عاجل/ عميد المحامين يدعو مجلس الهيئة للانعقاد بصفة طارئة..    تفاصيل صادمة في قضية اعتداء أربع فتيات على تلميذة أمام معهد بسيدي حسين    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): اسراء بالطيب تهدي تونس الميدالية الذهبية الثانية    وديّة تونس وموريتانيا: تعادل 1-1 في رادس استعدادًا لكأسي العرب وإفريقيا    أخبار النادي الصفاقسي .. مطالبة بصافرة أجنبية لمباراة سوسة وبشة يَتمادى    في ذكرى وفاة عبد القادر بن الحاج عامر الخبو    نبض الصحافة العربية والدولية ... إطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزّة    أولا وأخيرا .. على أكل الحشيش نعيش    بنزرت: يوم إعلامي حول السّجل الوطني للمؤسسات    من المجاهدين الأفغان إلى الجولاني ... «الجهاديون»... خدم للإمبريالية!    في بيت الرواية بمدينة الثقافة .. .جلسة أدبية حول «تعالق الشعر بالسرد»    تستوعب 10 آلاف جندي: غزّة... قاعدة أمريكية ؟    المهدية: مواد خطيرة وحملة وطنية لمنع استعمالها: طلاء الأظافر الاصطناعية و«الكيراتين» مسرطنة    أنس بن سعيد تتألّق في "ذو فويس" وتعيد للأغنية التونسية بريقها    قبلي: عملية بيضاء لرفع جاهزية فرق الحماية المدنية في مجابهة حوادث المرور    استماعات بخصوص مشروع قانون المالية    وزير الدفاع يلتقي قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا    الليلة: سحب قليلة والحرارة بين 10 درجات و15 درجة    العجز التجاري لتونس يبلغ 18,435.8 مليون دينار مع موفى أكتوبر 2025    الرئيس الجزائري يوافق على طلب نظيره الألماني بالعفو عن الكاتب بوعلام صنصال    عاجل/ الزهروني: "دقبونة" و"ولد العيارية" و"العروسي" في قبضة الامن    مشروع السدّ يتحرّك: مفاوضات جديدة لإنهاء ملف انتزاع الأراضي بجندوبة!    مجلس الجهات والأقاليم ينتدب في هذه الخطط الإدارية..#خبر_عاجل    عاجل/ صدور أحكام سجنية في قضية هجوم أكودة الارهابي    القصرين: 126 ألف شتلة جديدة لتعزيز الغطاء الغابي خلال موسم التشجير 2025-2026    الإعلان عن الهيئة المديرة للدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرجية    سليانة: انطلاق مهرجان "نظرة ما" في دورتها الثانية    كاس افريقيا للامم لكرة اليد - المنتخب التونسي في المستوى الاول    مدير المركز الوطني لنقل الدم: هدفنا بلوغ 290 ألف تبرّع سنوي لتلبية حاجيات البلاد من الدم ومشتقاته دون ضغوط    عاجل: 8 سنين حبس لفتاة تروّج في المخدّرات قدّام مدرسة في الجبل الأحمر!    انقلاب سيارة في جسر بنزرت..#خبر_عاجل    النائب على زغدود حول مشروع قانون المالية: اعددنا حزمة من التعديلات وهذه تخوفاتنا    عاجل/ انشاء هيكل جديد لتنظيم قطاع القهوة في تونس    نواب ينتقدون مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026: "استنساخ للسابقة واعتماد مفرط على الجباية"    الترجي الرياضي: توغاي يعود إلى تونس.. ورحة بأيام ل"بن سعيد"    محاولة سطو ثانية على لاعب تشلسي... واللاعب وأطفاله ينجون بأعجوبة    عاجل/ بشرى سارة لأصحاب هذه الشهائد: 1292 انتداب جديد..    انطلاق معرض الموبيليا بمركز المعارض بالشرقية الجمعة 14 نوفمبر 2025    تعاون ثقافي جديد بين المملكة المتحدة وتونس في شنني    "ضعي روحك على يدك وامشي" فيلم وثائقي للمخرجة زبيدة فارسي يفتتح الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس    تونس تشارك في بطولة العالم للكاراتي بمصر من 27 الى 30 نوفمبر بخمسة عناصر    ليوما الفجر.. قمر التربيع الأخير ضوي السما!...شوفوا حكايتوا    تحطم طائرة شحن تركية يودي بحياة 20 جندياً...شنيا الحكاية؟    معهد باستور بتونس العاصمة ينظم يوما علميا تحسيسيا حول مرض السكري يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025    تحب تسهّل معاملاتك مع الديوانة؟ شوف الحل    عاجل/ هذا ما كشفته وثائق سرية حول اتفاق غزة..    اسباب ''الشرقة'' المتكررة..حاجات ماكش باش تتوقعها    خطير: تقارير تكشف عن آثار جانبية لهذا العصير..يضر النساء    عاجل: زبير بية يعلن استقالته رسميًا من رئاسة النجم الساحلي    بش تغيّر العمليات الديوانية: شنوّا هي منظومة ''سندة2''    تحذير عاجل: الولايات المتحدة تسحب حليب أطفال بعد رصد بكتيريا خطيرة في المنتج    تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة    الشرع يجيب على سؤال: ماذا تقول لمن يتساءل عن كيفية رفع العقوبات عنك وأنت قاتلت ضد أمريكا؟    المهد الوطني للرصد الجوي: ظهور ضباب محليا كثيف صباح غد الأربعاء    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسألة النقابية عند الحركة الإسلامية المغربية : نورالدين علوش


