بطولة إفريقيا لكرة اليد للصغريات: تونس في النهائي بعد فوز مثير على غينيا    التنس: تأهل التونسي معز الشرقي الى نهائي بطولة سان تروبيه للتحدي    مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي يحتفي بالسينما التونسية    "أمامكم 24 ساعة فقط".. كبرى الشركات الأمريكية توجه تحذيرا لموظفيها الأجانب    مسرحية "على وجه الخطأ تحرز ثلاث جوائز في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي    جندوبة: حملة نظافة بالمستشفى الجهوى    تحذير هام: تناول الباراسيتامول باستمرار يعرّضك لهذه الأمراض القاتلة    حوادث المرور في تونس: السهو والسرعة يبقيان الأكثر تهديدًا للأرواح    سوسة: اليوم العلمي الأول حول صحة المرأة    هذا ما تقرّر ضد فتاة أوهمت شبّانا بتأشيرات سفر إلى الخارج.. #خبر_عاجل    عاجل: وفاة عامل بمحطة تحلية المياه تابعة للصوناد في حادث مرور أليم    بعد اجتياح غزة.. حماس تنشر "صورة وداعية" للرهائن الإسرائيليين    عاجل/ وزير ألماني أسبق يدعو لحوار مع تونس والمغرب بشأن هذا الملف    معاناة صامتة : نصف معيني مرضى الزهايمر في تونس يعانون من هذه الامراض    رابطة الأبطال الافريقية: الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري من أجل قطع خطوة هامة نحو الدور الثاني    زغوان: غلق مصنع المنسوجات التقنية "سيون" بالجهة وإحالة 250 عاملا وعاملة على البطالة    أبرز الأحداث السياسية في تونس بين 13 و20 سبتمبر 2025    بنزرت "بين الجسرين" .. "المتحرك" معاناة و"الثابت" أمل    سليانة: وضع 8 ألاف و400 قنطار من البذور منذ بداية شهر سبتمبر    الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ستتولى ابرام ملاحق لعقود برنامج "بروسول الاك الاقتصادي" بصفة استثنائية    اليوم العالمي للزهايمر: التأكيد على أهمية حماية المُعين من العائلة ومن الإطار شبه الطبي للمصابين بالزهايمر من الانهيار النفسي    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    الاحتلال الإسرائيلي يغتال عائلة مدير مجمع الشفاء في غزة    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    عاجل/ حملة أمنية في أسواق الجُملة تُسفر عن إيقافات وقرارات بالإحتفاظ    جمعية المرسى الرياضية تنظم النسخة الرابعة من ماراطون مقاومة الانقطاع المبكر عن الدارسة    بنزرت: حجز أطنان من اللحوم والمواد الغذائية المخزّنة في ظروف غير صحية    من بينها تونس: 8 دول عربية تستقبل الخريف    صرف الدفعة الأولى من المساعدات المالية بمناسبة العودة المدرسية في هذا الموعد    عاجل/ ترامب يُمهل السوريين 60 يوما لمغادرة أمريكا    لكلّ من فهم بالغالط: المغرب فرضت ''الفيزا'' على هؤلاء التوانسة فقط    الكاف: قافلة صحية تحت شعار "صحتك في قلبك"    أكثر من 100 ألف تونسي مصاب بالزهايمر ومئات الآلاف من العائلات تعاني    الفيفا يتلقى 4.5 مليون طلب لشراء تذاكر مباريات كأس العالم 2026    عاجل: تأخير وإلغاء رحلات جوية بسبب هجوم إلكتروني    عاجل/ عقوبة سجنية ضد الشاب الذي صوّب سلاحا مزيّفا تجاه أعوان أمن    اليوم: استقرار حراري وأمطار محدودة بهذه المناطق    لماذا يضعف الدينار رغم نموّ 3.2 بالمائة؟ قراءة معمّقة في تحليل العربي بن بوهالي    "يوتيوب" يحظر حساب مادورو    بعد موجة من الانتقادات.. إيناس الدغيدي تلغي حفل زفافها وتكتفي بالاحتفال العائلي    القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    أمين عام الأمم المتحدة.. العالم يجب ألاّ يخشى ردود أفعال إسرائيل    استراحة «الويكاند»    تتويج مسرحي تونسي جديد: «على وجه الخطأ» تحصد 3 جوائز في الأردن    في عرض سمفوني بالمسرح البلدي...