الليلة: سحب عابرة ورياح قوية والحرارة تتراوح بين 16 و26 درجة    فقدان 23 تونسيا في'حَرْقة': ايقاف 5 متهمين من بينهم والدة المنظّم واحد المفقودين    التضامن.. الإحتفاظ ب3 اشخاص وحجز كمية من المواد المخدرة    الميزان التجاري يستعيد عافيته...رصيد المبادلات الخارجية يتطور ب %24    والي بن عروس: فخور ب"دخلة" جماهير الترجي وأحييهم ب"عاطفة جيّاشة"    بنزرت تستعد لاستقبال أبناء الجالية المقيمين بالخارج    مدير عام ديوان تربية الماشية: النحل يساهم في ثلث غذاء الإنسان    وزيرة التجهيز تؤكد على جهود تونس في تحقيق التنمية بالجهات وتطوير الحركة الجوية بالمطارات الداخلية    طقس الليلة    أغنية لفريد الأطرش تضع نانسي عجرم في مأزق !    عروض ثريّة للإبداعات التلمذيّة.. وتكريم لنُجوم الدراما التلفزيّة    وزير التعليم العالي يترأس الوفد التونسي في منتدى التعليم العالمي 2024 في لندن    الافريقي يرفض تغيير موعد الدربي    وزارة التربية: هذه هي الانشطة المسموح بها بالمؤسسات التربوية خارج أوقات التدريس    بودربالة يوجه الى نظيره الايراني برقية تعزية في وفاة إبراهيم رئيسي    موعد تنظيم أيام كندا للتوظيف بتونس.. وهذه الاختصاصات المطلوبة    رفض الافراج عن سنية الدهماني    إضراب عن العمل بإقليم شركة فسفاط قفصة بالمظيلة    أبطال إفريقيا: الكشف عن مدة غياب "علي معلول" عن الملاعب    وزيرة السعادة تحافظ على مركزها ال9 في التصنيف العالمي    فلاحون يستغيثون: فطريات ألحقت اضرارا فادحة بالطماطم المعدة للتحويل    الهلال الأحمر الإيراني يكشف تفاصيل جديدة حول تحطّم المروحية الرئاسية    عاجل/ قتيل و10 جرحى في حادث مرور مروّع بهذه الجهة    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    تزامنا مع عيد الاضحى : منظمة ارشاد المستهلك توجه دعوة لقيس سعيد    سيدي بوزيد: تواصل فعاليات الدورة 15 لمعرض التسوق بمشاركة حوالي 50 عارضا    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    فظيع: غرق شخص ببحيرة جبلية بجهة حمام بورقيبة..    الشاعر مبروك السياري والكاتبة الشابة سناء عبد الله يتألقان في مسابقة الدكتور عبد الرحمان العبد الله المشيقح الأدبية    القيروان: إنتشال جثة سبعينية من فسقية ماء بجلولة    الجنائية الدولية تطلب إصدار مذكرة اعتقال ضدّ نتنياهو    تونس : أنواع و أسعار تقويم الأسنان    النادي الإفريقي: اليوم عودة التمارين إلى الحديقة .. ومعز حسن يغيب عن الدربي    هام/ هذه نسبة امتلاء السدود..    اشادات دولية.. القسّام تتفاعل وإعلام الكيان مصدوم...«دخلة» الترجي حديث العالم    انطلقت أشغاله الميدانيّة: التعداد السكاني دعامة للتنمية الاقتصادية    الأولمبي الباجي أمل جربة ( 2 1) باجة تعبر بعناء    خامنئي يعزي بوفاة رئيسي ويعلن الحداد 5 أيام..#خبر_عاجل    دول إفريقية مستعدّة لتنظيم عودة منظوريها طوعيا من تونس    تونس تقدم التعازي في وفاة الرئيس الايراني    هذه أول دولة تعلن الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الرئيس الايراني..#خبر_عاجل    عاجل/ وفاة رئيس ايران تنبأت به الفلكية ليلى عبد اللطيف قبل شهرين..وهذا ما قالته..!!    