عال/ صدور مرسوم جديد ينقّح المرسوم المتعلّق بالشركات الأهلية    عاجل/ إسناد منحة جديدة لفائدة هذه العائلات    بيان من مجلس الجهات بشأن إعتقال ناشطي أسطول الصمود.. #خبر_عاجل    عاجل/ المختطفون من أسطول الصمود يمثلون حاليا أمام محكمة خاصة.. وهذا القرار المُنتظر صدوره    عاجل/ ترامب يُمهل "حماس" حتّى الأحد.. ويهدّد    حالة الطقس هذه الليلة..    انطلاق فعاليات النسخة الثانية للصالون المهني للصناعات التقليدية من 6 الى 12 اكتوبر الجاري بقصر المعارض بالكرم    إنتخاب تونس لرئاسة المنظمة الإقليمية لمكافحة المنشّطات بشمال إفريقيا للدورة القادمة    الرابطة المحترفة الأولى: الإفريقي يهزم مستقبل قابس ويعتلي الصدارة مؤقتًا    البنك التونسي للتضامن يخصّص اعتمادات بقيمة 90 مليون دينار لتمويل صغار الفلاّحين خلال الموسم 2025 /2026    الديوانة تحبط محاولة تهريب أكثر من ألف علبة دواء عبر معبر الذهيبة    الكاف: افتتاح فعاليات مهرجان الفروسية بسيدي رابح    نحو تعزيز الشراكة في المجال الصحي بين تونس ومنظمة الأمم المتحدة    سدود تونس تشهد انتعاشاً: المخزون المائي يرتفع إلى 28%    الترشح مفتوح: تولّى منصب المدير الفني لمهرجان الأغنية التونسية 2026    عاجل-المهدية: حجز 2.5 طن سردين مملح وحلوى فيها مواد خطيرة مسرطنة    جسم غريب فالعنين؟ ها شنوة تعمل    لتأمين زراعة 83 ألف هكتار: جلسة جهوية استعدادا لموسم الزراعات الكبرى بجندوبة    تايلور سويفت تطلق ألبومها الجديد بحملة ترويج عالمية    عاجل : صدمة في الوسط الفني العراقي بعد وفاة الفنان إياد الطائي    رياح قوية تهز خليج تونس وشرق البلاد اليوم الجمعة!    الفاو: أسعار الغذاء العالمية تتراجع في سبتمبر    دراسة جديدة: زيت الزيتون مش ديما صحي ينجم يساهم في السمنة..كيفاش؟    الكاف: مهرجان سيدي رابح المغاربي في دورته الرابعة    عاجل/ العثور على جثّة إمرأة مُسنّة داخل ماجل بهذه الجهة    الرابطة الأولى: تشكيلة نجم المتلوي في مواجهة إتحاد بن قردان    المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة يواجه نظيره العراقي وديا في سوسة والقيروان    الترجي الرياضي يرد على بلاغ النجم الساحلي    إسرائيل ترحّل 4 إيطاليين مشاركين في أسطول الصمود    اختفاء حساب "أسطول الصمود" من منصة "إكس"    القيروان: أحكام سجنية وخطايا مالية في حق 6 "هبّاطة"    نابل: حكم بالاع..دام في حق شخص من أحل اتيان أمر موحش تجاه رئيس الجمهورية    مناظرة هامة للانتداب بهذه المؤسسة..#خبر_عاجل    استئناف حركة الطيران بمطار ميونيخ    هذه هي أهم أعراض متحور كورونا الجديد    عاجل/ "فاكسان القريب" متوفر بالصيدليات ومراكز الرعاية الأساسية بداية من هذا التاريخ..    وزارة الدفاع تعلن: باب الانتداب لتلامذة ضباط صف بالبحرية مفتوح    رمضان 2026: شوف شنوّة تاريخ أول الشهر الكريم وعدد أيّام الصيام فلكيا    النجم الساحلي يطالب بسحب تعيين حكم الفار وحكم الساحة فورًا..شفما؟    