الرباط- نفى عبد القادر بلعيرج التهم التي توجهها له السلطات المغربية ويمثل حاليا للمحاكمة بسببها، ومنها محاولة قلب نظام الحكم عن طريق عمليات "جهادية"، والتخطيط لاغتيال شخصيات مغربية هامة، بعضها من الطائفة اليهودية، مؤكدا أنه مجرد "إسلامي مهتم بالقضايا الإسلامية". وقال بلعيرج (53 عاما)- الذي تتهمه السلطات بأنه يرأس خلية "إرهابية" لتنفيذ مخططاته "التخريبية"- للقاضي خلال محاكمته أمس الخميس: إن التهم التي توجهها إليه السلطات "ولدت سفاحا"، وناتجة عن "اغتصاب وتعذيب واختطاف"، في إشارة إلى إلصاق التهم به، وإكراهه على الاعتراف بها على حد قوله. وبحسب ما تقوله السلطات فإن بلعيرج رأس خلية "إرهابية" تضم نحو 35 شخصا، قامت بعمليات سطو في بلجيكا، وكانت تخطط لاغتيال شخصيات ومسئولين بارزين في المغرب، من بينهم يهود، إضافة إلى التآمر على قلب نظام الحكم، والاتصال بحركات إسلامية "متطرفة" مثل تنظيم القاعدة.
وتقول السلطات المغربية أيضا إن بلعيرج -البلجيكي من أصل مغربي- نفذ خمس عمليات اغتيال في بلجيكا، ورد هو على ذلك موجها كلامه للقاضي: "أقمت ببلجيكا أكثر من 40 سنة، ولم يطرق باب بيتي شرطي متهما إياي بتهريب سلاح أو بقتل أحد"، مضيفا في الوقت نفسه: أنه "لا مشكلة لي مع اليهود"، وذلك على خلفية التخطيط لاغتيال مغاربة يهود. وسأله القاضي عما إذا كان التقى بشخص مصري يدعى محمد عاطف الشهير باسم أبي حفص المصري، مساعد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، فأجاب: "شخصيا ليست لدي مشكلة مع أسامة بن لادن، وإذا كانت السلطات المغربية لها مشكلة مع بن لادن فهي تمتلك جيشا وأسلحة وطائرات.. فلتواجهه". محاكمة "سياسية" ونفى بلعيرج -الذي ظل يتحدث بلغة عربية فصيحة ما يزيد على 3 ساعات ونصف الساعة- تنسيقه مع كل من مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، ومحمد المرواني، الأمين العام لحزب الأمة -تحت التأسيس- قائلا: "أنا أعرف هؤلاء الناس كما يعرفهم جميع المغاربة.. لكن لم نتحدث في يوم من الأيام عن عنف أو قلب نظام". وتقول السلطات إن بلعيرج نسق مع المعتصم والمرواني، وسلم للأخير أسلحة نارية، للقيام بعمليات سطو والتخطيط لاغتيال شخصيات يهودية. وفجرت خلية ما بات يعرف "بخلية بلعيرج" -التي جرى تفكيكها فبراير الماضي- الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والحقوقية؛ لأن من بين المتهمين 6 سياسيين وإعلاميين كبارا، وتأسست لجنة لمساندة هؤلاء؛ حيث يقول محاميهم إن اتهامهم ومحاكمتهم تجري لأهداف سياسية. والسياسيون والإعلاميون الستة، هم: مصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري الذي حلته السلطات بعد تفكيك الخلية، ونائبه الأمين الركالة، ومحمد المرواني أمين عام حزب الأمة، وماء العينين عبادلة عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ومحمد نجيبي، عضو حزب اليسار الاشتراكي الموحد، بالإضافة عبد الحفيظ السريتي مراسل قناة "المنار" اللبنانية في المغرب. ونفى بلعيرج أيضا خلال جلسة المحاكمة التي جرت أمس لقاءه بعدد من الشخصيات التي تعتبرها السلطات المغربية من زعماء الحركات الإسلامية المتطرفة، غير أنه لم ينف أو يؤكد سفره إلى إيران وتركيا ولبنان للتدرب في معسكرات حزب الله وقال للقاضي: "أنا حر أسافر حيثما أريد وإلى أي مكان شئت". وأجلت المحكمة النظر في هذه القضية إلى يوم 7 من أبريل الجاري لمواصلة الاستماع إلى باقي المتهمين.