كاميليا مزاح وأشرف بطيبي يتداولان على العزف والقيادة    وزارة الدفاع تنتدب    تراجع عائدات زيت الزيتون المصدّر ب29,5 % إلى موفى أوت 2025    أكثر من 400 فنان عالمي يطالبون بإزالة أغانيهم من المنصات في إسرائيل    البنك التونسي للتضامن يقر اجراءات جديدة لفائدة صغار مزارعي الحبوب    مهذّب الرميلي يشارك في السباق الرمضاني من خلال هذا العمل..    قريبا القمح والشعير يركبوا في ''train''؟ تعرف على خطة النقل الجديدة    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    في أحدث ظهور له: هكذا بدا الزعيم عادل إمام    كيف سيكون طقس الجمعة 19 سبتمبر؟    بطولة العالم للكرة الطائرة رجال الفلبين: تونس تواجه منتخب التشيك في هذا الموعد    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع القاضي العراقي رزكار:حاوره لافا خالد
نشر في الفجر نيوز يوم 28 - 03 - 2009

رزكار أمين القاضي الكردي العراقي , رجل كتوم الأسرار, سمح الوجه , عالي المهنية لذا اختير من بين عشرات القضاة رئيسا لمحكمة الجنايات العليا بعد سقوط النظام العراقي ,ليترأس محكمة بدت شديدة التعقيد وكثيرة الإشكاليات سيما والمتهم هو رجل بثقل صدام حسين الرئيس العراقي السابق , وجها لوجه في بلد محتل , ووطن عايش حروبا وشهد اقتتالات طائفية وعرقية , مارس عمله بنزاهة وبكثير من الحيادية وحينما مورس عليه بعضا من الضغوط استقال ليترك كرسي القضاء في تلك المحاكمة التي أدخلت كل كمن شارك فيها بوابة التاريخ , مع القاضي رزكار أمين حول محاكمة صدام حسين وقضايا أخرى كان الحوار التالي:
الجزيرة توك - كيف تم اختيارك رئيسا" للهيئة القضائية في محكمة الجنايات العليا لتدير أشهر محاكمات العصر ؟
تم ترشيحي من حكومة إقليم كوردستان بعد أن طلبت رئاسة المحكمة عدد من القضاة من الإقليم .
الجزيرة توك - ماذا أضافت لك تلك التجربة ؟
أضافت لي الكثير ، منها فتحت أمامي فرصة للاطلاع على القانون الدولي الإنساني وعلى القانون والقضاء الجنائي الدوليين وعلى تجارب الشعوب في هذا المجال .
وجها لوجه ..صدام وأمريكا وأطراف أخرى
الجزيرة توك - هل تصورت أن تقف يوما وتحاكم صدام حسين سيما والملفات الموجهة ضده حساسة ؟
عندما يتولي القاضي هذا المنصب المهم والخطير عليه أن لا يستبعد تكليفه بالاشتراك فى أية محاكمة أيا كان أشخاصها أو مواضعها .
الجزيرة توك - في سير المحاكمة هل كنتم تتعرضون لضغوطات من الحكومة العراقية أو الأمريكية ؟ أم كانت محاكمة شفافة عن كل التدخلات الخارجية ؟
من الصعب تصور سيرها دون ضغوطات ، هذا حال جميع أو معظم المحاكمات من هذا النمط التى ترتبط بتغيرات سياسية في البلدان التي تجري فيها عادة (مع خلفياتها و ماضيها وأحداثها و كوارثها التي تحل بها ) فالوضع الجديد يرتبط عادة بالماضي العدائي الأليم بين الأحزاب والجماعات أو الأقوام والأعراق المتناحرة ، وما تحمل معها من معاني الانتقام والثأر التي تؤثر بلا شك على سير العدالة .
الجزيرة توك - ما مدى توافر عنصر النزاهة والشفافية في تلك المحاكمة ؟
ج - يمكن استنتاج جزء من الإجابة على هذا السؤال في جزء من جواب السؤال السابق إلا أنه وفي كل الأحوال لا يمكن الكلام عن القضاء بلا حياد ، فالحياد مبدأ أساس لا بل ركن مهم في كل عملية قضائية عادلة محترمة ، وبانهياره تنهار العدالة فيها وبالتالي فلا يمكن وصف قضاء غير محايد بالمحاكمة القانونية ، لربما يتحمل وصف آخر عندما يراد بها حسم موقف ما ولكن يظل الموضوع المحسوم بلا حياد حسما خارجا" عن السياقات القضائية الصحيحة .
