دخلت معلمة التربية الفنية غرفة الصف.. وكتبت على اللوح عنواناً يقول " أمنيتي ؟؟" وطلبت من طلبة الصف السادس الإبتدائي ،،،وأشارت إليهم لاستخدام أقلم التلوين للتعبير عما يجول في عقولهم من أفكار لرسم لوحات فنية تعبر عن آرائهم وأمانيهم وتطلعاتهم ..،،،،وقالت تعمقوا في داخلكم ،،وحاولوا ترجمة أمنياتكم في لوحات تعبيرية عنها ،،،ساد صمت طويل أجواء الغرفة الصفية ،،ثم سارع الجميع إلى أوراقهم وعلب التلوين وبدأوا وضع لمساتهم على أوراق مختلفة الأحجام ,,و انهمك الجميع في الرسم، ،،،،بقي محمد شارد الذهن،،، يفكر ويفكر في اشياء كثيرة،، دون أن يخط أي شيء أو يقوم الرسم مثل أصدقائه الآخرين ، كانت المعلمة تراقبه وتتابع حركاته وأيقنت أن شيئاً يدور في ذهنه .. فتركته يفكر ولم تقترب منه ،،لكنها عن بعد كانت تتابعه .. فجأة بدأ محمد الرسم واستخدم الألوان التي أمامه .. وكان منهمكاً في تشكيل لوحته ولم يلحظ أن زملائه في الصف قد انتهوا من رسوماتهم ..بعد أن تم جمع اللوحات والرسومات ،،، فاقتربت المعلمة منه ،،،وحاولت أن تدنو منه لتأخذ لوحته ،،لكنه طلب منها الإنتظار كي يكمل الرسم ،،،دنت منه وشاهدت ما يرسم ، رأت في رسوماته عجباً عجاباً .. صواريخ .. طائرات .. دبابات .. نيران .. بيوت مهدمة ..دماء على الارض .. جنود يتقاتلون .. ،،،دفعها الفضول للبقاء بقربه ،،تنتظره ،، ليكمل الرسم .. وحين أنهى محمد لوحته،،سلمها للمعلمة ،، وقد زينها بالرايات والاعلام العربية ورفع فوق البنايات أعلام الوطن العربي المختلفة إلى جانب قبة الصخرة وصمم مأذنة بين البيوت عليها عبارة الأقصى الجريح وبالقرب منها كتبت عبارات ،، الله أكبر .. الله أكبر ثم رفع رأسه قائلاً بعنفوان : هذه لوحتي وهذه أمنيتي .. فقالت له المعلمة .. قص علينا معاني هذه اللوحة وهذه الأمنية .. فقال محمد بصوت عالٍ أريد أن اصبح جندياً في الجيش العربي الذي سيحارب اليهود ،، وأحرر القدس من الغاصبين .. ومعي زملائي من باقي الدول العربية ،،في وحدة عربية مثالية ..فقالت المعلمة : صفقوا لمحمد لأنه عبر عن أمانينا جميعاً ورسم أجمل لوحة فنية لهذا العام وسوف نقدم له جائزة ثم قالت لباقي الأطفال : وأنتم يا أحبائي الطلاب فإن لوحاتكم كلها جميلة ولندعو الله أن يحقق أماني الجميع .. وأعلن الجرس انتهاء الحصة وانطلق التلاميذ إلى الساحة فرحين . وقد لازمتهم صورة لوحة محمد التي ارتفعت فيها رايات النصر والتحرير فوق القدس الأسيرة .....