أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن حركته قررت وقف إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل في المرحلة الراهنة اعتقاداً منها بأن هذه الخطوة تخدم المصلحة الفلسطينية.قال مشعل في مقابلة أجرتها معه صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية إن حماس تؤيد فكرة إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 على أساس هدنة مع إسرائيل لمدة عشر سنوات، وأوضح مشعل أن حركته لا تنوي الاعتراف بإسرائيل كدولة، مشدداً على اعتبارها عدو العرب. ورداً على سؤال حول ميثاق حركة حماس الذي يدعو إلى القضاء على إسرائيل، قال مشعل إن هذا الميثاق يعود تاريخه إلى عشرين عاماً، وأن سياسة الحركة تحددها التجارب التي تمر بها. وكانت واشنطن قد استبعدت فتح حوار مع حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، وجاء الموقف الأميركي ردا على نداء وجهه الرئيس السوري بشار الأسد بهذا المعنى، ودعت دمشق في المقابل إلى استخدام نفوذها لدفع الحركتين إلى تغيير خطابهما. وقال روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الأميركية لدى سؤاله عن تصريح الأسد إن ما ترغب به واشنطن هو أن تدفع سوريا المجموعتين إلى تغيير سلوكهما. وكان الرئيس الأسد قد عرض على واشنطن إقامة حوار ''مباشر أو غير مباشر'' مع كل من حماس وحزب الله من أجل التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط. وأضاف المتحدث الأميركي: ''قلنا سابقا ما هو موقفنا بشأن فتح حوار مع حماس''، في إشارة إلى الشروط الثلاثة التي وضعته اللجنة الرباعية الدولية، وتقوم على التخلي عن مقاومة إسرائيل والاعتراف بحقها بالوجود واحترام الاتفاقات الموقعة معها. وطالب حزب الله بال بالتخلى عن العنف وأن يلعب دورا بناء في المنطقة، ودعى سوريا إلى استخدام نفوذها لكي تقوم المجموعتان بدور بناء في المنطقة. وقال الرئيس السوري إن ''حماس تتمتع بالنفوذ ولا يمكنكم تجاهلها ولا يمكنكم التوصل إلى سلام ما دامت حماس خارج هذه العملية السلمية أو ضدها''. اتصلت ''الخبر'' بالقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ نافذ عزام، وطلبت منه التعليق على هذه الأنباء وموقف حركة الجهاد من الهدنة وإمكانية الحوار مع الولاياتالمتحدة، حيث رفض عزام التعليق، وقال علينا التيقن من هذه الأنباء، قبل اتخاذ أي موقف، وأن نتأكد ممن نُسبت له تلك التصريحات إن كان قد أدلى بها أو لا. وقال عزام إن حركته ستبحث هذا الأمر بشكلٍ ثنائي مع قيادة حماس، وكذلك على مستوى اجتماعات الفصائل. وردا على سؤال إذا ما كانت حركة الجهاد الإسلامي توافق على الدخول في هدنة طويلة مع إسرائيل، أشار الشيخ عزام إلى أن هذا الطرح سبق وأن نوقش، لافتاً إلى أن حركته لم تقبل به. وأوضح أن الجهاد الإسلامي قد توافق على تهدئة تكتيكية خلال فترة معينة، مبيّناً أن الحركة وافقت بعد الحرب على غزة وبناءً على عرض مصري على تهدئة لعام ونصف، لكن إسرائيل عطّلت هذا الاتفاق. وحول الموقف الأميركي من التحاور مع حركات المقاومة، أكد الشيخ عزام أن الموقف الأميركي لم يتغير ويضع شروطا تعجيزية، مثل الاعتراف بشروط اللجنة الرباعية، ومن بينها الاعتراف بالدولة العبرية كشرط للحوار والمفاوضات، وهو ما رفضته حركة الجهاد بشكل قاطع. وللعلم فإن حركة حماس ترفضه أيضا وقد عرض موقف الحركتين الرافض لذلك في حوار القاهرة عندما تم التطرق لذلك في برنامج الحكومة التي يعمل الحوار على إنجازها.