الجزائر: شرعت السلطات المحلية في العاصمة الجزائرية وعدة مدن أمس الاربعاء في نزع صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي ألصقت في كل مكان، وذلك قبل اربعة أيام من اختتام حملة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 9 نيسان/أبريل الجاري، وذلك بعد شكاوى من منافسي الرئيس بوتفليقة في الانتخابات. ويأتي قرار نزع صور الرئيس بوتفليقة من الأماكن غير المخصصة للدعاية في أعقاب تهديد ثلاثة مرشحين لانتخابات الرئاسة، وهم محمد جهيد يونسي، علي فوزي رباعين، ومحمد السعيد، بالانسحاب من السباق الانتخابي بسبب التجاوزات التي شهدتها الحملة الانتخابية، ومن بينها المبالغة في إلصاق صور الرئيس بوتفليقة في كل مكان. وكان المرشحون الثلاثة قد اتهموا اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات بأنها عاجزة عن وضع حد للتجاوزات التي تشهدها الحملة، وذكروا أنهم لما توجهوا إلى رئيس اللجنة محمد تقية، وزير العدل الأسبق، أجابهم بعبارة ': الله غالب' كدليل عن عجزه عن القيام بأي شيء تجاه الانحياز الواضح للإدارة ومؤسسات الدولة الرسمية لصالح الرئيس بوتفليقة. من جهته رد رئيس لجنة مراقبة الانتخابات على تهديد وتصريحات المرشحين الثلاثة، واصفا إياهم ب'الكاذبين' وبأنهم يبحثون عن الذريعة للانسحاب من الانتخابات الرئاسية. وقال ان لديه الدليل على أن كل الكلام الوارد على لسان المرشحين الثلاثة افتراء. وأضاف في مقابلة مع جريدة 'الخبر' (خاصة) أن اللجنة لاحظت وقوع تجاوزات، وأنها وجهت ملاحظات للسلطات المعنية. أما فيما يتعلق بملصقات وصور بوتفليقة التي ألصقت في كل مكان، فلم يجد وزير العدل الأسبق ما يقوله سوى أنه إذا كان لمنافسي الرئيس بوتفليقة متعاطفون ومساندون فليقوموا هم بنزع هذه الصور، أو يقوموا بتعليق صورهم أيضا بنفس الطريقة التي علقت بها صور بوتفليقة. ولما سئل رئيس لجنة مراقبة الانتخابات إن كان من الطبيعي أن يقوم الوزير الأول وأعضاء حكومته بحملة لصالح الرئيس بوتفليقة، رفض الإجابة مؤكدا أنه لا يريد الخوض في هذا الموضوع، وأنه من الأفضل طرح السؤال على الوزراء والمسؤولين المعنيين بذلك. وفي رد فعل على هذا التصريح قال جمال بن عبد السلام مدير الحملة الانتخابية للمرشح جهيد يونسي ان رئيس لجنة مراقبة الانتخابات 'نسي نفسه وتناسى صلاحياته، وبدل أن يكون رئيس لجنة مهمته مراقبة السير الحسن للانتخابات، راح يبحث عن مبررات للتجاوزات التي وقعت'. وأضاف بن عبد السلام في تصريح ل'القدس العربي' امس الاربعاء أن تقية لم ينفذ أيا من مداولات لجنة مراقبة الانتخابات، وأنه تجاوز حدود المسموح له به وأقحم نفسه في الحديث عن نوايا المرشحين، متهما إياهم بالبحث عن أعذار للانسحاب من السباق الانتخابي. واعتبر المصدر ذاته أن وزير العدل الأسبق حول اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات إلى اللجنة السياسية لتأييد ومساندة الرئيس بوتفليقة الذي عينه في ذلك المنصب، معتبرا أن إقدام السلطات أمس على نزع صور الرئيس بوتفليقة لا يقدم ولا يؤخر في شيء بعد أن قاربت الحملة الانتخابية على النهاية. الجزائر كمال زايت 'القدس العربي