- المغرب
مقدمة : ظل العمل النقابي حكرا على اليسار ، إلى حدود التسعينات. حيث بدأت الحركة الإسلامية المغربية تتعاطي بإيجابية مع المسألة النقابية ، سواء من حيث الخطاب أو الممارسة.
I – محددات مفاهيمية

- الحركة الإسلامية : هي طليعة الأمة في معركة التغيير وصاحبة مشروع مجتمعي واجتهاد في إطار دائرة الإسلام ( 1 )
- النقابة : هي ممارسة مؤسساتية قانونية من أحل تحقيق مصالح آنية أو متوسطة المدى للقطاعات المنضوية تحت ذلك الإطار القانوني
العمل النقابي: مؤسسة + قطاعات + مطالب وخدمات اجتماعية

II –جدلية النقابي والسياسي : النقابية السياسية

نقصد بالنقابية السياسية تلك الممارسة التي تنعدم فيها الحدود بين النقابة المهنية والحزب السياسي وتتداخل مصالحهما وتصوراتهما تكتيكا واستراتيجية. هذا التداخل الذي يجسده الخطاب السياسي برفع شعار : جدلية النقابي والسياسي . (2 )
فالنقابية السياسية بالمغرب لها جذور تاريخية وفكرية :
1 – الجذور التاريخية
تتمثل الجذور التاريخية للنقابية السياسية بالمغرب في كون العمل النقابي زمن الحماية ، اتخد طابعا سياسيا . فالعمل النقابي تم توظيفه بطريقتين متباينتين :
- التوظيف الأول كان يتوجه لمناهضة سلطات الحماية(3 )
- والتوظيف الثاني لتهميش القوى السياسية الأخرى المنافسة .(4 )
العمل النقابي زمن الحماية تم توظبفه لخدمة أهداف سياسية سواء على مستوى مناهضة الإستعمار أو على مستوى تهميش المنافسين السياسيين .هذا الطابع السياسي للعمل النقابي هو الذي سترثه الحركة النقابية بالمغرب بعد الإستقلال (5 )
2 -الجذور الفكرية
إن أول تجربة نقابية للعمال المغاربة زمن الحماية والتي عاشوها في إطار الإتحاد العام للنقابات المتحدة بالمغرب ، تميزت بهيمنة النقابية السياسية . وكان ذلك مستساغا مادام الإتحاد العام كان مؤطرا من طرف الشيوعييين .وبالتالي ماكان سائدا هو التصور الماركسي للعمل النقابي.
يقوم التصور الماركسي للعمل النقابي على فكرة مركزية : تبعية النقابة للحزب. إذ الحزب هو البوصلة التي تحدد مواقف النقابة وتوجه نضالاتها( 6 )
هذا التصور الفكري الذي استند إليه الحزب الشيوعي المغربي ستقتبسه منه الأحزاب المغربية الأخرى : ابتداء من حزب الإستقلال 1955 بإنشائه U.M.T
ثم بخلقه 1960 UGTM ومرورا بالإتحاد الإشتراكي بتأسيسه 1978 CDT
وأخيرا وليس أخيرا حزب الحركة الوطنية الشعبية بإقامته النقابة الوطنية الشعبية....
هكذا أضحى كل حزب سياسي في المغرب يتوفر على تنظيمه النقابي . وأصبح القادة الحزبيون على مستوى العمل النقابي ماركسيين بدون ماركسية (7 )
III –المسألة النقابية في الخطاب الإسلامي