مدنين: اقرار فتح موسم جني الزيتون يوم 1 نوفمبر لتثمين الامطار الاخيرة    بطولة العالم لبارا العاب القوى : روعة التليلي تمنح تونس ذهبيتها الثانية    رونالدو يفتتح فرعا لمشروعه الطبي في الرياض ويصف السعودية ب"وطنه الثاني"    الحماية المدنية : 144 تدخلا بالطرقات خلال ال 24 ساعة الماضية    بنزرت: غلق الحركة المرورية والبحرية بالجسر المتحرك بصفة متقطعة بداية من اليوم الجمعة إلى صباح السبت    بن غفير يهاجم نشطاء أسطول الصمود العالمي    رئيس الجمهورية يتناول في لقائه بوزير الشؤون الاجتماعية عديد المحاور المتعلقة بالسياسة الاجتماعية للدولة    تونس تستعد لترشيح الجبّة التونسية على قائمة التراث العالمي لليونسكو    الدخول والخروج من فضاء شنغن: ما الذي يجب أن يعرفه التونسيون عن الإجراءات الجديدة    حريق بمركب صيد كبير الحجم بميناء الصيد البحري بجرجيس    شرطة بريطانيا تكشف عن هوية وجنسية منفذ هجوم الكنيس اليهودي    خطبة الجمعة ..تصدّي الإسلام للجريمة    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    شارع القناص..فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي .. في استقبال العودة الخريفية .. الصحافة في مزاد الانتماء بين شهادة الانتساب وحجّة الأداء    طقس الليلة.. أمطار متفرقة بعدة جهات    أولا وأخيرا.. نسيت الرقص وتذكّرت النديب    عاجل: تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر    عاجل/ مفتي الجمهورية الأسبق حمدة سعيّد في ذمّة الله    مَكِينة السّعادة للكاتب التونسيّ «كمال الزغباني»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمسية باريسية على نخب الطاهر الهمامي
نشر في الفجر نيوز يوم 17 - 06 - 2009

باريس كانت كعادتها تلك المدينة المتحركة التي لا تستكين، ومفترقا للتواصل بين الشرق والغرب، وجسرا للعبور حيث الضفة الأخرى لاحتضان أهل القلم على اختلاف وتنوّع حبرهم أحياء كانوا أم أمواتا، لترسم على صفحات مفاصل ذاكرة مدينة مزدحمة بالفكر والأدب والسياسة، لتصحو ولا يعتريها السهاد، من أجل تخصيص ليلة مهداة إلى الفقيد الطاهر الهمامي، اعترافا لهذا الكاتب والناقد التونسي الذي تسكنه جراح الكتابة، وتأوهات القلم، دون النبش بين ثنايا لون حبره، أو مقاسات حروفه، أو تموضع نصوصه، أو التفتيش بين ثياب كتبه عن دلائل هوية أو إيديولوجيا.. لتكون باريس هذه المرة على موعد مع الطاهر الهمامي كإرث، وكعلامة تجمع بين الأدب والسياسة والفكر، دون الولوج في تفاصيل ورؤى وتوجهات الشاعر والكاتب، عبر تخصيص أمسية ثقافية مهداة إلى الطاهر الهمامي الذي توفي يوم السبت 2 ماي 2009 بإحدى مستشفيات مدريد عاصمة اسبانيا، تاركا وراءه إرثا رمزيا معتبرا، والذي أشرفت على تنظيمها فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين، استذكارا لرحيله بحضور أفراد عائلته والعديد من المهتمين، وكانت هذه المناسبة فرصة لاستعادة النص الشعري الملتزم بقضايا الحرية، عبر مداخلات شعرية افتتحها الشاعر " كمال الغالي " الذي قرأ مقاطع من قصائد الطاهر الهمامي تفاعل معها الجمهور الحاضر، ليعقبه الأستاذ " شاكر السيد " أحد أصدقاء الطاهر الهمامي، الذي استعرض بعض محطات