قدس برس:الفجر نيوز- رغم انطلاق مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية، وإقامة جمهورية مستقلة على رمالها، تحت رعاية الأممالمتحدة، فإن التصريحات التي يطلقها كل طرف في اتجاه الطرف الآخر لا تبشر بحل قريب لقضية الصحراء الغربية، ولا تزرع الأمل في مستقبل مستقر للمنطقة فقد استغل العاهل المغربي محمد السادس مؤتمر القمة الثاني لرؤساء دول وحكومات إفرقيا والاتحاد الأوروبي المنعقد بلشبونة لكي يوجه رسالة مباشرة لجبهة البوليساريو وللمجتمع الدولي، وللرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كذك، عندما ربط دعم بلاده لمشروع ساركوزي المتوسطي باستمرار دعم فرنسا لموقف المغرب في قضية الصحراء الغربية. وفي رسالة وجهها محمد السادس لقمة لشبونة، أعلن "اقتناعه" بمشروع ساركوزي، منوها ب"بالمبادرة الواعدة، التي أطلقها صديقنا الكبير، فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي، والتي تنادي بالعمل على بناء شراكة أورو- إفريقية، يشكل فيها البحر الأبيض المتوسط قطب الرحى، والمحور الرئيسي" إلا أنه حذر مما وصفه ب"النزوع إلى بلقنة الكيانات الوطنية، ودعم الحركات الانفصالية والكيانات الوهمية، التي لا مكان لها في عالم التكتلات القوية والوازنة"، في إشارة واضحة إلى مطالبته بالتخلي عن دعم جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، كشرط لدعمه وانخراطه في أية مبادرة مماثلة لمبادرة ساركوزي. كما أرسل محمد السادس رسالة واضحة الى المجتمع الدولي المنشغل بحربه على الإرهاب، معتبرا أن دعم جبهة البوليساريو وغيرها من الحركات الانفصالية في المنطقة، سيؤدي الى وضع مضطرب "يوفر مرتعاً خصباً لتهريب الأسلحة والمخدرات، والمتاجرة بالبشر، واستفحال ظاهرة تزايد التنظيمات الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة بل والعالم بأسره"، حسب قوله، مؤكدا أنه "يتعين على كل الشركاء، التصدى أولا، وبشكل استراتيجي، للتهديد الذي ما فتئ يحدق بسيادة أي بلد إفريقي وبوحدته الوطنية والترابية". وفي الوقت الذي تلوح فيه الرباط بورقة الإرهاب للضغط على المجتمع الدولي، وبموقع البلاد كجسر بين أوربا وإفريقيا لضمان نجاح النواصل بين القارتين، تهدد جبهة البوليساريو بنسف هذا التواصل وتعليق الاستقرار في المنطقة بتلويحها بورقة خرق الهدنة ورفع السلاح. وفي هذا السياق وتزامنا مع رسالة العاهل المغربي محمد السادس الى مؤتمر لشبونة، صرح سفير جبهة البوليساريو أو "سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر" محمد يسلم بيسط لمنابر إعلامية جزائرية أن المؤتمر المقبل للجبهة سيكون أمام سيناريوهين اتنين فيما يتعلق بقضية الصحراء، يتعلق الأول باستكمال المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة، فيما يذهب الثاني إلى حمل السلاح بعد سنوات من الهدنة التي بدأت منذ عام 1991 تحت إشراف أممي. وتشير تصريحات زعماء البوليساريو صراحة إلى أنهم لا يقبلون بغير "مبدأ تقرير المصير" وفق آليات تقود إلى انفصال الصحراء الغربية عن الرباط. هذا في الوقت الذي قال فيه ملك المغرب في وقت سابق أن مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه هو أقصى ما يمكنه تقديمه في هده القضية. وفي انتظار جولات أخرى من المفاوضات تبقى المنطقة على صفيح ساحن إلا إذا نجحت الضغوط الدولية في تليين مواقف الطرفين في اتجاه حل لم تتضح معالمه بعد.