تونس تتوج ب 26 ميداليّة في المسابقة العالميّة لجودة زيت الزيتون في نيويورك    بينهم زعيم عربي.. زعماء دول قتلوا بحوادث تحطم طائرات    استدعاء ثلاثة لاعبين لتشكيلة البرازيل في كوبا أمريكا واستبدال إيدرسون المصاب    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسيدي بوزيد تستعد للموسم الثقافي والصيفي 2024    القصرين : الوحدات العسكرية تشارك أبناء الجهة احتفالاتها بالذكرى ال68 لإنبعاث الجيش الوطني التونسي    نهائي "الكاف": حمزة المثلوثي رجل مباراة الزمالك ونهضة بركان    من هو المرشح الأول لخلافة الرئيس الإيراني؟    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع القاضي العراقي رزكار:حاوره لافا خالد
نشر في الفجر نيوز يوم 28 - 03 - 2009

رزكار أمين القاضي الكردي العراقي , رجل كتوم الأسرار, سمح الوجه , عالي المهنية لذا اختير من بين عشرات القضاة رئيسا لمحكمة الجنايات العليا بعد سقوط النظام العراقي ,ليترأس محكمة بدت شديدة التعقيد وكثيرة الإشكاليات سيما والمتهم هو رجل بثقل صدام حسين الرئيس العراقي السابق , وجها لوجه في بلد محتل , ووطن عايش حروبا وشهد اقتتالات طائفية وعرقية , مارس عمله بنزاهة وبكثير من الحيادية وحينما مورس عليه بعضا من الضغوط استقال ليترك كرسي القضاء في تلك المحاكمة التي أدخلت كل كمن شارك فيها بوابة التاريخ , مع القاضي رزكار أمين حول محاكمة صدام حسين وقضايا أخرى كان الحوار التالي:
الجزيرة توك - كيف تم اختيارك رئيسا" للهيئة القضائية في محكمة الجنايات العليا لتدير أشهر محاكمات العصر ؟
تم ترشيحي من حكومة إقليم كوردستان بعد أن طلبت رئاسة المحكمة عدد من القضاة من الإقليم .
الجزيرة توك - ماذا أضافت لك تلك التجربة ؟
أضافت لي الكثير ، منها فتحت أمامي فرصة للاطلاع على القانون الدولي الإنساني وعلى القانون والقضاء الجنائي الدوليين وعلى تجارب الشعوب في هذا المجال .
وجها لوجه ..صدام وأمريكا وأطراف أخرى
الجزيرة توك - هل تصورت أن تقف يوما وتحاكم صدام حسين سيما والملفات الموجهة ضده حساسة ؟
عندما يتولي القاضي هذا المنصب المهم والخطير عليه أن لا يستبعد تكليفه بالاشتراك فى أية محاكمة أيا كان أشخاصها أو مواضعها .
الجزيرة توك - في سير المحاكمة هل كنتم تتعرضون لضغوطات من الحكومة العراقية أو الأمريكية ؟ أم كانت محاكمة شفافة عن كل التدخلات الخارجية ؟
من الصعب تصور سيرها دون ضغوطات ، هذا حال جميع أو معظم المحاكمات من هذا النمط التى ترتبط بتغيرات سياسية في البلدان التي تجري فيها عادة (مع خلفياتها و ماضيها وأحداثها و كوارثها التي تحل بها ) فالوضع الجديد يرتبط عادة بالماضي العدائي الأليم بين الأحزاب والجماعات أو الأقوام والأعراق المتناحرة ، وما تحمل معها من معاني الانتقام والثأر التي تؤثر بلا شك على سير العدالة .
الجزيرة توك - ما مدى توافر عنصر النزاهة والشفافية في تلك المحاكمة ؟
ج - يمكن استنتاج جزء من الإجابة على هذا السؤال في جزء من جواب السؤال السابق إلا أنه وفي كل الأحوال لا يمكن الكلام عن القضاء بلا حياد ، فالحياد مبدأ أساس لا بل ركن مهم في كل عملية قضائية عادلة محترمة ، وبانهياره تنهار العدالة فيها وبالتالي فلا يمكن وصف قضاء غير محايد بالمحاكمة القانونية ، لربما يتحمل وصف آخر عندما يراد بها حسم موقف ما ولكن يظل الموضوع المحسوم بلا حياد حسما خارجا" عن السياقات القضائية الصحيحة .
حسمت موقفي بالمهنية والحياد فلم استمر ..