ذكرياته مع الفقيد، مشيرا إلى رهافة هذا الشاعر والكاتب، الذي يحمل في صدره حلم الوطن ووجع الكادحين، وأنه سيبقى حيا في الذاكرة النضالية، وأن رحيله كما قال سيظل ألما يصيبنا، عزائنا فيه هو ما تركه لنا من كتب متنوعة، متنقلة بين الفلسفة والفكر والسياسة، كما شارك في هذه الأمسية الشاعر " كمال بوعجيلة" الذي تطرّق إلى بداية معرفته بالطاهر الهمامي، مثنيا على خصاله مذكرا بأن الراحل كان قد وقف إلى جانبه يوم حوصر إنتاجه الشعري في أحد المناسبات، وقد قرأ إحدى قصائده مهداة خصّيصا له، ليختم مداخلته بقراءة قصيدة من دواوين الشاعر، ليعقبه " لطفي الهمامي " الذي قام بإعطاء خلاصة مستفيضة عن السيرة الذاتية للطاهر الهمامي، ابتداء بمولده ونشأته ومسيرته إلى تاريخ وفاته، ومسح شامل لآثاره وعنوانين الكتب الذي خلفها،
وتداول على المنصة كل من محي الدين شربيب الذي شكر الحضور وحيا الفقيد، مضيفا أنه يعرف الكاتب أكثر من خلال كتبه التي اعتبرها قيمة فنية وفكرية، وأنها ستطل مكسبا لتونس التي أنجبت كفاءة مثل الطاهر الهمامي، وغيره من المبدعين، كما لم ينس التذكير برحيل " المولدي زليلة " المشهور ب "عمّ خميّس"، يوم الأربعاء 10 جوان 2009 عن عمر يصل إلى 94 سنة، والذي اعتبره أب المناضلين، مذكرا أنه قبل موته أقامت الفدرالية معرضا من إنتاجه للتعريف بفنه، و قريبا ستقوم بتظاهرة ثقافية لفائدته، عرفانا منا بدور هذا المناضل اليساري، الذي كان بيته مفتوحا لكل المناضلين، وهو صاحب أشهر قصيدة باللغة العامية بعنوان " بابور زمّر" التي غناها الفنان "الهادي قلة"، ثم تناول الكلمة " خميس كسيلة " ملخصا القول أن الطاهر الهمامي وإن كان مات بيولوجيا، فهو حي بيننا معنويا، هذا وقد كان الفنان الملتزم محمد بحر أحد المنشطين لهذه التظاهرة، ليغني إحدى أشعار الطاهر الهمامي
أرى النخل يمشي في الشوارع
مرفوع الجبهة فارع
يتحدّى و يصارع
.........
ورغم الليالي
ورغم المواجع
أرى النخل عالي...
ولا يتراجع!
الذي لحنها في بيت الفقيد كما ذكر للحاضرين، وبذلك يعود من خلاله زمن اللحن المفقود في سنوات العطش، والأغنية المنبثقة من معاناة الناس، في أعوام الملح،
وللإشارة فإن فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين التي يرأسها " محي الدين شربيب"،
إلى جانب قيامها بأنشطة حقوقية متنوعة، واحتضانها لهموم المهاجرين غير الشرعيين ومشاغل الجالية، فإن لها إسهامات ثقافية اجتماعية من خلال تنظيم مسامرات فكرية، واستدعاء كتاب لمناقشة كتبهم، من طرف مختصين ومهتمين، وآخر هذه الأنشطة أمسية نقاش ومسائلة فكرية وتاريخية مع الكاتب "جلبار نقاش" بمناسبة صدور كتابه " ماذا فعلت بشبابك ؟ "
هذا ولا ندري لماذا لم تنتبه فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين إلى مناسبة خمسينية
أبو القاسم الشابي، الذي يعتبر شاعرا أمميا، فلربما زحمة المشاغل وكثرة الإشغال، أفرزت ذاكرة يشوبها بعض النسيان أو لعله اهتمام بلون دون بقية الألوان .
باريس / الطاهر العبيدي / مواطنون
المصدر بريد الفجرنيوز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.