استقبلت قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى الخارج خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى القاهرة بقدر من الحفاوة والترحيب واعتبرته «رسالة تحرج الأنظمة العربية الديكتاتورية وتحشرها فى خانة التعصب ومعاداة الديمقراطية».واعتبرت القيادات الإخوانية أن خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمسلمين فى شتى بقاع الأرض أمس الأول، قد أدى إلى انفراجة بعض الشىء فى نظرة أوروبا إلى الإسلام، بشكل يدعو للتفاؤل، وأوضحت القيادات فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» أن ذلك بدا واضحاً فى التعامل منذ بدء الإعلان عن زيارة أوباما لمصر كونه رئيس أكبر دولة فى العالم من حيث الثقل السياسى. كما اعتبرت القيادات الإخوانية أن حديث الرئيس الأمريكى قد أحرج الأنظمة العربية الديكتاتورية نظراً لكلماته عن الإسلام ودعوته جميع الطوائف إلى الاتحاد والعمل، مشيرة إلى إقصاء بعض الحكام للتيارات الدينية. وقال راشد الغنوشى، رئيس حزب النهضة التونسى وأحد قيادات إخوان أوروبا، فى اتصال هاتفى من لندن: إن خطاب أوباما يحرج الأنظمة العربية المستبدة، على حد تعبيره، و«يحشرها» فى خانة التعصب ومعاداة الديمقراطية. موضحاً: المتفحص لحديث الرئيس الأمريكى يلاحظ «وداً» ممتزجاً بديمقراطية وهذا ظهر من خلال دعوته الجميع إلى العمل والالتقاء لصالح البشرية، وهذا عكس ما ينتهجه كثير من الأنظمة الحاكمة التى تعمل على إقصاء كثير من الأطياف السياسية. وقال الغنوشى: فمثلاً فإن النظام المصرى يحارب الإخوان المسلمين ويرغب فى إزاحتهم عن الحياة السياسية وهذا الأسلوب مخالف لدعوة الرئيس الأمريكى لالتقاء الجميع. وأضاف: أيضاً من أهم نتائج الخطاب التى لمستها منذ الإعلان عن ميعاد سفر أوباما للقاهرة تتمثل فى تحسين صورة الإسلام والمسلمين لدى الغرب، حيث بدت الصورة إيجابية وظهر ذلك من خلال تعاملات الأوروبيين مع العرب والمسلمين، وأرجع الغنوشى أسباب ذلك التغيير إلى حب الأوروبيين لأوباما وثقة الكثيرين فيه، كما أنه يمثل أكبر دولة فى العالم، ومكانتها وقوة وزنها. ووصف الغنوشى أوباما ب«الواعظ»، قائلاً لقد وقف الرئيس الأمريكى فى جامعة القاهرة موقف الواعظ المدافع عن الإسلام تجاه الجاهلين به، فهو خطاب من شأنه أن يعيد الثقة فى الإسلام، التى بددها دعاة الاستئصالى فى الغرب، وهم الذين تبنوا العداء للإسلام، ويعتبرون الحركة الإسلامية إرهابية. من جانبه، وصف الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث باسم إخوان أوروبا فى الخارج، كلمة أوباما بأنها ساحرة، موضحاً أنها تدل على فهم عميق للعرب والمسلمين ونفسياتهم، معتبراً أنها صفحة جديدة ما بين العالم العربى والإسلامى من جهة وأمريكا من جهة أخرى. وقال بالرغم من أن حديث أوباما نظرى ولم يقدم له أى آليات لتوضيح كيفية تغييره فإنه شىء جيد ولكن يبقى على الأنظمة العربية أن تقوم بإتاحة الديمقراطية وعدم إقصاء الإسلاميين من المشاركة فى بناء مستقبل وحاضر أوطانهم. وانتقد الهلباوى الحكومة المصرية عدم إرسالها دعوة رسمية لمحمد مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، قائلاً إن عدم توجيه الدعوة لعاكف باعتباره مرشد أكبر قوة سياسية فى مصر والعالم يعنى اضطهاد النظام المصرى للإخوان المسلمين. كتب طارق صلاح 6/ 6/ 2009