لندن (ا ف ب)الفجرنيوز:كشفت دراسة لمعهد "غالوب" الاميركي نشرت الخميس في لندن انه بعكس حكم مسبق شائع في اوساط الراي العام، فان الاوروبيين المسلمين موالون لبلدانهم ويؤكدون "بوضوح شديد" انتماءهم اليها.وجاء في دراسة للمعهد بالتعاون مع المنظمة الخيرية البريطانية "كو-ايكزست فاونديشن" التي تسعى للنهوض بالعلاقات بين اتباع الاديان، ان 80 بالمئة من الفرنسيين المسلمين يوافقون على عبارة "ان المسلمين الذين يعيشون في هذه البلاد مخلصون لها" مقابل 8 بالمئة يرون العكس و12 بالمئة بدون رأي. في المقابل لا يعتبر الا 44 بالمئة من اجمالي الفرنسيين ان المسلمين الفرنسيين موالون لبلادهم مقابل 35 بالمئة يرون العكس و21 بالمئة لم يدلوا برأي. وعلى سبيل المقارنة فان 82 بالمئة من البريطانيين المسلمين يقولون انهم موالون لبلدهم بريطانيا مقابل 71 بالمئة من الالمان المسلمين، بحسب الدراسة التي انجزت في 27 بلدا في اربع قارات. ويظهر الفرنسيون المسلمون ولاء لبلادهم مماثلا للنسبة العامة لمجمل الفرنسيين. وقال 52 بالمئة منهم انهم يشعرون بانتماء "واضح جدا" او "بالحد الاقصى" للبلد الذي يقيمون فيه. وتبلغ هذه النسبة اجمالا بين الفرنسيين 55 بالمئة. وهي بنسبة 40 بالمئة لدى الالمان المسلمين (مقابل 32 بالمئة كنسبة عامة بين مجمل الالمان) و77 بالمئة لدى البريطانيين المسلمين (مقابل 50 بالمئة لدى مجمل البريطانيين). وقال معدو الدراسة ان "هذه الدراسة تسقط اسطورة مفادها ان المسلمين لا يشعرون بالولاء لفرنسا". وتصدت الدراسة لفكرة خاطئة اخرى شائعة واكدت ان الفرنسيين المسلمين اقرب مما يمكن تصوره لمبادىء العلمانية. واعتبر 32 بالمئة منهم ان على المسلمة عدم ارتداء الحجاب متى رغبت في الاندماج في المجتمع الفرنسي. وهذه نسبة تقل بكثير عن النسبة العامة التي ترى هذا الراي (63 بالمئة) غير انها اعلى بكثير مما هي عليه في باقي الدول الاوروبية (12 بالمئة بين البريطانيين المسلمين و29 بالمئة بين الالمان المسلمين). واشارت الدراسة الى "تطابق كبير" في وجهات النظر بين الفرنسيين بشأن الاندماج حيث يرى 94 بالمئة من المسلمين انه من الضروري لذلك تعلم اللغة الفرنسية مقابل 92 بالمئة بين الفرنسيين عموما. كما يلتقي المسلمون وغير المسلمين الفرنسيين في مستوى الاخلاق. فقط 3 بالمئة من الفرنسيين المسلمين يعتبرون ما يسمى بجرائم الشرف "مقبولة اخلاقيا" مقابل 2 بالمئة بين الفرنسيين عامة. كما يرى 82 بالمئة من الفرنسيين المسلمين ان الاعتداءات الارهابية التي تطال المدنيين "غير مقبولة على الاطلاق". وقالت دالية مجاهد المديرة العامة لمركز غالوب للدراسات الاسلامية ان "هذا البحث يظهر ان الكثير من التخمينات بشأن المسلمين والاندماج لا اساس لها تماما". كما اظهرت ان الفرنسيين هم بين الشعوب الاكثر تسامحا في العالم في المستوى الديني. فالفرنسيون والايرلنديون هم الاكثر عددا في اوروبا لجهة تأكيد استعدادهم للقبول بجار من ديانة مختلفة عن ديانتهم. وجاء الاسرائيليون في الطرف الآخر اي الاقل نسبة لجهة تاكيد احترام باقي الاديان. جرت الدراسة في 2008 على عينات ممثلة من نحو 500 مسلم في كل بلد ومن 100 الى الف شخص من ديانات اخرى.