- البديل الحضاري ونقد النقابية السياسية:
في إطار مشروعها العام ، تطرقت البديل الحضاري إلى المسألة النقابية ، وانتقدت تبعية النقابي للسياسي. حيث تقول " ارتبط العمل النقابي في بلادنا بشكل عام بالعمل السياسي .وإن كنا لانعارض في جدلية النقابي والسياسي فإننا نرفض أن يكون النقابي مجرد ورقة ضغط لخدمة السياسي متجاوزا بذلك مطا لبالفئات المهنية العريضة ومسخرا لها لتحقيق أهدداف سياسية " (8 )
كما دعت الحركة إلى تجاوز التصور التقليدي للعمل النقابي ومواكبة هذا الأخير للتحولات الإجتماعية والإقتصادية بالبلاد .حيث تقول " لقد ظل المنظورللعمل النقابي ، سواء منه القطاعي أو الطلابي رهين عقلية وتصورات عتيقة ولم يتطور مواكبا التصورات الإجتماعية والإقتصادية التي حصلت بلادنا . وبقي العمل النقابي خاضعا لآليات قديمة مهترئة تسيره مجموعة من الهواة في غياب أي تكوين أو تأطير علمي وغائبا في التأثيرالحقيقي في المجتمع ، غير قادر على تجاوز سلطة المخزن "(9 )
وفي الأخير دعت الحركة إلى إدخال البعد الإجتماعي في العمل النقابي، حيث تقول " العمل النقابي تم اختزاله في بعد واحد هو البعد المطلبي الإحتجاجي وتم تغييب البعد الإجتماعي . إننا نقدر أن النقابة مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني لها مهمتين اثنتين : - مؤسسة لتأطير الفئات المهنية وقيادتها في نضالاتها من أجل حقوقها ومطالبها
-span none;="" -x-system-font:="" normal;="" font-stretch:="" font-size-adjust:="" line-height:="" 7pt;="" font-size:="" font-weight:="" font-variant:="" font-style:="" ;="" roman="" new="" times="" style="" وهي أيضا مؤسسسة لتوفير مختلف الخدمات الإجتماعية للمنخرطين فيها "( 10 )

الإصلاح والتوحيد : النقابية الإسلامية

تتأسس النقابة الإسلامية من منظور حضاري على ثلاث مبادئ:
- المبدأ الأول :التركيز على بناء الإنسان ، ذلك أن الجماهير ليست فقط في حاجةإلى تحسين شروط عيشها المادي وضمان حريتها الأساسية ، بل هي أيضا في حاجة إلى تكوين يجعلها قادرة على على تقدير مسؤوليتها فيما تعرفه أوضاعها من تردي ( 11 )
- المبد أ الثاني:أداء الواجبات مع أوقبل المطالبة بالحقوق .. فلا بد من الرجوع إلى منهج الإسلام الذي يعلمنا خلق القيام بالواجبات قبل المطالبة بالحقوق ، إنه المنهج الذي يعلمنا أن نؤدي الذي علينا وأن نسأل الله مهما قصر الأخرون في أداء حقوقنا أولم تكتمل الشروط التي تمكننا من المغالبة من أجل انتزاعه(12 )ا
- المبدأ الثالث:عدم انطلاق العمل النقابي من منطق التأزيم الهادف إلى تحقيق مكاسب حزبية واكتساح مواقع سياسية ، وعليه فإنه ينبني على مرتكز الشفاعة الحسنة أي أنه ينضبط بأخلاقيات نستخلصها من قوله تعالى " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها" والشفاعة هي التوسط في الخير ، والقرآن يريدها أن تكون حسنة ..أي أن يصب العمل النقابي باعتباره توسطا في الخير في التحسين التدريجي للأوضاع الأجتماعية للجماهير (13 ).
إذا كانت هذه هي المبادئ ، فما هي يا تري مواصفات النقابية الإسلامية ؟

