السودان)(ا ف ب)الفجرنيوز:دعا الرئيس السوداني عمر البشير الاربعاء متمردي دارفور الى القاء السلاح خلال ثاني زيارة يقوم بها الى الاقليم منذ اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه قبل اسبوعين.واعتبر البشير ان التمرد اندلع "من اجل التنمية والتنمية (بدات الان وهي مستمرة". وكان رجال من الميليشيا المحلية، يمتطي بعضهم احصنة، رحبوا بحرارة بالرئيس السوداني عمر البشير لدى وصوله صباحا الى سبدو (ولاية جنوب دارفور) في ثاني زيارة يقوم بها الى الاقليم منذ اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه قبل اسبوعين بعد ان وجهت اليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. ووصل البشير على متن مروحية الى بلدة سبدو الواقعة على بعد 45 كيلومتر جنوب مدينة الضعين. وتاتي زيارته لجنوب دارفور بعد اربع وعشرين ساعة من مقتل جندي من القوة المختلطة للاتحاد الافريقي والاممالمتحدة في هذه الولاية. ودعا البشير الذي ارتدى سترة صيفية خضراء في خطاب القاه في ساحة مكشوفة وسط انتشار كبير لقوات الجيش، الى توحيد سكان دارفور وطلب من المتمردين القاء سلاحهم. وقال بالعامية السودانية "اللي دخل بين اهل دارفور هو الشيطان" مضيفا "نحن عايزين نعيد الوحدة تاني لاهل دارفور وندعو كل ابنائنا واخواننا اللي شايلين السلاح.. نقول لهم ما له لزوم شيل السلاح" معتبرا ان حمل السلاح كان من اجل "التنمية والتنمية الان بدات وشغالة". وتعهد البشير بتقسيم اقليم دارفور الى اكثر من ثلاث ولايات من اجل "تقوية الادارة الاهلية وتعزيز دورها في حفظ الامن وتوفير الخدمات". واكد البشير ان زيادة الخدمات وتحسين الاحوال المعيشية لاهل دارفور هو "ردنا" على المحكمة الجنائية الدولية مشددا على انه "ليست الولاياتالمتحدة ولا بريطانيا هي التي تختار رئيس السودان وانما الشعب السوداني هو الذي يختار رئيسه". وقوطع البشير اكثر من مرة بهتافات التاييد وردد انصاره شعارات مثل "بالروح بالدم نفديك يا بشير" و"لا اله الا الله .. سير سير يا بشير". وقال احد افراد الميليشيا ويدعي حسن الحسن لوكالة فرانس برس "اننا جميعا من الرزيقات (قبيلة عربية في دارفور) وكلنا ننتمي الى قوات الدفاع الشعبي". واضاف "اننا نساند الحكومة وسوف نذبح اوكامبو" في اشارة الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي طلب في تموز/يوليو الماضي اصدار مذكرة التوقيف بحق البشير متهما اياه بارتكاب جريمة "ابادة جماعية" في دارفور. وبالقرب منه وضعت لافتة بيضاء على حمار وكتب عليها "اوكامبو". كما حرقت في ما بعد دمية مجسمة تشبه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة التوقيف بحق البشير في الرابع من اذار/مارس الجاري. وقالت السلطات السودانية انها لن تتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية واتخذت عدة خطوات تصعيدية من بينها طرد 13 منظمة انسانية دولية كانت تعمل في دارفور ما ادى الى ازدياد حدة الانتقادات الغربية للخرطوم. وتقول الاممالمتحدة ان طرد منظمات الاغاثة سيؤدى الى حرمان 1،1 مليون شخص من الغذاء و1،5 مليون من سكان الاقليم من اي خدمات صحية كما ان اكثر من مليون لن يتمكنوا من الحصول على مياه للشرب. ويذكر ان النزاع في دارفور خلف منذ اندلاعه في شباط/فبراير 2003 قرابة 300 الف قتيل وفقا للامم المتحدة وقضي العديد من هؤلاء بسبب نقص الغذاء او بسبب انتشار الامراض والاوبئة. وقال البشير ان الجمعيات السودانية ستحل محل المنظمات الانسانية الدولية في دارفور وحذر الاثنين من انه بعد عام من الان لن تتواجد اي منظمات اغاثة اجنبية على الاراضي السودانية. ومن المقرر ان يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء تعيين سكوت غرايشن موفدا خاصا للولايات المتحدة الى السودان لمواجهة ما تصفه الادارة الاميركية ب "الوضع المريع" في دارفور. وتعرف غرايشن الذي ترعرع في افريقيا وهو يتكلم السواحلية، الى اوباما عندما كان سناتورا في 2006 خلال زيارة مشتركة الى مخيمات لاجئي دارفور في تشاد.