السبت الماضي، وبمدينة أمستردام، عقد المؤتمر الوطني حول الاسلام في هولندا. وكان ابرز المتحدثين فيه من التيار السلفي الاصولي، حيث اجتذب المؤتمر العديد من الشباب المسلمين من كافة أرجاء هولندا شخصيات مشهورة "اتيت الى هنا من أجل تعميق معرفتي حول القضايا الاسلامية" يقول الطالب هشام، وهو هولندي من اصل مغربي. ويضيف بالقول "تعرفت على الكثير من المتحدثين من خلال الانترنت، وهذه مناسبة هامة لرؤيتهم مباشرة وأن نطرح عليهم بعض الاسئلة ايضا." في قاعات مركب ابولو في أمستردام، الكثير من الشباب المسلم يتوافدون من محاضرة الى أخرى كما يحيطون بمعروضات الكتب باللغة العربية والهولندية والانجليزية، والتي تباع هناك على هامش المؤتمر المذكور. والكثير من هؤلاء يرتدون اللباس التقليدي وآخرون بالبسة عصرية. ويفتخر معهد الدراسات الاسلامية في أمستردام (دار الاسلام) بتنظيمه لهذا المؤتمر، ويقولون أنه أكبر مؤتمر حول الاسلام يتم تنظيمه في هولندا حتى الآن. "هناك جيل جديد من الشباب الهولندي المسلم الناشيء، وهو حريص على معرفة المزيد حول الاسلام وقضاياه، وهذا المؤتمر يخص القضايا التي تهم هذه الفئة" يقول مدير المعهد المذكور سعود خاجي.
في القاعات الثلاثة التي يتكون منها مركب أبولو ألقى الكثير من المتحدثين من هولندا ومن الخارج محاضرات في مواضيع مختلفة مثل قانون الأحوال الشخصية الاسلامي (الطلاق والزواج) في التشريع الهولندي، الاسلام في المجتمع متعدد الثقافات وكيفية التعامل مع المفاهيم الخاطئة حول الاسلام في وسائل الإعلام. وأكد سعود خادجي في كلمته التي افتتح بها المؤتمر أن الاسلام يشمل العديد من التيارات المختلفة "ترى حاليا أن هناك تيارات كثيرة تمثل الاسلام، لكنها تلتقي كلها حول نفس الفكرة في المرحلة الراهنة. وحدة فكرية إلا أن كلماته لم تتمكن من اخفاء حقيقة أن المؤتمر الوطني حول الاسلام في هولندا سيطر عليه الأصوليون من التيار السلفي، وكان ثلاثة من المتحدثين القادمين من الخارج ينتمون للتيار السلفي، فيما الرابع كان الشيخ خالد ياسين القادم من الولاياتالمتحدةالأمريكية ذي المواقف المثيرة للجدل، وكان بدوره قريبا من نفس التيار. ولربما أحدث المفكر الإسلامي طارق رمضان نوعا من التوازن في ذلك لو حضر، إلا أنه اعتذر عن المشاركة في آخر لحظة. ويتمتع الاسلام السلفي بقوة جذب بالنسبة للعديد من الشباب المسلم في أوروبا، الباحثين عن جذورهم الدينية. ويجد التيار السلفي جذوره في المملكة العربية السعودية، ويتمتع بحضور قوي على شبكة الانترنت. ويرى أتباع التيار السلفي أنهم يمثلون الإسلام الحقيقي الخالي من التاثيرات الثقافية المنتشرة في البلدان الاسلامية. الطريق الأمثل ؟ وفي واحدة من قاعات المركب عقد المؤتمر العلمي حول السلفية. وأغلب من شاركوا في هذا المؤتمر يعرف عنهم انتماؤهم للتيار السلفي. ويهدف الجانب الاكاديمي من المؤتمر الى ايجاد الأدلة العلمية على أن التيار السلفي هو الذي يمثل الإسلام الحقيقي. ومن بين المشاركين أبو أمينية بلال فيليبس، "السلفي الإلكتروني" كما يعرف، ومؤسس الجامعة الاسلامية الافتراضية، وألقى فيليبس محاضرة بعنوان "هل تمثل السلفية مذهبا فكريا؟" والجواب كان واضحا بالنفي، ويقول فيليبس عن ذلك أن السلفيين يتبعون الرسول محمد وصحابته ويطبقون الإسلام كما عاشه وفهمه الجيل الأول والثاني والثالث من الصحابة "لقد كانوا الاقرب الى حياة الرسول ولهذا السبب فهم يعرفون جيدا مقاصده " ولهذا فالسلفية هي الإسلام الحقيقي الوحيد، أما اتباع المذاهب الأربعة الأخرى والصوفية فهي تيارات ابتعدت عن الطريق القويم." تهمة بالهراء ولا يتفق جميع من حضر المؤتمر مع الأفكار السائدة فيه؛ يقول إبراهيم، وهو طالب في السوسيولوجيا " انا مسلم ملتزم لكنني لا أوافق على الآراء السلفية. لا يمكن ايجاد حلول لمشكلة الحداثة بالعودة الى الجيل الذي عاش قبل 1400 عام ونقل سلوكهم، من الواضح أن هذا هراء. ميشيل هوبينك 18-05-2009