تتسم النقابية الإسلامية بمواصفتين مركزيتين: -الوضوح في المطالبة
- الصدق في المغالبة
* المواصفة الأولى :الوضوح في المطالبة ، والمطالبة هي " ما يعرف في مصطلحات العمل النقابي بالحوار السياسي والإجتماعي وتقديم الملفات المطلبية ، أما الوضوح فنقصد به وضوح أهداف العمل النقابي عند الجماهيلر ، وذلك يعني مصارحتها لا استدراجها عبر رفع ملفات ظاهرها المطالب الإجتماعية التي تعبر عن المطالب اليومية وباطنها الضغط من أجل اقتحام مواقع سياسية "(14 )
إن توظيف ما هو نقابي سياسيا ، أدى إلى كوارث ليس فقط على مستوى فقدان المواقع السياسية وإنما علة مستوى تفويت أدنى المكاسب الإجتماعية لصالح الفئات المتضررة اقتصاديا واجتماعيا (15 ) . فالوضوح يفيد عدم تسيييس النقابي أي التحرك ضمن النقابة في إطار الأهداف المرسومة والمعلنة لعملها ، لا انطلاقا من أهداف مرتبطة باستراتيجية حزبية معينة ، إن هذا لايعني أن تبقى النقابة خارج الإهتمامات السياسية الداخلية والخارجية، ولكن فرق أن تعبر النقابة عن المواقف السياسية التي تصب في المطلب الإجتماعي وتهئ الشروط الإستجابة له ، وبين تكييف مطالبها باستراتيجية حزبية ، وعدم تسييس ما هو نقابي يصب في مجرى ضمان استقلالية القرار النقابي ، هذه الإستقلالية تفيد شيئين : - "أن تكون طبيعة القرار اجتماعية تتصل بالملفات المطلبية للحياة اليومية "(16 )

- " أن يكون القرار صادرا بطريقة ديمقراطية داخل المؤسسات النقابية لا أن يطبخ بطريقة قبلية في المؤسسات القيادية الحزبية "(17 )
المواصفة الثانية :الصدق في المغالبة ، والمقصود بالمغالبة في الممارسة النقابية " خوض النضالات المشروعة من أجل انتزاع الحقوق " (18 )، أما المقصود بالصدق فيها فيفيد ثلاث أشياء : يفيد أولا محاربة الأنتهازية النقابية الهادفة إلى تحقيق المكاسب الشخصية لا إلى تحصيل حقوق الجماهير ، بل أحيانا على حساب الجماهير التي تدفع دفعا إلى الإحتجاج والإصطدام بالقائمين على الأمور ، وتفيد ثانيا محاربة الإنتهازية السياسية الهادفة إلى اكتساب مواقع سياسية ولو على حساب المطالب الإجتماعية ، وتفيد ثالثا الإستعداد لتقديم كل التضحيات من أجل تحصيل الحقوق ( 19 ) .إن المبادئ التي تحكم العمل النقابي الإسلامي والمواصفات التي تطبعه تجعله خيارا حضاريا بقاموس أدبيات التغيير الإسلامية يسعى إلىرفع الظلم وتحقيق العدل باعتبارهما مكسبين بمعزل عن استثمارما السياسي ، لأنهما في ذاتهما عمل صالح ومقصد شرعي ، ذلك أن العمل النقابي لدى المسلم هو عمل مبدئي وليس عملا تكتيكيا يتلون بتلون الشروط الموضوعية الدافعة إلى ممارسته (20 )