الجزيرة توك - هل ثمة حيادية في القضاء أيضا أم أن القاضي إنسان وقد تغلبه العواطف والمشاعر فيقف مع الجلاَد أحيانا" ؟ أو العكس ؟
أما عن غلبت العواطف والمشاعر ، فالقاضي إنسان قبل كل شيء ، فهو لا يتجرَد من عواطف ومشاعر في حياته العادية ، فيفرح ويبتسم ويضحك وينشرح كما يحزن ويأسف ويبكي ، وله انفعالاته الخاصة لأنه ليس بآله ، وهذا جوهر الحياة ، فإذا كان القاضي لا يستطيع التخلي عن جانب أساسي من حياته كإنسان فينبغي أن يأخذه في الحكم هوا" أو عاطفه وبما تجرَده عن حياده وعن جادة الصواب في أحكامه .
الجزيرة توك - رزكار أمين كان حجم العمل عدكم شديد الضغط لمن كنت تفصح عن أسرارك وما يحدث معك ؟
لبعض الزملاء المعنيين بالعمل معي .
الجزيرة توك - كيف تعلق على طرد بعض محامي صدام خارج القاعة أين الجانب القانوني في ذلك ؟
لا أرى ضرورة ذلك وفي جانبي لا أحبذ طرد المحامي من الجلسة ولا أتفق مع هذا التوجه فى المحكمة ، فالمحامي جزء أساسي في كل محكمة جنائية يجب أن يحترم ويسمح له قانونا" بالدفاع عن موكله وهذا حق مشروع لكل من المتهم والمحامي نفسه ، فالأصل إذا" لا يجوز طرده لا هو ولا المتهم ، ولكن فى حالات استثنائية وعندما يخل شخص أي شخص من أطراف الدعوى بنظام الجلسة إخلالا" كبيرا" وبما يريك سير العمل القضائي ، ينبهه القاضي على ذلك ابتداء" فإن لم يمثل وتمادى في الإخلال يجوز للقاضي إبعاده من قاعة المحكمة ويجب إعلامه بما دار بغيابه عندما يرجع ليكون على علم بتفاصيل الدعوى .
الجزيرة توك - كيف قرأت وجود قاضي أمريكي يدافع عن صدام حسين ؟
هذا الشخص لم يكن قاضيا" وإنما كان محاميا وهو السيد ( رامزي كلارك ) وزير العدل الأمريكي الأسبق ،وإنى كقاضى رأيت حضوره و ودفاعه في الدعوى بصفته محاميا أمرا طبيعيا" حيث تتفق ذلك مع قانون المحكمة ، حيث ينص البند (ب) في المادة 19 رابعا على مايلي :- أن يتاح للمتهم الوقت ويمنح له الحرية في الاتصال بمحام يختاره بمليء إرادته ويجتمع به على إنفراد ، ويحق للمتهم أن يستعين بمحام غير عراقي طالما أن المحامي الرئيس عراقي وفقا" للقانون ) كما أنه وبموجب القاعدة (29) من قواعد الإجراءات وجمع الأدلة المتعلقة بقانون المحكمة يجوز للمتهم واستنادا للمادة 19 / رابعا من قانون المحكمة الجنائية العراقية العليا أن يوكل محاميا غير عراقي واحد أو أكثر .
لذا قرأت وجود المحامى الامريكى قراءة طبيعية لا بل أرى جمالية المحكمة تظهر من خلال احترام حقوق الدفاع و حضور من يرغب المتهم توكيله من المحاميين وفقا للقانون فهو يحقق العدالة ويزيد القرار بذلك احتراما ومصداقية .
الجزيرة توك - هل تعرضت شخصيا لتهديد مباشر سيما والصحافة كتبت عنك هربت الى إحدى الدول الأوروبية ؟
لم أتعرض للتهديد ، والصحافة لم تكتب عني بالهروب إلى الدول الأوروبية ، أظن حصلت عندك الأشكال بيني وبين زميل آخر غيري بهذا الصدد .وأنا سمعت نفس الخبر أيضا من الأعلام ولكن كما قلت حول زميل آخر غيرى في المحكمة ذاتها .
