تداعى أكثر من ستين مفكرا وباحثا مغربيا وعربيا إلى مؤتمر دولي بالرباط حمل عنوان "تنميتنا والخطاب الإنساني العالمي".وتم المؤتمر بالتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث في مؤسسة خالد الحسن ومنظمة الإيسيسكو وجامعة محمد الخامس والبنك الإسلامي للتنمية، واعتمد تقرير "الأمة في قرن" الذي قام به "مركز الدراسات الحضارية والسياسية" بالقاهرة، قاعدة للدراسة والتأمل. وقالت مؤسسة خالد الحسن في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه إن الغاية من المؤتمر الذي انعقد بين 28 و30 من الشهر الجاري تحت رعاية ملك المغرب محمد السادس، هي النظر في الخطاب المنشود لنهضة أمتنا، وما هو إنساني مشترك مع غيره من أسس هذا الخطاب. وتوزع المشاركون على اثنتي عشرة حلقة نقاشية، وكان من أهم المحاور التي تم تداولها: القدس كناظم إنساني مشترك، وتطور الفكر والتعليم في بلادنا؛ وقضايا الإصلاح وتحدياته الداخلية. كما ناقشت الحلقات التحديات التي تواجه أمة الإسلام سواءً في مجال السياسة، أو على الصعيد الدولي. مؤسسات وجماعات وحظيت أوضاع المؤسسات الدينية بنصيب وافر من الدراسة في الأبحاث المقدمة، فاعتبرت الدكتورة ماجدة صالح أن جامعة الأزهر تأثرت رسالتها خلال القرن الماضي بتداول السلطة السياسية في مختلف الأنظمة الحاكمة في البلاد منذ أسسها الفاطميون إلى اليوم. ولكت الدراسة في المقابل قالت إن جامعة الأزهر وقفت أمام محاولات عزل مصر عن محيطها العربي بدفاعها عن اللغة العربية وقضايا ذات طابع إسلامي كالقضية الفلسطينية. ولذلك وجدت نفسها أحيانا مضطرة لاتخاذ مواقف ضد السلطة السياسية نفسها. أما جامع الزيتونة بتونس فقد لعب دورا طلائعيا في مجال ترقية التعليم إلى غاية منتصف القرن الثاني عشر الهجري، حسبما أكده الدكتور منير الكمنتر بن الكيلاني. أما الحوزة العلمية الإيرانية -حسب بحث الدكتور محمد علي آذرشب- فقد حافظت على استقلاليتها وتابعت جهادها زمن الاستعمار وزمن شاه إيران إلى أن ظهر الإمام الخميني واعتمد الخطاب الديني إلى أن تفجرت الثورة سنة 1979 وقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحالية. غير أن هذه الحوزة تحتاج في رأي الباحث إلى معالجة مناهج عملها لضمان دورها في عالم متغير. كما قدمت أوراق أخرى عالجت أوضاع الأقليات في العالم العربي، وعلى الأخص الأكراد في المشرق والأمازيغ في المغرب العربي. وأعلن الدكتور سعيد الحسن، مدير مركز الدراسات والأبحاث بمؤسسة خالد الحسن، تأسيس وحدتين دراسيتين تابعتين للمؤسسة تعنى الأولى بالدراسات الأفريقية والثانية بدراسات النظم والقيم.