "الثأر الثأر"، وأحرقوا أعلامًا أمريكية وإسرائيلية. وفي مخيم البداوي شمال لبنان، رفع الفلسطينيون الأعلام السوداء على المدارس، فيما كانت مكبرات الصوت تبث أناشيد وطنية. "تخاذل الأنظمة" وفي المغرب العربي، نظم طلاب جامعة نواكشوط بموريتانيا مظاهرة حاشدة. وكان لافتًا مشاركة النائبة البرلمانية، زينت بنت الداده، فالبرغم من أنه لم يمر سوى 3 أيام على وضعها، فإنها تركت رضيعتها من أجل سكان غزة، متجاهلة حاجتها للراحة. وخاطبت بنت الداده المحتشدين مؤكدة أن المظاهرات هي أقل ما يمكن تقديمه للفلسطينيين، ودعت إلى قطع العلاقات الموريتانية/ الإسرائيلية؛ لوقف ما أسمته "العار" الذى لحق بنواكشوط. وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بتحرك عربي وإسلامي لتزويد غزة بالكهرباء، وتدين ما أسمته تخاذل الأنظمة العربية عن نصرة الفلسطينيين. وإضافة إلى هذه المظاهرة شهدت العديد من مدن موريتانيا أعمالاً احتجاجية على حصار غزة. وشمالي المغرب، خرج الآلاف في مدينة طنجة بدعوة من حركات إسلامية لمطالبة الأنظمة العربية بالعمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية. كما تظاهر الآلاف من طلاب الجامعات في الجزائر للتضامن مع سكان غزة. "إبادة جماعية" وفي تونس، أدانت الهيئة الوطنية للمحاماة التي تضم 5 آلاف محام، ما أسمته تخلي النظام العربي الرسمي عن دعم الفلسطنيين. وقالت الهيئة في بيان أصدرته الإثنين: إن اعتداءات غزة وصلت إلى مستوى "الإبادة الجماعية"، بعد أن أغلقت إسرائيل المعابر وقطعت الإمدادات التموينية بشكل كامل. ودعت الهيئة المجتمع الدولي من منظمات حقوقية وأحزاب وقوى، إلى دعم الشعب الفلسطيني لرفع الحصار وإيقاف المجازر التي أودت بما لا يقل عن 40 فلسطينيًّا في غضون 5 أيام فقط. "لا للجبن.. لا للخوف" "لا للجبن لا للخوف.. في فلسطين بيموتوا ألوف"، "لا لقتل الأبرياء"، و"الأطفال والنساء والشيوخ.. يدفعوا ثمن صمت العرب". تلك بعض هتافات رددها 80 من نواب المعارضة والمستقلين أثناء مسيرة الإثنين أمام مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. وبعدها التقى النواب بالأمين العام للجامعة، عمرو موسى، وسلموه مذكرة تطالب بتنفيذ قرار الجامعة بكسر حصار غزة، وبالسعى لفتح معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع، وقطع العلاقات العربية القائمة مع إسرائيل. وفي بيان لها، اعتبرت قوى مصرية أن "ما يجري على الساحة الفلسطينية يتحمل مسئوليته بالكامل الإدارة الأمريكية ومؤسسات المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي". وقال البيان: "إن الشعب المصري يطالب نظامه وحاكمه" بفتح الحدود وإزالة البوابات على المعابر؛ لتتدفق قوافل الإغاثة الإنسانية إلى غزة، وقطع العلاقات مع إسرائيل، و"استدعاء السفير المصري من واشنطن للتشاور حول الآثار المدمرة لزيارة بوش للمنطقة، ومباركته لأعمال القتل والضغوط التي يمارسها على كل الدول لكي تستمر المقاطعة والحصار للشعب الفلسطيني". ومن بين الموقّعين على البيان قوى سياسية وحركات شعبية وأحزاب ونقابات مهنية وبرلمانيون وممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين. الجامعة العربية وعلى الصعيد الرسمي العربي، طلب مجلس جامعة الدول العربية خلال اجتماع طارئ الإثنين بالقاهرة من المجموعة العربية في نيويورك مخاطبة مجلس الأمن الدولى لعقد جلسة عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة. وفي قرار أصدره بهذا الشأن، طالب المجلس أيضًا بأن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مجلس الأمن تقريرًا عن ممارسات إسرائيل في غزة. وأكد على ضرورة وقف التعاون مع سلطات الاحتلال من قبل كافة الدول والمؤسسات والشعوب الرافضة للممارسات الإسرائيلية العداونية. ودعا المجلس الذي عقد بناء على دعوة الأمين العام للجامعة، كافة الدول والمنظمات التي شاركت في مؤتمر أنابوليس للسلام في نوفمبر 2007، وخاصة الولاياتالمتحدة، إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، وإنقاذ فرص السلام التي عمل المؤتمر على إحيائها. واعتبر أن هذا العدوان مؤشر إضافي على عدم جدية إسرائيل في التوصل إلى السلام القائم على قواعد الشرعية الدولية. وقرر المجلس إدراج تطورات الأوضاع في غزة كبند أساسي على جدول أعمال اجتماع الجامعة على المستوى الوزاري المقرر عقده يوم 27-1-2008. وأخيرًا طلب المجلس من موسى إجراء الاتصالات العاجلة مع كافة الأطراف الدولية الفاعلة؛ لوقف العدوان ومتابعة تنفيذ هذا القرار.