حسمت موقفي بالمهنية والحياد فلم استمر ..
الجزيرة توك - هل ثمة حيادية في القضاء أيضا أم أن القاضي إنسان وقد تغلبه العواطف والمشاعر فيقف مع الجلاَد أحيانا" ؟ أو العكس ؟
أما عن غلبت العواطف والمشاعر ، فالقاضي إنسان قبل كل شيء ، فهو لا يتجرَد من عواطف ومشاعر في حياته العادية ، فيفرح ويبتسم ويضحك وينشرح كما يحزن ويأسف ويبكي ، وله انفعالاته الخاصة لأنه ليس بآله ، وهذا جوهر الحياة ، فإذا كان القاضي لا يستطيع التخلي عن جانب أساسي من حياته كإنسان فينبغي أن يأخذه في الحكم هوا" أو عاطفه وبما تجرَده عن حياده وعن جادة الصواب في أحكامه .
الجزيرة توك - رزكار أمين كان حجم العمل عدكم شديد الضغط لمن كنت تفصح عن أسرارك وما يحدث معك ؟
لبعض الزملاء المعنيين بالعمل معي .
الجزيرة توك - كيف تعلق على طرد بعض محامي صدام خارج القاعة أين الجانب القانوني في ذلك ؟
لا أرى ضرورة ذلك وفي جانبي لا أحبذ طرد المحامي من الجلسة ولا أتفق مع هذا التوجه فى المحكمة ، فالمحامي جزء أساسي في كل محكمة جنائية يجب أن يحترم ويسمح له قانونا" بالدفاع عن موكله وهذا حق مشروع لكل من المتهم والمحامي نفسه ، فالأصل إذا" لا يجوز طرده لا هو ولا المتهم ، ولكن فى حالات استثنائية وعندما يخل شخص أي شخص من أطراف الدعوى بنظام الجلسة إخلالا" كبيرا" وبما يريك سير العمل القضائي ، ينبهه القاضي على ذلك ابتداء" فإن لم يمثل وتمادى في الإخلال يجوز للقاضي إبعاده من قاعة المحكمة ويجب إعلامه بما دار بغيابه عندما يرجع ليكون على علم بتفاصيل الدعوى .
الجزيرة توك - كيف قرأت وجود قاضي أمريكي يدافع عن صدام حسين ؟
هذا الشخص لم يكن قاضيا" وإنما كان محاميا وهو السيد ( رامزي كلارك ) وزير العدل الأمريكي الأسبق ،وإنى كقاضى رأيت حضوره و ودفاعه في الدعوى بصفته محاميا أمرا طبيعيا" حيث تتفق ذلك مع قانون المحكمة ، حيث ينص البند (ب) في المادة 19 رابعا على مايلي :- أن يتاح للمتهم الوقت ويمنح له الحرية في الاتصال بمحام يختاره بمليء إرادته ويجتمع به على إنفراد ، ويحق للمتهم أن يستعين بمحام غير عراقي طالما أن المحامي الرئيس عراقي وفقا" للقانون ) كما أنه وبموجب القاعدة (29) من قواعد الإجراءات وجمع الأدلة المتعلقة بقانون المحكمة يجوز للمتهم واستنادا للمادة 19 / رابعا من قانون المحكمة الجنائية العراقية العليا أن يوكل محاميا غير عراقي واحد أو أكثر .
لذا قرأت وجود المحامى الامريكى قراءة طبيعية لا بل أرى جمالية المحكمة تظهر من خلال احترام حقوق الدفاع و حضور من يرغب المتهم توكيله من المحاميين وفقا للقانون فهو يحقق العدالة ويزيد القرار بذلك احتراما ومصداقية .
الجزيرة توك - هل تعرضت شخصيا لتهديد مباشر سيما والصحافة كتبت عنك هربت الى إحدى الدول الأوروبية ؟
لم أتعرض للتهديد ، والصحافة لم تكتب عني بالهروب إلى الدول الأوروبية ، أظن حصلت عندك الأشكال بيني وبين زميل آخر غيري بهذا الصدد .وأنا سمعت نفس الخبر أيضا من الأعلام ولكن كما قلت حول زميل آخر غيرى في المحكمة ذاتها .
