الدوحة – بمشاركة 200 عالم من 60 دولة تبدأ غدا الأحد بمدينة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة الدورة ال19 لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وعلمت "إسلام أون لاين.نت" من مصادر موثوق فيها بالمؤتمر أنه تأكد عدم مشاركة العلامة د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو المجمع، في هذه الدورة، وذلك استمرارا لعدم مشاركته في دورة سابقة استضافتها دبي عام 2006، بسبب عدم السماح له بدخول الإمارات منذ ثماني سنوات. وبحسب المصادر نفسها، فقد جرى مؤخرًا اتصال هاتفي بين د. القرضاوي وأحد المسئولين الإماراتيين الكبار عبّر خلاله القرضاوي عن رغبته في حضور المؤتمر فوعده المسئول بالسعي لتحقيق هذا الهدف لدى قيادات الدولة وبالرد عليه، لكنه لم يتصل مجددا بالشيخ الذي فهم ضمنا أن رغبته قوبلت بالرفض وبأن قرار منعه لازال مستمرًا. وتم منع الشيخ القرضاوي من دخول الإمارات ليلة السبت 26 أكتوبر 2001 وعاد للدوحة في نفس الليلة دون إبلاغه بسبب واضح. ولم تعلن السلطات الإماراتية عن دوافع هذا المنع، غير أن الرواية الأكثر ترجيحا تقول إن الأسرة الحاكمة في أبو ظبي تعتقد أن الشيخ القرضاوي تهكم على والدهم رئيس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أحد أحاديثه عندما ذكر أن الشيخ زايد رغم أنه رجل أمي لا يجيد القراءة والكتابة لكنه استطاع أن يقيم دولة عصرية موحدة. ويحل العلماء المشاركون في الدورة ضيوفا على الأمانة العامة للأوقاف بالشارقة خلال الفترة من 26 إلى 30 من الشهر الجاري وعلى مدى خمسة أيام. 100 بحث و200 عالم واستنادا لبيان أصدرته الأمانة سيشارك في المؤتمر 200 عالم دين ووفود من 60 دولة من مختلف قارات العالم.وأوضح البيان أن "عدد أبحاث المشاركين في المواضيع المدرجة على جدول أعمال الدورة يزيد على 100 بحث تتعلق بقضايا الحرية الدينية في الشريعة الإسلامية وحرية التعبير عن الرأي والعنف في نطاق الأسرة والبيئة والحفاظ عليها من منظور إسلامي، بالإضافة إلى دور الرقابة الشرعية في ضبط أعمال البنوك الإسلامية". ومن المقرر أن يعقد على هامش الدورة اجتماع لهيئة مكتب مجمع الفقه الإسلامي الدولي واجتماع تنسيقي بين جهات الإفتاء في العالم الإسلامي في إطار شعبة الفتوى المنبثقة عن المجمع، وذلك تنفيذا لما ورد من قرارات في مؤتمرات القمة الإسلامية وفي النظام الأساسي للمجمع، وانسجاما مع ما أوصت به المؤتمرات الإسلامية بخصوص التنسيق بين جهات الإفتاء وذلك للتباحث حول سبل التعاون بين هذه الجهات في مواجهة ظاهرة اضطراب الفتاوى. وتستمر فعاليات وجلسات الدورة على مدى خمسة أيام في جلسات صباحية ومسائية يناقش فيها القرارات الفقهية المبنية على الاجتهاد الجماعي، والتي تحوز على ثقة أهل العلم والفقهاء. ويعتبر مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي أكبر مرجعية إسلامية بحكم عدد العلماء المشاركين فيه من ذوي المكانة العلمية المرموقة في المذاهب الإسلامية، وخاصة المذهبين الرئيسيين السني والشيعي. ويحتاج بعض الأعضاء المشاركين في المؤتمر لرعاية صحية خاصة بحكم تجاوز أعمارهم السبعين عاما، لذا يتم عادة تجنيد طواقم طبية مجهزة في مقر انعقاد المؤتمر لضمان السلامة الصحية للعلماء. نبذة تاريخية وينعقد المؤتمر كل عامين بدعوة من إحدى الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي حالة عدم توجيه دعوات لاستضافته يعقد بالسعودية بصفتها دولة المقر للمجمع ولمنظمة المؤتمر الإسلامي التي يتبعها. وسبق انعقاده في المدن التالية على التوالي: مكةالمكرمةوجدة وعمان وجدة والكويت وجدة دورتين متتاليتين ودار السلام في بروناي وأبو ظبي وجدة والمنامة والرياض والكويت والدوحة ومسقط ودبي وعمّان وبوتراجايا (ماليزيا). وتأسس مجمع الفقه الإسلامي الدولي تنفيذا للقرار الصادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث "دورة فلسطين والقدس" المنعقد في مكةالمكرمة عام 1981 بالمملكة العربية السعودية. ويضم المجمع "57" عضوا أساسيا ترشحهم دولهم و"17" عضوا معينا من المرجعيات الفقهية والشرعية يعينهم المجمع و "121" خبيرا في مختلف التخصصات العلمية من دول عربية وإسلامية. ومن بين الأعضاء المعينين: د. يوسف عبد الله القرضاوي ود. علي أحمد السالوس من قطر ود. عبد العزيز التويجري والشيخ عبد الله سليمان بن منيع ود. عبد الوهاب أبو سليمان من السعودية، ود. عبد الستار أبو غدة ود. وهبة مصطفى الزحيلي من سوريا، ود.الصديق محمد الأمين الضرير من السودان، ود. عبد العزيز الخياط من الأردن. كما يشارك د. أحمد رجائي الجندي ود. محمد سليم العوا من مصر والشيخ محمد المختار السلامي من تونس، والشيخ عبد الله بن محفوظ بن بيه من موريتانيا والشيخ حجة الإسلام محمد واعظ زادة (إيراني) والدكتور نزيه كمال حماد من كندا ود. طه جابر العلواني (عراقي مقيم في الولاياتالمتحدة) ود. محمد البشاري من فرنسا. محمد صبرة