العدل والإحسان والعمل النقابي

عبد السلام ياسين في كتابه " الإقتصاد بين البواعث الإيمانية والضوابط الشرعية " يشير إلى أن مصطلح النقابة ليس جديدا ، بل قديما ويحيل إلى كتاب الماوردي " الأحكام السلطانية "ألذي خص النقابة بفصل خاص ؛ والمقصود بالنقابة عند الماوردي نقابة الإشراف : آل البيت
يضيف عبد السلام ياسين بأن النقابةالإسلامية الجديدة يجب أن تتميز عن النقابة الشيوعية ،والنقابة الرأسماية حيث يقول : " يجب أن تقوم النقابة تحت ظل دولة القرآن بغير المهام التي تقوم بها نقابا الشيوعيين من كونها أداة من أدوات الدولة . ويجب أن تسلك أسلوبا غير أسلوب الإضراب والعنف الذي تسلكه نقابا الرأسمالية .يجب أن يستبدل بالإضراب تنسيق ثلاثي بين ممثلي النقابة والدولة وأصحاب الشغل "(21 )
من مميزات هذه النقابة الإسلامية أنها " نقابات تفاوض ، وضغط معنوي ، لا نقابات رفض وإضراب وتخريب " كما أنه يؤكد على دور الدولة "(22 )
وعلى الدولة أن تقدر المصلحة ، وتحمي العسيف ، لتلتقي بواجبها في الجمع بين مصلحة الأمة كلا ومصلحة المستضعفين عضوا حيويا في الأمة ، تضيع الأمة بضيا عه "(23 )

III –الحركة الإسلامية المغربية والممارسة النقابية

الحركة الإسلامية بدأت تتعاطى مع العمل النقابي بإيجابية ، مع مطلع التسعينات ؛ خاصة على المستوى الطلابي.
بالنسبة للعمل الطلابي ، هناك مرحلتين :- من 1969- 1991 : تميزت هذه المرحلة ، بالنسبة للحركة الإسلامية ببناء التنظيم والذات ، وعدم اهتمامها بالعمل النقابي . بالإضافة إلى سيطرة اليسار على العمل الطلابي .
حتى إذا كان هناك عمل طلابي إسلامي، فكان فقط عمل أفراد وفعاليات ؛ وليس عمل تنظيما طلابية إسلامية .
المرحلة الثانية :منذ1991 -؟تميزت هذه المرحلة بظهور الفصائل الإسلامية الطلابية.
1991 : ظهور فصيل طلبة العدل والإحسان
1992 :ظهور فصيل طلبة الوحدة والتجديد
1993 : ظهور طلبة الميثاق
1- محددات العمل الطلابي : ميثاق طلبة العدل والإحسان
هناك ستة مستويات في هذا الميثاق :
المستوى الأول : الهوية : العدل والإحسان(24 )
المستوى الثاني : المرجعية الفكرية : المنهاج النبوي(25 )
المستوى الثالث : المبادئ :- الوضوح(26)
- الإحسان
- المسؤولية
المستوى الرابع(27 )
-المطلب الشرطي : وحدة الجركة الطلابية
- أهداف نضالية : حرية ، كرامة ، عدالة
- مقاصد جهادية :شورى ، عدل ، إحسان
المستوى الخامس(28 ) : الوسائل :- التربية
- القوة
- الخدمة
- المشاركة
المستوى السادس (29 ): الخط النقابي الواضح

الواقع النقابي مشدود بين اتجاهين متناقضين ، النقابية الثورية التي ماتزال مقررات المؤتمر الوطني 15 يعبر عنها أصدق تعبير.
- النقابية الإصلاحية التي نمت وترعرعت في ظروف ما بعد الحظر القانوني وعبر عن وجودها من خلال مقررات مؤتمر16 .
فما هو خطنا النقابي وسط هذه التناقضات؟
محددات الخط النقابي الجديد : 1 –المسؤولية :-الصدق
- الوضوح
- التخطيط
- قسمة التضحيات
2-رفض العنف
3 –عدم الرضى بأنصاف الحلول
4 –الثبات في الميدان ، تحملا ومرافعة30 )

