حيفا - وكالات:أكدت مصادر أميركية لصحيفة «هآرتس» أن إسرائيل هي المسؤولة عن قصف ما يسمى «قافلة السلاح الإيرانية» في السودان، مشيرة إلى أن هناك تقديرات بأن القافلة كانت تحمل صواريخ «فجر» بعيدة المدى، والقادرة على بلوغ تل أبيب من قطاع غزة. وبحسب اثنين من المسؤولين الأميركيين، اللذين وُصفا بالمطلعين على المعلومات الاستخبارية بهذا الشأن، فإن تقارير وصلت إلى أجهزة الاستخبارات الأميركية، مفادها أن أحد ضباط حرس الثورة الإيرانية وصل إلى السودان من أجل تنسيق عبور القافلة المشار إليها، ونقل عن مسؤول سابق في الإدارة الأميركية قوله إن مصدر السلاح في القافلة غير واضح. وبينما رفضت إسرائيل نفي أو تأكيد مسؤوليتها عن الهجوم، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنصرف، إيهود أولمرت، كان قد ألمح إلى دور إسرائيلي في العملية، حيث صرح، الخميس، أن «إسرائيل سوف تضرب في كل مكان تستطيع»، وذلك تحت ستار «مكافحة الإرهاب». وفي وقت سابق نفى المتحدث باسم الجيش الأميركي في إفريقيا، فينس كرولي، في تصريحات له ضلوع قواته بالهجوم، وقال إن القوات الأميركية لا تقوم بعمليات دورية وإنما تساعد دول المنطقة وتتقاسم معها المعلومات أحيانا. وكانت وسائل إعلام أميركية وعبرية أوردت أن هذا القصف استهدف قافلة سيارات كانت محملة بأسلحة في طريقها إلى قطاع غزة. ونفى المتحدث باسم حماس أسامة المزيني أي علاقة للحركة بالشحنة التي قصفت شرقي السودان، وقال إنها لم تتلق أي شاحنات أسلحة من أي دولة عربية أو منظمة، ولا علاقة لها بما يتردد عن قافلة أسلحة كانت في طريقها من السودان لغزة. في المقابل، نقل عن القيادي في حركة حماس، صلاح البردويل، قوله «إن التقارير الكاذبة هي ذريعة لإعلان الحرب على السودان». وزعمت «يديعوت أحرونوت» أمس أن إسرائيل تكرس جهودا استخباراتية واسعة في السودان منذ سنوات لتعقب إمدادات السلاح وقواعد تدريب عناصر المقاومة الفلسطينية منذ عام 1989. وقالت إن مصر طلبت من إسرائيل مساعدتها في حل لغز محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، فقررت هذه الاستجابة وقامت بعملية استخباراتية مشتركة للموساد والاستخبارات العسكرية (الأخذ والرد)، وخلصت لاستنتاج أن إيران بالتعاون مع الناشط أيمن الظواهري وراء محاولة الاغتيال. يشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على بلدان عربية ليست جديدة وتتم عادة برضا الولاياتالمتحدة وبالتنسيق المسبق معها. ومن أبرز هذه الاعتداءات التي تنتهج إسرائيل الصمت أو الغمز واللمز حيالها فيما يتم الكشف عنها في وسائل إعلام أجنبية، استهداف منشأة سورية في منطقة دير الزور في سبتمبر 2007، وقبل ذلك تفجير مريب في مصنع سوري لصواريخ سكود في يوليو من نفس العام، واغتيال عماد مغنية القيادي البارز في حزب الله في فبراير 2008 في دمشق، واغتيال الجنرال السوري سليمان في اللاذقية، واغتيالات قيادات منظمة التحرير وضرب مقراتها في تونس وغيرها. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه سيتم في الساعة الحادية عشرة من الثاني من يونيو من العام الحالي إجراء مناورة ضخمة تشمل كافة أنحاء البلاد، يفترض أن تتعرض فيها إسرائيل إلى هجوم صاروخي هائل. وجاء أنه سيُطلب من جميع سكان البلاد، مع انطلاق صافرات الإنذار البحث عن مكان آمن. ونقل عن نائب وزير الأمن، متان فيلنائي، قوله إن الهدف هو إدخال جميع السكان إلى «ثقافة الطوارئ» وكأنما الحرب على وشك الاندلاع غدا. كما جاء أن الأجهزة الأمنية سوف تصادق خلال الأسبوع الحالي على مناورة الجبهة الداخلية التي أسميت «نقطة تحول 3»، والتي يشارك فيها الجميع في ظروف مماثلة لهجوم صاروخي ضخم. ومن المتوقع أن تستمر المناورة مدة خمسة أيام تبدأ في نهاية مايو وتنتهي في الرابع من يونيو. وبحسب الصحيفة فإن الهدف من المناورة فحص أداء كافة الأجهزة المختلفة، بدءا من المستوى السياسي وحتى آخر جندي في القوات العسكرية، في معالجة الجبهة الداخلية في حال اندلاع «حرب شاملة». وأكد فلنائي نائب وزير الحرب على المشاركة الشاملة في المناورة للتدرب على وضع هجوم صاروخي هائل على كافة أنحاء البلاد، وقال إن «كل إسرائيل تقع في مرمى صواريخ العدو، ويجب على الجمهور أن يعلم ذلك، وأن تستعد السلطات بالشكل المناسب». وأضاف فيلنائي أنه «يوجد لدى السوريين ولدى حزب الله صواريخ قادرة على ضرب كل بلدة في إسرائيل، بما في ذلك النقب، ويجب الاستعداد لإمكانية سقوط مئات الصواريخ على الجبهة الداخلية، وتوقع سقوط الصواريخ في كل مكان». من ناحيتها، نفت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الجمعة اي علاقة لها بقافلة الاسلحة التي استهدفتها طائرات اجنبية شمال السودان. وقال صلاح البردويل القيادي في حركة حماس لفرانس برس «لم نتاكد بالفعل ان هناك قافلة ضربت او لا ولكن من السخرية ربط هذه القافلة بحماس». واعتبر ان «الولاياتالمتحدة وتحديدا اسرائيل تحاول دائما ان تغطي على اي جريمة او عمل سياسي تقوم به، فهذه الحادثة ان وقعت فهي عمل سياسي هدفه الضغط على السودان». واضاف «ان كانت هناك قافلة استهدفت وفيها هذا العدد من القتلى فهو امر تحاول اسرائيل ان تستفيد منه من خلال ربطه بحماس وضرب السودان». كما اوضح ان»ما يؤكد كذب هذه الادعاءات ان بين السودان وغزة توجد مصر وهي الاقدر والاولى بمنع دخول السلاح الى غزة فلم هذا التهميش لمصر «. واكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية على صديق الجمعة ان غارتين استهدفتا مهربين في شمال السودان خلال الشهرين الماضيين ولكنه قال ان لا دليل على ان طائرات اسرائيلية قامت بهذين الهجومين. وكان وزير الدولة السوداني للنقل مبروك مبارك سليم قال لوكالة فرانس برس الخميس ان طائرات اجنبية قامت بغارة في منتصف يناير الماضي على قافلة شاحنات لمهربي اسلحة. 2009-03-28 العرب القطرية