موضوعيتي وسماحة وجهي وبوابة التاريخ
الجزيرة توك - هل يمكننا القول أنكم دخلتم بوابة التأريخ في تلك المحاكمة ؟
باعتقادي أن المحاكمة كانت حدثا تاريخيا" وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، وفي الوقت الذي أفضل أن أترك الكلام هنا عن مسألة دخولي بوابة التأريخ إلى غيري أرى إن الدخول فى التأريخ لايعد بقدر ما هو كيف يدخل الإنسان لأن التأريخ يسجل ولا يرحم ولهذا التسجيل جوانب فمنها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي ، نتمنى الدخول الايجابي .
الجزيرة توك - انتقدوك الصحافة بأنك لم تكن تستطيع السيطرة على بعض الجلسات ؟ كيف واجهت تلك الانتقادات وهل كنت كذلك حقا ؟
لا طبعا لم يكن الأمر كذلك ، فالصحافة حرة و تقول كما تشاء وهي تعبر عن رأي الصحيفة أو كاتب المقال وبالتالي فليس كل ما تكتب في الصحافة تمثل الحقيقة ومع هذا كل رأي عندى محترم طالما ينبع من نية صادقة محايدة ، إن قسم من الانتقادات والتي وصلت منها إلى حد الإهانات والجريمة كما قات آراء وأفكار جميلة مهنية ديمقراطية تقول لنا بأن الدنيا مازالت بخير لوجود جماهير غفيرة محبة للعدل و مؤيدة للقانون تقول بان عالمنا يتوجة نحو التغير الديمقراطي وإرساء مفاهيم حقوق الإنسان عامة و حقوق المتهم خاصة ، والذي يهمنى فى هذا المجال آراء المختصين المحايدين في مجال القضاء والقانون وآراء أصحاب الأفكار النيٌرة فى مجال حقوق الإنسان .
إذا كان البعض يفسر أعطاء الحق القانونى لأطراف الدعوى بالإفصاح عن إرادته بحرية الدفاع عن حقوقه القانونية فقدان السيطرة على الجلسة فهو إما لا يفقه العمل القضائي أو خصم في الدعوى أو يفكر بتفكير الخصم ، وإن كان مختصا في مجال القضاء .
فقدان السيطرة فى الجلسة يعنى أن يتشتت أفكار القاضي ويتشرد ذهنه عند إدارة الجلسة بحيث لا يتقن كيفية توزيع الأدوار بين الأطراف أو يتعذر عليه ، وبضعف منه اتخاذ إجراءات الأصولية التى قرر اتخاذها أي جلسة ما لتدوين شهادة شاهد مثلا بحيث يعم الفوضى في القاعة وهذا لا يمنع مصدر هذا الفوضى أو لا يستطيع ذلك وكذا الأمر في أي أجراء آخر من إجراءات المحاكمة وهذا لم يحصل .
الجزيرة توك - رزكار أمين تبدو سمح الوجه يقال إن ذلك أكسبك نجاتا ممن كانوا ضد تلك المحاكمة و يتوعدون قتل كل أعضاء الهيئة القضائية فيها ؟
القاضي العادل لا يهاب القتل و لا يخشى الموت ، فهو يموت بأجله الذي لا مفر منه و سوف نلاقيه ولو كنا في بروج مشيدة ، ولا اعرف التكلف في أداء واجباتي فسماحة الوجه من طبعي
انتقادات الآخرين
الجزيرة توك - انتقدوك في الصحافة بأنك لم تكن تستطيع السيطرة على بعض الجلسات ؟ كيف واجهة تلك الانتقادات ، و هل كنت كذلك حقا ؟
لا طبعا لم يكن الأمر كذلك فالصحافة حرة و تقول ما تشاء وهي تعبر عن راي الصحيفة او كاتب المقال بالتالي فليس كل ما يكتب في الصحافة يمثل الحقيقة و مع هذا كل راي عندي محترم طالما ينبع من نية صادقة محايدة فقرأت قسم من الانتقادات و التي و صلت منها إلى حد الأهانات و الجريمة ، كما قرأت آراء و أفكار جميلة مهنية ديمقراطية تقول لنا بأن الدنيا ما زالت بخير لوجود جماهير غفيرة محبة للعدل و مؤيدة للقانون ،تقول بأن عالمنا يتوجه نحو التغير الديمقراطي و إرساء مفاهيم حقوق الإنسان عامة و حقوق المتهم خاصة.
