واشنطن(ا ف ب)الفجرنيوز:اختار الرئيس الاميركي باراك اوباما مصر لكي يفي بوعد كبير اطلقه خلال حملته الانتخابية ويعرض رسميا المصالحة على العالم الاسلامي في خطاب يوجهه اليه في 4 حزيران/يونيو.واعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان القرار المتعلق بالمكان الذي سيلقي فيه اوباما خطابه لم يتخذ بعد. لكنه اوضح ان الامر بالنسبة لاوباما يتعلق بالايفاء بالوعد الذي قطعه باصلاح العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي بعد التشنج الذي نجم عن اجتياح العراق والوسائل المستخدمة في اطار "الحرب العالمية على الارهاب" التي شنها الرئيس السابق جورج بوش. واضاف غيبس ان هذا الخطاب المنتظر يندرج في سياق "الجهد المستمر الذي يقوم به هذا الرئيس وهذه الادارة للتأكيد على ان في استطاعتنا العمل معا لضمان امن ورفاهية اطفال هذا البلد (الولاياتالمتحدة) والعالم الاسلامي من خلال تقديم لهم الامل والازدهار". واشار غيبس الى ان اوباما لن يوجه رسالته الى العالم العربي فقط، بل الى العالم الاسلامي كله، وطرح مثالا اندونيسيا حيث امضى الرئيس الاميركي فترة من طفولته، وهي اكبر بلد اسلامي في العالم من حيث عدد السكان. وقبل تنصيبه رئيسا في 20 كانون الثاني/يناير عبر اوباما عن رغبته في اصلاح صورة الولاياتالمتحدة في العالم وخصوصا في العالم الاسلامي. وفي خطاب تنصيبه عرض على العالم الاسلامي "مقاربة جديدة ترتكز على اساس المصلحة والاحترام المتبادلين". وقال قبل ايام من ذلك في احدى اولى مقابلاته المتلفزة مع محطة "العربية"، ما سنقدمه للعالم الاسلامي هو يد الصداقة". واعتبر البيت الابيض ان القرار شبه الفوري باغلاق معكسر غوانتانامو يندرج في اطار هذه الجهود. وعمل اوباما جاهدا من اجل استئناف عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية المجمدة سعيا منه لتغيير الاتجاه الذي سلكه سلفه الرئيس السابق جورج بوش. وبذلك سيفي اوباما ايضا بجزء من الوعد الذي قطعه خلال حملته بالتحدث امام "منتدى" مسلم كبير خلال الايام المائة الاولى من ولايته اذا ما انتخب. ولو القى اوباما هذا الخطاب قبل 29 نيسان/ابريل لكان اوفى بوعده كاملا. واستأثر باهتمام خاص بالقائه خطابا في السادس من نيسان/ابريل في البرلمان التركي. واكد ان الولاياتالمتحدة "ليست ولن تكون في حرب ضد الاسلام". لكن البيت الابيض اعترف بان ذلك الخطاب لم يكن الخطاب الموعود للعالم الاسلامي. لذلك اختار اوباما للايفاء بوعده الحليف المصري المستفيد الكبير من المساعدة الاميركية في المنطقة وأحد البلدين العربيين (مع الاردن) الذي وقع معاهدة سلام مع اسرائيل. واختار اوباما ايضا مبدئيا عدم التوقف في اسرائيل خلال زيارته الثانية الى الشرق الاوسط بعد زيارته الخاطفة الى العراق. وقال الناطق باسمه انه من غير المرتقب ان يزور اي دولة اخرى في المنطقة. لكن قبل التوجه الى مصر، سيستقبل اوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك. ولم يشر غيبس الى احتمال ان يعقد اوباما لقاءات مع قادة اخرين في المنطقة خلال زيارته لمصر.