الفجرنيوز. 11:18 AM:حذر إعلامي وناشط حقوقي مغربي من خطورة المساس بالحريات الفردية وإلغاء دور القانون ومؤسسات الدولة، واعتبر أن ما جرى في مدينة القصر الكبير من مظاهرات شعبية ردا على ما أشيع عن حفل زواج شواذ ينذر بتحولات خطيرة يجب التنبه لها. ونفى رئيس تحرير صحيفة الأيام المغربية نورالدين مفتاح في تصريحات خاصة ل"قدس برس" أن يكون ميلاد جبهة من المثقفين للدفاع عن الحريات الفردية فعلا سياسيا موجها إلى جهة إعلامية أو سياسية بذاتها، وقال "لا علاقة لهذا البيان الذي وقع عليه مائة مثقف وسياسي مغربي أي علاقة بجهة إعلامية أو سياسية بذاتها، وإنما ما وقع في مدينة القصر الكبير عندما تم تهييج الناس الذين خرجوا برمتهم للحتجاج على أشخاص لم يثبت أنهم مارسوا فعل الشذوذ، فهذا السلوك كان فيه إلغاء لمفهوم المجتمع المنظم وإلغاء للقانون، وإذا كان الناس يتحدثون عن المجتمع الديمقراطي والحداثي، فإن من مقومات هذا المجتمع حمايته لحرية الحياة الخاصة، وأكثر من هذا كله أن القضاء المغربي خضع لضغوط الشارع وأدان أناسا بتهم لم تكن مثبتة، لهذا جاء هذا البيان أو الجبهة لتقول: انتبهوا إلى الفرق بين القانون وقدسية الحرية الفردية". وأشار مفتاح إلى أن ما جرى في مدينة القصر الكبير لم يكن سهلا بالمرة، وقال "ما جرى في القصر الكبير ليس أمرا عاديا يمكن السكوت عنه، ففي بغداد تم حرق أناس في الشارع اتهموا بالشذوذ، ومن هنا تأتي أهمية بيان المثقفين المغاربة الذي هو ليس موجها لا ضد صحيفة "المساء" ولا ضد التيار الإسلامي، وإنما هو لمواجهة قضية مجتمعية خطيرة". وذكر أن المعركة التي نشبت بين التيار الإسلامي وبين الليبراليين أو الديمقراطيين بسبب الموقف ما جرى في مدينة القصر الكبير ليست هي الأولى من نوعها، وقال إن "التيار الإسلامي في المغرب خاض معارك عديدة ضد الليبراليين أو العلمانيين جانبية، فقد انتقد المهرجانات وربط بينها وبين مظاهر الفساد من خمور ومخدرات وما إلى ذلك، وخاض معركة ضد الأفلام السينمائية، وهذه معركة جديدة نشأت بسببها جدالات فكرية وسياسية معمقة دارت حول الموقف من هذا السلوك: هل نجرم الشذوذ الجنسي كطبيعة أم كسلوك؟ ومعروف أن التفسير الديني كلما ضاق إلا ولجأ إلى العواطف الشعبية من أجل مكاسب سياسية، لذلك مثل هذه القضايا المجتمعية ستبقى جانبية لكنها جزء من معركة أشمل بين مشروعين متناقضين، وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون"، على حد تعبيره. وكان مائة مثقف مغربي قد دعوا الدولة إلى التحرك لمواجهة ما أسموه ب"مناخ الإرهاب الفكري" الذي يشيعه الإسلاميون والذي ترجم مؤخرا من خلال إدانة "دون إثبات" لستة أشخاص "شواذ". وحذر المثقفون المغاربة ومنهم كتاب وسياسيون ونشطاء حقوقيون الذين أعلنوا "، في بيان لهم يوم الجمعة الماضي، ميلاد "جبهة الدفاع عن الحريات الفردية"، من تكاثر الحملات التكفيرية أو شبه التكفيرية في ظل غياب تدخل السلطات يقود إلى جو عام وخطير من الإرهاب الفكري". ويأتي هذا الجدل الفكري والسياسي في أعقاب تثبيت القضاء المغربي لحكم صدر بحق ستة متهمين باللواط إثر حفل خاص في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في القصر الكبير ونشرت صحيفة "المساء" اليومية المغربية المثيرة للجدل من حيث هامش الحرية الذي تمنحه للنقاش في مختلف القضايا الحساسة، تقارير مصورة عنه باعتباره زواج شواذ، وهي ممارسة يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي، قبل أن يتحول الأمر إلى قضية رأي عام وجدل سياسي بين النخب السياسية والعائلات الفكرية في المغرب.