باريس - اعتبر الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين أن حوار الأديان والحضارات هو "حوار إملاءات من قبل القوي على الضعيف"، لكنه شدد على ضرورة حضور هذه المؤتمرات والحوارات "بعزة المؤمن".وقال الشيخ تيسير التميمي في المؤتمر الثالث للفكر الإسلامي الذي ينظمه معهد الفكر الإسلامي بباريس بعنوان "مكانة العالم ودوره في التحديات الجديدة التي توجه الأمة" السبت 23 مايو 2009: "إن حوار الأديان والحضارات يجب أن يكون متكافئا". وعرج الشيخ التميمي على لقائه الأخير ببابا الفاتيكان بالقدس وخطابه أمامه والذي أثار غضب الفاتيكان قائلا: "رحبت بالبابا في القدس من منطلق واجب الضيافة ولكني لم أتردد في أن أواجهه بحقائق الاحتلال وما يجري في مدينة القدس من انتهاكات بحق المسلمين والمسيحيين".
وحول هذه الحادثة، قال الشيخ التميمي في تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت": "لقد صدر بيان من الفاتيكان يدينني بعد يوم من الحادثة"، مضيفا: "حينما ذكرت أن نجاح حوار الأديان يقضي إدانة كل الإساءات لكل الأديان والكتب السماوية خرج البابا غاضبا وكان من المفروض أن يستمع إلى الفلسطينيين ومعاناتهم لكنه فضل مغادرة قاعة الاجتماع وزيارة عائلة الجندي (الإسرائيلي الأسير جلعاد) شاليت". وقال قاضي قضاة فلسطين: إن "البابا لم يتردد في زيارة عائلة الجندي شاليت والذي قبض عليه بزيه العسكري في قطاع غزة كمحارب، لكنه نسي أو تناسى آلاف الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال". "عزة المؤمن" وأضاف: "حوار الحضارات والأديان التي تجرى في الوقت الحالي المستهدف فيها هو الإسلام وطمسه وإقصاؤه والاعتراف بقانون وثقافة واحدة، وهذا يفرض علينا باسم العولمة والتسامح وقبول بالآخر". وأشار الشيخ تيسير التميمي إلى أنه "في فلسطين تصور ثقافة الدفاع عن النفس هو العنف وهي إرهاب يجب في رأيهم أن نتوقف عنها، وحينما نقتل ونسجن ونعذب يحرم علينا أن نتوجع ويتم اتهامنا بالعداء للسامية في فلسطين ويتهم الذين يقاومون الاحتلال بالإرهاب في العراق". غير أن الشيخ التميمي يقول ل"إسلام أون لاين.نت": رغم مساوئ هذا الحوار فإنه ضرورة، ولكننا يجب أن نحضر إلى هذه الحوارات بعزة المؤمن وأن لا نخشى ما يقولون، وحضورنا هو ضرورة ولا نترك هذه الحوارات تمر من أجل المجاملات فقط". توحد الخطاب الإسلامي وحتى يكون للحوار معنى، دعا الشيخ التميمي "أن يتوحد الخطاب الإسلامي تجاه الغرب وأن يتوقف هذا التشتت بين متهالكين ومنهزمين ومروجين للخطاب المستسلم وبين خطاب الصمود، وبهذا وحده يمكننا أن ندخل في حوار متكافئ مع الغرب والحضارات والأديان الأخرى". وتطرق قاضي قضاة فلسطين إلى المبادئ الأساسية التي يبنى عليها الحوار في الإسلام، وقال إن آيات عديدة تحث على التعامل مع الأديان والحضارات الأخرى من بينها آية: "وَلاَ تُجَادِلُوۤاْ أَهْلَ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وقوله تعالى: "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم". وأوضح أن حوار الأديان ليس هدفه "إقناع الآخر والجدل الديني في العقائد، ولكن هدف الحوار هو الرغبة في إيجاد مساحات للتعايش". وأورد الشيخ التميمي أمثلة من التاريخ الإسلامي سجل فيها التسامح تجاه الآخرين من قبيل "صحيفة المدينة" التي أعطت الحقوق لسكان المدينة و"العهدة العمرية" التي أرسى بها الخليفة عمر بن الخطاب أسس التعايش بين المسلمين والنصارى في مدينة القدس. وقال: "نحن في فلسطين نسير على خطا هذه "العهدة العمرية" ولم يسجل في فلسطين أي اختلاف بين المسلمين والنصارى؛ فنحن نعيش معاناة الاحتلال معا ونحاصر معا، ويعد حصار كنيسة القيامة والمسجد الأقصى أكثر من مرة من قبل قوات الاحتلال مثالا على ذلك". إسلام أون لاين.نت