2- فصيل طلبة الوحدة والتجديد
خلافا لطلبة العدل والإحسان ، يرون أن وضع البرنماج يسبق وضع الميثاق .وبناء على ذلك أصدروا برنماجا نقابيا يتكون من مدخل وأرضيتين : الأولى سياسية والثانية نقابية .
الأرضية السياسية :
- الموقف من السياسات الحاكمة: " إن السياسات المتبعة في بلادنا تتميز بمجموعة من السمات الأساسية يمكن تلخيصها في التالي:- مخالفتها لأحكام الشريعة الإسلامية .
- تكريسها وتعميقها للفوارق الإجتماعية والإقتصادية بين فئات الشعب المغربي ، وعموما فهي سياسات غير شورية ، غير عادلة ، إلحاقية- "(31 ) ومن موقع الواجب الشرعي وكطرف داخل الحركة الإسلامية المغربية ، نرى أنفسنا ملزمين بالنضال على كل الواجهات الشرعية "
- الموقف من المسلسل الديمقراطي : " نؤكد أن المسلسل الديمقراطي ببلادنا مسلسل هش ، نخبوي ومزيف ، ونعتبر أكبر دليل على زيفه عدم إفساحه المجال للحركة الإسلامية للتعبير عن نفسها بحرية ، مما يعد بحيلولة بين الشعب المغربي والتعبير عن هويته التاريخية والحضارية ، هذا التحديد المبدئي لا يمنعنا من التعامل مع هذه الواجهة كبوابة لفك الحصار الاعلامي المضروب علينا والتعريف بقضيتنا واختياراتنا كاحداطراف الساحة السياسية الوطنية مع تأكيدنا على رفضنا للعنف كأسلوب في العمل السياسي " (32 )
3- الموقف من الوحدة الترابية
"تأسيسا على مبدأ وحدة الأمة الإسلامية واعتبارا لكون الحدود الحالية التي تمزق جسمها حالة استثنائية ,نرفض كل مشاريع التجزيء التي نعتبرها جزءا من برنامج الاستكبار للسيطرة على المنطقة وإضعاف قدراتها ,ومن هنا فان محاولة إنشاء دويلة في الصحراء المغربية لا تعدوأن تكون حلقة في هذا البرنامج الاستعماري ,ومن منطلق الواجب الشرعي في تحرير الارض الإسلامية من المستعمر ,نرى حتمية تحرير سبتة مليلية والجزر المغربية.(33)
4 –الموقف من السياسة التعليمية
" إن السياسة التعليمية بالمغرب كفرع عن السياسة العامة بالتغريب تميزت بطابع ارتجالي ، تبعي ونخبوي ، مما جعلها عاجزة عن تحقيق آما ل الشعب المغربي الذي ناضل من أجلها في تعليم شعبي ، ذي مضمون إسلامي ، بلغة عربية ، مع مراعاة تنوعه الثقافي وموحد.(34 )
5 –الموقف من القضية الفلسطينية
" اعتبارا للمقدسات الإسلامية بأرض فلسطين وحرمة الشعب الفلسطيني كشعب مسلم ، ولكون الصراع في المنطقة يمثل نقطة الثقل في برنامج الإستكبار في السيطرة على المنطقة الإسلامية ، نعتبر أن تحرير الأرض المقدسة واجب الأفراد والجماعات ، لا عذر لنا أمام الله تعالى في التخلي عنه ، ونرى أن كل أشكال الدعم للقضية جهاد مأجور.
" تأسيسا علة ماسبق ، تسجل أن مسيرة التطبيع الإستسلامية ليست إلا تصفية للقضية الفلسطينية وتنكر لإنجازات الشعب الفلسطيني وجهاده الطويل .ومن هنا نعلن رفضنا لكل ما ينتج عنها من اعتراف متبادل وعلاقات مشتركة ، ووقوفنا إلى جانب المخلصين للقضية في ما يخدم مشروع التحرير الشامل (35 )
6 –الموقف من الحركات الإسلامية
" نعتبر أن الحركات الإسلامية هي حاملة لواء تحرير الأمةعلى درب الإسلام ، مما يطرح علينا مبدئية مساندتها مع كامل الإحترام لتوجهاتها واختياراتها.(36 )
7 –الموقف من حركات التحرر العالمية

" تأسيسا على وحدة الأصل الإنساني وعالمية المشروع والفكرة الإسلامييين ، نرى ضرورة مساندة كل الحركات التي تقاوم الهيمنة الإستعمارية وتناضل ضد قوى الإستكبار ما لم تكن معادية للإسلام والمسلمين " ( 37 )

ا فيما يتعلق بالأرضية السياسية . أما الأرضية النقابية ،فإن البرنماج يؤسسسها على 4 مستويات :