موضوعيتي وسماحة وجهي وبوابة التاريخ
الجزيرة توك - هل يمكننا القول أنكم دخلتم بوابة التأريخ في تلك المحاكمة ؟
باعتقادي أن المحاكمة كانت حدثا تاريخيا" وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، وفي الوقت الذي أفضل أن أترك الكلام هنا عن مسألة دخولي بوابة التأريخ إلى غيري أرى إن الدخول فى التأريخ لايعد بقدر ما هو كيف يدخل الإنسان لأن التأريخ يسجل ولا يرحم ولهذا التسجيل جوانب فمنها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي ، نتمنى الدخول الايجابي .
الجزيرة توك - انتقدوك الصحافة بأنك لم تكن تستطيع السيطرة على بعض الجلسات ؟ كيف واجهت تلك الانتقادات وهل كنت كذلك حقا ؟
لا طبعا لم يكن الأمر كذلك ، فالصحافة حرة و تقول كما تشاء وهي تعبر عن رأي الصحيفة أو كاتب المقال وبالتالي فليس كل ما تكتب في الصحافة تمثل الحقيقة ومع هذا كل رأي عندى محترم طالما ينبع من نية صادقة محايدة ، إن قسم من الانتقادات والتي وصلت منها إلى حد الإهانات والجريمة كما قات آراء وأفكار جميلة مهنية ديمقراطية تقول لنا بأن الدنيا مازالت بخير لوجود جماهير غفيرة محبة للعدل و مؤيدة للقانون تقول بان عالمنا يتوجة نحو التغير الديمقراطي وإرساء مفاهيم حقوق الإنسان عامة و حقوق المتهم خاصة ، والذي يهمنى فى هذا المجال آراء المختصين المحايدين في مجال القضاء والقانون وآراء أصحاب الأفكار النيٌرة فى مجال حقوق الإنسان .
إذا كان البعض يفسر أعطاء الحق القانونى لأطراف الدعوى بالإفصاح عن إرادته بحرية الدفاع عن حقوقه القانونية فقدان السيطرة على الجلسة فهو إما لا يفقه العمل القضائي أو خصم في الدعوى أو يفكر بتفكير الخصم ، وإن كان مختصا في مجال القضاء .
فقدان السيطرة فى الجلسة يعنى أن يتشتت أفكار القاضي ويتشرد ذهنه عند إدارة الجلسة بحيث لا يتقن كيفية توزيع الأدوار بين الأطراف أو يتعذر عليه ، وبضعف منه اتخاذ إجراءات الأصولية التى قرر اتخاذها أي جلسة ما لتدوين شهادة شاهد مثلا بحيث يعم الفوضى في القاعة وهذا لا يمنع مصدر هذا الفوضى أو لا يستطيع ذلك وكذا الأمر في أي أجراء آخر من إجراءات المحاكمة وهذا لم يحصل .
الجزيرة توك - رزكار أمين تبدو سمح الوجه يقال إن ذلك أكسبك نجاتا ممن كانوا ضد تلك المحاكمة و يتوعدون قتل كل أعضاء الهيئة القضائية فيها ؟
القاضي العادل لا يهاب القتل و لا يخشى الموت ، فهو يموت بأجله الذي لا مفر منه و سوف نلاقيه ولو كنا في بروج مشيدة ، ولا اعرف التكلف في أداء واجباتي فسماحة الوجه من طبعي
انتقادات الآخرين
الجزيرة توك - انتقدوك في الصحافة بأنك لم تكن تستطيع السيطرة على بعض الجلسات ؟ كيف واجهة تلك الانتقادات ، و هل كنت كذلك حقا ؟
لا طبعا لم يكن الأمر كذلك فالصحافة حرة و تقول ما تشاء وهي تعبر عن راي الصحيفة او كاتب المقال بالتالي فليس كل ما يكتب في الصحافة يمثل الحقيقة و مع هذا كل راي عندي محترم طالما ينبع من نية صادقة محايدة فقرأت قسم من الانتقادات و التي و صلت منها إلى حد الأهانات و الجريمة ، كما قرأت آراء و أفكار جميلة مهنية ديمقراطية تقول لنا بأن الدنيا ما زالت بخير لوجود جماهير غفيرة محبة للعدل و مؤيدة للقانون ،تقول بأن عالمنا يتوجه نحو التغير الديمقراطي و إرساء مفاهيم حقوق الإنسان عامة و حقوق المتهم خاصة.
