تونس 8 جوان 2009 أي منطق يدفعك يا نقابيي سليانة إلى لفت نظره في رسالة مخصوصة إليه! أتعتقد أن [الأخ الأمين العام] كما تسميه سيصغي لمخاوفكم من محاولات التلاعب بالقانون وسيقرأ حسابا لمخاوفكم ! لا أعتقد بأن [الأخ الأمين العام] حريص على الديمقراطية النقابية وعلى تطبيق قوانين الإتحاد كما لا أخاله حريصا أيضا على الشفافية. فلماذا هذه الأوهام ! أهل نستجير من النار بالنار؟ من باع ملف أساتذة التعليم الثانوي الذين وقع طردهم تعسفيا على خلفية نشاطهم النقابي ؟ من أصدر المنشور 83 سيئ الذكر؟ ومن شرع قبل ذلك حملة تجريد النقابيين على خلفية مواقفهم من السياسة النقابية ومن أداء الجهاز البيروقراطي؟ من باع قضية انتفاضة الحوض المنجمي ونقابيي الحوض المنجمي والذين يقبعون الآن في السجون؟ من صادر حق أساتذة التعليم العالي؟ ومن ... ومن ... إنه الأخ الأمين العام نفسه. العلة يا نقابي سليانة في سياسات الإتحاد النقابية وفي قوانين الإتحاد نفسها. قوانين الإتحاد هي أصل الداء فهي قوانين لا تضمن الحد الأدنى من الممارسة الديمقراطية. نحن في مرحلة يا نقابي سليانة فقد فيها العمل النقابي في الإتحاد العام التونسي للشغل مدلوله كعمل من المفترض أن يكون في خدمة منتسبي المنظمة النقابية وفقدت فيه المنظمة وعلى يد هذه المجموعة المتنفذة الآن والتي على رأسها من تسميه بالأخ الأمين العام كل ما يربطها "بالخدام" . لقد أصبحت في يد الأعراف والدولة وسياساتها على امتداد العشريتين الأخيرتين دليل على ما نقول... الحل يا نقابي سليانة بأيدي النقابيين قواعد وهياكل وفي كل قطاع لا بأيدي من تسميه "الأخ الأمين العام". يجب أن نرفض كل القرارات البيروقراطية الصادرة عن هذا المكتب ويجب أن يكون مرجعنا الأول والأخير قرار القاعدة والقطاع. يجب أن نعمل على أن تستقل القطاعات عن نفوذ المكتب البيروقراطي. يجب أن نعلن ذلك في مؤتمرات قطاعاتنا ونفعله. وإن لم يكن اليوم فلنعمل على أن يكون غدا. هذا هو الطريق نحو معالجة حقيقية لأزمة العمل النقابي. يجب أن نتوقف اليوم عن الدفاع عن سياسات ومواقف بان وبالملموس أنها لم تكن إلا لتأبد الأزمة.لنتوقف عن الاستمرار في اللامبالاة والمسايرة وتبني الحلول السهلة. المعركة مع البيروقراطية وجهازها المركزي لا بد أن تكون تعبوية ولا بد أن يشارك فيها المنتسبون إلى الإتحاد. هذه هي مهمات الكادر النقابي اليوم وهي وبلا شك مهمات ليست بالسهلة ولكن ومع ذلك فهي ليست مستحيلة إذا ما توفرت الإرادة ونقد الذات والنضالية. بشير الحامدي 08 جوان 2009