* فصائليا :
" نعتبر المبادئ الأربعة لإتحاد الوطني لطلبة المغرب قاعدة للتعامل داخل المنظمة مع احترام الهوية الإسلامية لشغب المغربي.
- " نحترم توجهات كل الأطراف الطلابية مع احتفاظنا بحق انتقاد الاراء والمواقف.
- " نعلن استعدادنا المبدئي للتعاون مع كل الأطراف الطلابية على أساس النقاط البرنامجية المشتركة "(38 )
* تنظيميا :
- " بناء هياكل المنظمة مع ترشيد أدائها
- " المساهمة في توفير الشروط الضرورية لعقد مؤتمر المنظمة الذي نعتبره الضامن الوحيد للدفع بحركتنا النقابية إلى الأمام(39 )
* مطلبيا :
- " إعادة الإعتبار للجامعة المغربية كمؤسسة وطنية للبحث العلمي ورافد أساسي لتخريج الأطرالعليا للبلاد.
- " الدفاع عن حرمة الجامعة وتثبيت الحق النقابي
- " مواجهة حالة التردي وكل خطوات الإجهاز على المكتسبات الطلابية
- " تثبيت شرعية الهياكل المنتخبة ديمقراطيا
- " تصفية الملفات المطلبية المحلية والوطنية(40 )
" * ثقافيا
" اعتبارا للترابط بين النضال الثقافي والنقابي ، نرى ضرورة تجديد السمات الأساسية للثقافة السائدة ومشروعنا البديل .
" إن الثقافة السائدة يمكن تحديد سماتها من طبيعة الفئات المهيمنة والوظائف التي تحددها هذه الفئا ت، أن هذه الفئات تحاول من من خلال إحياء الأجزاء الإنحطاطية لتراث الأمة وترويج الثقافة الغربية الإلحاقية وتكريس إمتيازاتها ؛ توفير الشرط النفسي لدى الجماهير لقبول الواقع واستساغه وبناء على هذا التحليل تكون وظيفة الثقافة البديلة :- تحرير الثرات من مضامينه الإنحطاطية
- فضح ثقافة التغريب والإلحاق
- إنتاج جو ثقافي يحفظ الهوية الإسلامية للأمة مع الإستفادة من الغير ، لكن ضمن مشروع تحرري شامل "(41)

3- طلبة الميثاق
تجلى أول ظهور لطلبة الميثاق على الساحة الجامعية سنة1993 بطرحهم لمشروع ميثاق على الحركة الطلابية قصد تجاوز أزمتها ، حيث رفع بعض الشعارات خاصة شعاره المركزي " من أجل جامعة وطنية وديمقراطية في إطار هويتنا الحضارية " ، كما أشار إلى أنه لن يكون في مدى مرمى مدفعية أحد ، لأنه بكل بساطة ليس هدفا ظلاميا ... كما أنه ليس بإمكان أحد أن يفرض عليه طبيعة طائفية لأنه خط جماهيري"
يرتكز مشروع الميثاق على أربعة عناصر:
-العنصر الأو ل: الديمقراطية ( لا إقصاء مع الميثاق )
- الإعتراف المتبادل بين الأطراف الفاعلة في الساحة .
- احترام حق الإختلاف واعتباره معطى سياسي وواقعي
- تجسيد قيم الإحترام المتبادل ومراعاة الجامعة
- عدم اللجوء إلى العنف بكل أشكاله المادية والإديولوجية
- عدم تبرير العنف أو تسويغه
- عدم اللجوء إلى السب والإستفزاز
- احترام إرادة الجماهير واعتبارها مصدر القرار
- عدم التفرد باتخاد القرار فيما يمس المصلحة الطلابية العامة
- احترام عقيدة الجماهير وحرية المعتقد السياسي (42)
العنصر الثاني : أهمية التنظيم
- احترام التقاليد التنظيمية للمنظمة
- احترام مظاهر الوحدة
- المبادرة في فتح نقاش ( حلقات نقاش )مبادرة طالما كانت تخدم الحركة الطلابية
- تجنب تنظيم أسبوع ثقافي ...مجلة حائطية ...باسم فصيل معين تجاوزا للحساسيات(43)
العنصر الثالث: الهوية