و الذي يهمني في هذا المجال أراء المختصين المحايدين في مجال القضاء و القانون و آراء أصحاب الأفكار النيرة في مجال حقوق الإنسان ، و إذا كان البعض يفسر إعطاء الحق القانوني لأطراف الدعوى بالإفصاح عن ارادته بحرية و احترام حقوق الدفاع ، فقدانا للسيطرة على الجلسة فتفسيره خاطئ ، و يرد عليه ، بأنه اما لا يفقه العمل القضائي او خصم في الدعوى أو يفكر بتفكير الخصم .و إن كان مختصا في مجال القضاء و القانون . فبرئينا فقدان السيطرة في الجلسة يعني ان يتشتت أفكار القاضي و يتشرد ذهنه عند إدارة الجلسة بحيث لا يتقن كيفية توزيع الأدوار بين الأطراف أو يتعذر عليه و بضعف منه اتخاذ الإجراءات الأصولية التي قرر اتخاذها في جلسة ما كتدوين شهادة شاهد مثلا بحيث يعم الفوضى في القاعة وهو لا يمنع مصدر الفوضى أو لا يستطيع ذلك ، وكذا الأمر في أي إجراء آخر من إجراءات المحاكمة و هذا لم يحصل في الجلسات التي كنت أديرها.
محاكمة تاريخية وقاضي هادئ جدا
الجزيرة توك - ثمة جلسات كانت شديدة الاستفزاز كيف كنت تحافظ على هدوئك ؟
الهدوء هبة من الله سبحانه و تعالى ....و يجب أن يتحلى به الإنسان في كل أموره و هو ضروري للقاضي أكثر من غيره لأنه يتعامل مع نزاع و خصومات أطراف الدعاوى و هم في اغلب الأحيان منفعلين في قاعة المحكمة سواء كان فيما بينهم أو مع هيئة المحكمة أو الادعاء العام أو المحاميين ،لذا و لكي لا يقع القاضي تحت تأثير استفزازات القاعة ينبغي أن يتحلى بصفة الهدوء فهذه الصفة علاوة على انها تتعلق بالطبع و العوامل الوراثية ولكن يمكن أن نحصل عليها بالتجربة و المران و الممارسة ، و كذلك فان الاستعداد و التوازن النفسي و انشراح الصدر ضروري جدا عند مباشرة القاضي لعمله ، فلا يحكم و هو غضبان او مريض أو لديه أزمة أو مشكلة أو حاجة تمنعه من أداء واجبه بهدوء أو تخلق له انفعالات تجاه طلبات و أقوال و دفوعات الخصم أو وكلائهم ..أو تجاه هيئة المحكمة أو الادعاء العام إن كان رئيسا للهيئة ..
كما إن الحالة النفسية للقاضي و تكوين الرأي المسبق تجاه أشخاص الدعوى أو موضوعها عامل مهم في هذا المجال فالانفعالي يصعب عليه الحفاظ على الهدوء كما صاحب الراى المسبق هو الأخر يفقد هدوءه بسرعة فإذا لم يساير الأقوال رأيه هو يفقد توازنه في كثير من الأحيان و هي مشكلة قانونية للقاضي عليه ان يتخلص منها . الحمد لله أنا هادئ الطبع و أتمرن عليه باستمرار .
وجها لوجه مع جلاد الأمس..
الجزيرة توك - هل لك أن تذكرنا بالمرة الأولى التي التقيت فيه الرئيس العراقي السابق صدام حسين ؟
التقينا أول أيام المحاكمة في قضية دجيل و تحديدا في التاسع عشر من شهر تشرين الأول عام 2005 .
الجزيرة توك - أنت شخصيا كيف كنت ترى صدام داخل قفص المحاكمة كانسان و متهم معا ؟
كنت أراه طبيعيا .

الجزيرة توك - الا تحسب نقطة ضد القضاء العراقي في تنفيذ عقوبة الإعدام ؟
لقد تشعبت الآراء حول ذلك .
الجزيرة توك - لماذا تم إعدام صدام بتلك الصورة السريعة ؟
الجهة المنفذة أدرى بالموضوع .