و الذي يهمني في هذا المجال أراء المختصين المحايدين في مجال القضاء و القانون و آراء أصحاب الأفكار النيرة في مجال حقوق الإنسان ، و إذا كان البعض يفسر إعطاء الحق القانوني لأطراف الدعوى بالإفصاح عن ارادته بحرية و احترام حقوق الدفاع ، فقدانا للسيطرة على الجلسة فتفسيره خاطئ ، و يرد عليه ، بأنه اما لا يفقه العمل القضائي او خصم في الدعوى أو يفكر بتفكير الخصم .و إن كان مختصا في مجال القضاء و القانون . فبرئينا فقدان السيطرة في الجلسة يعني ان يتشتت أفكار القاضي و يتشرد ذهنه عند إدارة الجلسة بحيث لا يتقن كيفية توزيع الأدوار بين الأطراف أو يتعذر عليه و بضعف منه اتخاذ الإجراءات الأصولية التي قرر اتخاذها في جلسة ما كتدوين شهادة شاهد مثلا بحيث يعم الفوضى في القاعة وهو لا يمنع مصدر الفوضى أو لا يستطيع ذلك ، وكذا الأمر في أي إجراء آخر من إجراءات المحاكمة و هذا لم يحصل في الجلسات التي كنت أديرها.
محاكمة تاريخية وقاضي هادئ جدا
الجزيرة توك - ثمة جلسات كانت شديدة الاستفزاز كيف كنت تحافظ على هدوئك ؟
الهدوء هبة من الله سبحانه و تعالى ....و يجب أن يتحلى به الإنسان في كل أموره و هو ضروري للقاضي أكثر من غيره لأنه يتعامل مع نزاع و خصومات أطراف الدعاوى و هم في اغلب الأحيان منفعلين في قاعة المحكمة سواء كان فيما بينهم أو مع هيئة المحكمة أو الادعاء العام أو المحاميين ،لذا و لكي لا يقع القاضي تحت تأثير استفزازات القاعة ينبغي أن يتحلى بصفة الهدوء فهذه الصفة علاوة على انها تتعلق بالطبع و العوامل الوراثية ولكن يمكن أن نحصل عليها بالتجربة و المران و الممارسة ، و كذلك فان الاستعداد و التوازن النفسي و انشراح الصدر ضروري جدا عند مباشرة القاضي لعمله ، فلا يحكم و هو غضبان او مريض أو لديه أزمة أو مشكلة أو حاجة تمنعه من أداء واجبه بهدوء أو تخلق له انفعالات تجاه طلبات و أقوال و دفوعات الخصم أو وكلائهم ..أو تجاه هيئة المحكمة أو الادعاء العام إن كان رئيسا للهيئة ..
كما إن الحالة النفسية للقاضي و تكوين الرأي المسبق تجاه أشخاص الدعوى أو موضوعها عامل مهم في هذا المجال فالانفعالي يصعب عليه الحفاظ على الهدوء كما صاحب الراى المسبق هو الأخر يفقد هدوءه بسرعة فإذا لم يساير الأقوال رأيه هو يفقد توازنه في كثير من الأحيان و هي مشكلة قانونية للقاضي عليه ان يتخلص منها . الحمد لله أنا هادئ الطبع و أتمرن عليه باستمرار .
وجها لوجه مع جلاد الأمس..
الجزيرة توك - هل لك أن تذكرنا بالمرة الأولى التي التقيت فيه الرئيس العراقي السابق صدام حسين ؟
التقينا أول أيام المحاكمة في قضية دجيل و تحديدا في التاسع عشر من شهر تشرين الأول عام 2005 .
الجزيرة توك - أنت شخصيا كيف كنت ترى صدام داخل قفص المحاكمة كانسان و متهم معا ؟
كنت أراه طبيعيا .

الجزيرة توك - الا تحسب نقطة ضد القضاء العراقي في تنفيذ عقوبة الإعدام ؟
لقد تشعبت الآراء حول ذلك .
الجزيرة توك - لماذا تم إعدام صدام بتلك الصورة السريعة ؟
الجهة المنفذة أدرى بالموضوع .