- التواصل مع الخط السياسي للمنظمة في دعم نضالات الجماهير الشعبية والتفاعل معها في حدود الإمكان وبمراعاة خصوصية الشرط التاريخي
- إعلان القطيعة التامة مع الثقافة السلطة
- احترام عقيدة الشعب المغربي
- التصدي الحازم والمسؤول لكل مظاهر الأنحراف داخل الجامعة(44 )

العنصر الرابع: المسؤولية السياسية
- أن يتحمل كل طرف مسؤولية مواقفه
- مواقف المنظمة الرسمية تعبر عنها جهويا اللجان المسؤولة
- اللجنة المسؤولة هي وحدها تصوغ الشعارات وتهيئ اللافتات
- الجماهير الطلابية هي صاحبة القرار في الإضراب /المقاطعة /التظاهرة..
- احترام المصلحة العليا للطلبة وعدم توريطهم في معارك خاسرة
- احترام استقلالية المنظمة وعدم توظبفها سياسيا لمصلحة هذه الجهة أو تلك..(45 )

إذا كان الحركة الإسلامية ، قد استطاعت الهيمنة على المنظمة الطلابية ؛ فإنها بالمقابل عمقت أزمة المنظمة الطلابية .

2-- على المستوى القطاعي

-1969-1996 : تميزت هذه المرحلة بغياب الحركة الإسلامية عن العمل النقابي القطاعي ، وحتى إن كان هناك عمل نقابي فلا يعدو أن يكون عمل أفراد ينشطون داخل مركزيات نقابية مختلفة CDT ، UMT ..
- 1996 -؟ : دخلت الحركة الإسلامية العمل النقابي من الباب السياسي ، بمجرد دخول حركة الإصلاح والتوحيد إلى الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية ؛ ظهر ت نقابة الحزب : الإتحاد الوطني للشغل بقوة أكثر.
وبذلك أصبحت من المركزيات الكبيرة في المغرب ، ودخلت في الحوار الأجتماعي مع الحكومة؛ كما لها ممثل في مجلس المستشارين ( جامع المعتصم )

خاتمة : النقابية الإسلامية لم تخرج عن قاعدة النقابية السياسية : تبعية النقابة للحزب.كما أنها لم تفلح في استقطاب باقي الإسلاميين إلى تلك النقابة ، حيث نجد أغلبهم ينشطون في CDT..
العمل النقابي الإسلامي أعاد إنتاج تجارب النقابات السابقة ، على المستوى الطلابي : أعاد إنتاج النقابة الثورية مع العدل والإحسان ، وعلى المستوى القطاعي : أعاد إنتاج مفهوم النقابية السياسية مع الإتحاد الوطني للشغل.
ذ.نورالدين علوش الفجرنيوز

المراجع: - 1 مصطفى المعتصم مجلة نوافد العدد5 /1999
2- حقوق الإنسان بالمغرب د محمد ظريف ص194
3-ن م ص195
4- ن م ص195
5-ن م ص 196
6- ن م ص 197
7- ن م ص 197
8- البيان الحضاري منشورات البديل الحضاري ص 42
9- ن م ص42
10- ن م ص 43
11- عناصر في منهج التغيير النقابي والسياسي من منظور حضاري ص61 محمد يتيم
12- ن م ص 61
13- ن م ص59
14- ن م ص57-58
15- ن م ص58
16- نم ص 58
17- ن م ص58
18- ن م ص58
19- ن م ص 61
20- نقلا عن كتاب " الإسلاميون المغاربة" محمد ظريف ص 167
21-" الإقتصاد بين البواعث الإيمانية والضوابط الشرعية "عبد السلام ياسين ص 185
22- ن م ص186
23- ن م ص186
24- الإتحاد الوطني لطلبة المغرب محمد ظريف ص 149
25- ن م ص 150
26- ن م ص 153
27- ن م ص154
28- ن م ص 155
29- ن م ص156
30- ن م ص156
31- ن م ص160
32- ن م ص161
33- ن م ص161
34-ن م ص161
35- ن م ص161
36- ن م ص 161
37- ن مص 162
38- ن م ص162
39- ن م ص162
40- ن م ص162
41- ن م ص163
42 – ن م ص164
43- ن م ص 165
44- ن م ص166
45- ن م ص167


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.