الجزيرة توك - وصفت توقيت تنفيذ حكم الإعدام على صدام بأنه غير قانوني ؟أين يمكن الخلل بيرأيك؟
هناك إشكالات قانونية في مسألة ضرورة صدور المرسوم الجمهوري بالتنفيذ و اختيار يوم العيد و العطلة الرسمية للتنفيذ فبموجب المادة (290 ) من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم 23 لسنة1971 المعدل لا يجوز تنفيذ عقوبة الإعدام في أيام العطلات الرسمية و الأعياد الخاصة بديانة المحكوم عليه )).
كما لم تمض مدة ثلاثون يوما على تصديق الحكم .
أخطا من نفذ عقوبة الإعدام في العيد
الجزيرة توك - 24 اختلفت مع زملائك في زمان تنفيذ الحكم و لكن واقفت على المكان في الشعبة الخامسة في احد الأقبية المخابراتية العراقية سابقا و لاحقا؟
القانون هو الذي يرسم الطريق لتنفيذ العقوبات ايا كان نوعها و منها عقوبة الإعدام التي خصص لها قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي بابا خاصا لها و هو الباب الثاني ضمن الكتاب الخامس الخاص بالتنفيذ و الموزع بين الباب لأول (الأحكام العامة) و الباب الثاني (تنفيذ الإعدام)و الباب الثالث (تنفيذ العقوبات و التدابير السالية للحرية و الغرامات).
فالمادة 288 في القانون أعلاه تقول((تنفذ عقوبة الإعدام شنقا داخل السجن أو أي مكان آخر طبقا للقانون بعد صدور المرسوم الجمهوري بتنفيذ الحكم.... )) و حيث لم يكن لدى معلومات مسبقة عن مكان التنفيذ و سبب اختياره لذا لا اعلق عليه .
أما عن حكم القانون في اختيار المكان فقد جاء بشكل مطلق و المطلق يجري على أطلاقه ما لم يقيد بنص ، و بالتالي فلم يخصص التنفيذ بمكان معين و لم يأتي باستثناءات في هذا المجال أما توقيت التنفيذ فقد ورد عليه الاستثناءات السابقة التي ذكرتها .علاوة على استثناءات أخرى كحالة المرأة الحامل مثلا فلا تنفذ بحقها العقوبة إلا بعد مضي أربعة أشهر على تأريخ و ضع حملها و بعد صدور أمر جديد من وزير العدل الذي يرفع مطالعة لرئيس الجمهورية حول تأجيل أو تخفيف العقوبة بطلب من رئيس الادعاء العام و ان كان الأمر بالتنفيذ كان صادرا قبل أن تبين بأن المتهمة حامل، فيصدر قرار جديد من رئيس الجمهورية على مطالعة الوزير .فأن أبقى على العقوبة كما هي بالأمر المجدد يؤجل التنفيذ الى ما بعد وضع الحمل بأربعة أشهر.
الجزيرة توك - الم توافق بأن المحاكمة كلها منذ البداية و حتى لحظة تنفيذ الحكم كانت لصالح صدام ؟
من الصعب القبول بذلك على علاته
الجزيرة توك - هل تمنيت النطق بالإعدام على رجل قتل الآلاف الكثيرة من العراقيين ؟
القاضي يتمنى تطبيق القانون .
الجزيرة توك - كيف ترى المشهد العراقي بغياب صدام حسين ؟
مشاهد كثيرة و مثيرة بحاجة إلى التفصيل .
الجزيرة توك - لا يبدو ثمة علاقة تواصل بينك وبين الصحافة ما لسبب ؟
علاقتي طيبة مع الصحافة على العموم أما التواصل معها يحتاج إلى وقت و تفرغ ، كما إن المهنية وطبيعة العمل القضائي تفرض على القاضي ضرورة بكتمان بعض الأمور أو أبداء التحفظات بشأنها ، وأقدر كثيرا" جهود الصحافة المهنية المحايدة.
الجزيرة توك - تجربتك ثرية أليس من حق الآخرين الوقوف عندها مطولا" ؟
حياة الإنسان وسفره فيها عبارة عن سلسلة من التجارب فمن جانبي لا أستطيع الاستغناء عن تجارب الآخرين وأتفاعل معها دوما" كما يشَرفني وقوف الآخرين عن تجربتي ممن يثقون بها فهو مبعث فخري واعتزازي .
28/03/2009
الجزيرة توك - القامشلي - سوريا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.