الجزيرة توك - وصفت توقيت تنفيذ حكم الإعدام على صدام بأنه غير قانوني ؟أين يمكن الخلل بيرأيك؟
هناك إشكالات قانونية في مسألة ضرورة صدور المرسوم الجمهوري بالتنفيذ و اختيار يوم العيد و العطلة الرسمية للتنفيذ فبموجب المادة (290 ) من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم 23 لسنة1971 المعدل لا يجوز تنفيذ عقوبة الإعدام في أيام العطلات الرسمية و الأعياد الخاصة بديانة المحكوم عليه )).
كما لم تمض مدة ثلاثون يوما على تصديق الحكم .
أخطا من نفذ عقوبة الإعدام في العيد
الجزيرة توك - 24 اختلفت مع زملائك في زمان تنفيذ الحكم و لكن واقفت على المكان في الشعبة الخامسة في احد الأقبية المخابراتية العراقية سابقا و لاحقا؟
القانون هو الذي يرسم الطريق لتنفيذ العقوبات ايا كان نوعها و منها عقوبة الإعدام التي خصص لها قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي بابا خاصا لها و هو الباب الثاني ضمن الكتاب الخامس الخاص بالتنفيذ و الموزع بين الباب لأول (الأحكام العامة) و الباب الثاني (تنفيذ الإعدام)و الباب الثالث (تنفيذ العقوبات و التدابير السالية للحرية و الغرامات).
فالمادة 288 في القانون أعلاه تقول((تنفذ عقوبة الإعدام شنقا داخل السجن أو أي مكان آخر طبقا للقانون بعد صدور المرسوم الجمهوري بتنفيذ الحكم.... )) و حيث لم يكن لدى معلومات مسبقة عن مكان التنفيذ و سبب اختياره لذا لا اعلق عليه .
أما عن حكم القانون في اختيار المكان فقد جاء بشكل مطلق و المطلق يجري على أطلاقه ما لم يقيد بنص ، و بالتالي فلم يخصص التنفيذ بمكان معين و لم يأتي باستثناءات في هذا المجال أما توقيت التنفيذ فقد ورد عليه الاستثناءات السابقة التي ذكرتها .علاوة على استثناءات أخرى كحالة المرأة الحامل مثلا فلا تنفذ بحقها العقوبة إلا بعد مضي أربعة أشهر على تأريخ و ضع حملها و بعد صدور أمر جديد من وزير العدل الذي يرفع مطالعة لرئيس الجمهورية حول تأجيل أو تخفيف العقوبة بطلب من رئيس الادعاء العام و ان كان الأمر بالتنفيذ كان صادرا قبل أن تبين بأن المتهمة حامل، فيصدر قرار جديد من رئيس الجمهورية على مطالعة الوزير .فأن أبقى على العقوبة كما هي بالأمر المجدد يؤجل التنفيذ الى ما بعد وضع الحمل بأربعة أشهر.
الجزيرة توك - الم توافق بأن المحاكمة كلها منذ البداية و حتى لحظة تنفيذ الحكم كانت لصالح صدام ؟
من الصعب القبول بذلك على علاته
الجزيرة توك - هل تمنيت النطق بالإعدام على رجل قتل الآلاف الكثيرة من العراقيين ؟
القاضي يتمنى تطبيق القانون .
الجزيرة توك - كيف ترى المشهد العراقي بغياب صدام حسين ؟
مشاهد كثيرة و مثيرة بحاجة إلى التفصيل .
الجزيرة توك - لا يبدو ثمة علاقة تواصل بينك وبين الصحافة ما لسبب ؟
علاقتي طيبة مع الصحافة على العموم أما التواصل معها يحتاج إلى وقت و تفرغ ، كما إن المهنية وطبيعة العمل القضائي تفرض على القاضي ضرورة بكتمان بعض الأمور أو أبداء التحفظات بشأنها ، وأقدر كثيرا" جهود الصحافة المهنية المحايدة.
الجزيرة توك - تجربتك ثرية أليس من حق الآخرين الوقوف عندها مطولا" ؟
حياة الإنسان وسفره فيها عبارة عن سلسلة من التجارب فمن جانبي لا أستطيع الاستغناء عن تجارب الآخرين وأتفاعل معها دوما" كما يشَرفني وقوف الآخرين عن تجربتي ممن يثقون بها فهو مبعث فخري واعتزازي .
28/03/2009
الجزيرة توك - القامشلي - سوريا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.