إعذرني انني ساكتب لك بلغة خالية من عبارات الأبهة والعظمة التي تليق بمقامك كوزير.... وأي وزير!. وزير للعدل وأضافوا لك عبئا جديدا يسمى "حقوق الإنسان" فاصبحت وزيرا للعدل وحقوق الانسان لقد بدا لي هذا الاسم أطول من قامتك... أيها الوزير ليس بيننا معرفة ....كما لم تجمعنا في السابق صداقة ولم تفرقنا عداوة... ولكني أشعر أنك أقرب وزير إلى قلبي في حكومة جمهورية الغد التي لم تات بعد وننتظرها كل صباح على ابواب المدينة... ما قربني اليك ما نشترك فيه الاثنان وهو الفشل... انني فشلت في حياتي العاطفية والمهنية وصرت أبحث عن أشباهي... ولم أعثر على غيرك... فأنت أكثر الوزراء فشلا بل أنك فاشل من أعلى رأسك الى أخمص قدميك: - لم تنجح في تلميع صورة نظام الحكم في مجالات حقوق الانسان وما زالت الإنتهاكات والتهم الملفقة والمحاكمات غير العادلة والاحكام الجاهزة مادة لذيذة في تقارير المنظمات الوطنية والدولية ذات الصلة. - لم تنجح في تمرير مشروع تقسيم مهنة المحاماة الى عمادات جهوية... وقد وقفت في وجهك الأغلبية الساحقة من المحامين كالرجل الواحد مما أجبرك على إلقائه في أرشيف مكتبك الوزاري. . - لم تنجح في ترهيب عديد القضاة فتمرد عليك أحدهم القاضي مختار اليحياوي ومزق الصمت برسالته التاريخية فاضطررت الى عزله بواسطة مجلس تاديب صوري لم تتوفر فيه أدنى الضمانات التي نجدها في الإتفاقيات المشتركة النتعلقة بعمال المصانع والضيعات الفلاحية . - لم تنجح في اخماد انتفاضة القضاة بواسطة مكتبهم الشرعي المتكون من القضاة روضة القرافي وفيصل منصر ووسيلة الكعبي برئاسة احمد الرحموني وكاتبته العامة كلثوم كنو....مما دفعك الى اعتماد اسلوب الانقلاب... ولن يكون مؤتمر 4 ديسمبر2005 الا لعنة تلاحقك طيلة حياتك مثل لعنة "البوب" التي ارتبطت بالوزير الطاهر بلخوجة حتى سماه الشعب "الطاهر بوب" - لم تنجح في دفع شبهة التبعية وعدم إستقلالية السلطة القضائية بل زادت منذ توليك الوزارة رسوخا لدى الراي العام الوطني والدولي.... وأصبح يصنف القضاء التونسي باعتباره الأكثر ولاء وطاعة وتنفيذا للتعليمات بل أن بعضهم ذهب الى اعتبار القضاة أعوان شرطة ينفذون أوامر رؤساءهم ويصدرون أحكامهم استنادا الى محاضر بحث محررة من طرف زملائهم في مراكز الشرطة والحرس. أيها الوزير القائمة ما زالت طويلة لهزائمك... ولكن النتيجة الظاهرة للعيان وجود أزمتين: أزمة داخل القضاء وأزمة داخل المحاماة حتى ان صديقا لي أطلق عليك اسم "وزير الازمات". أيها الوزير لو دامت لغيرك لما آلت إليك.. ستغادر يوما الوزارة كما غادرها قبلك الكثيرون وسيكون أمامك...يا ولدي ثلاثة خيارات... اما الإلتحاق بالتدريس وسيسقبلك أبناؤنا بالتصفير والنظارات الحاقدة.... واما الإلتحاق بالمحاماة ولن تجد محاميا واحدا يلقي عليك تحية الصباح أو يشاركك كأس شاي....وإما ملازمة بيتك وهو الخيار الأسلم... وإن كنت أخشى على ذويك من تقاعدك وخرفك وأخشى عليك أن تطول شيخوختك ويكثر شخيرك ويقل نومك... ويحيط بك أطياف ابناء القاضية وسيلة الكعبي الذين حرمتهم من الامومة وأبعدت والدتهم عنهم مئات كيلومترات رغم انك تتبجح ليلا نهارا بمجلة حقوق الطفل... وسيحيط بك أطياف ابناء سجناء الراي وأشباح ضحايا التعذيب... وستموت يا ولدي من الخوف ولن يمشي وراءك وانت ذاهب الى مثواك الاخير أحد لأن الدكتاتوريات نتسى دائما خدمهم ... سراج هادي - الجمعة 01 ماي 2009