ارتفعت حصيلة انفجار الشاحنة الملغمة التي انفجرت قرب مدينة كركوك شمالي العراق السبت إلى خمسين قتيلا على الأقل وأكثر من 170 جريحا. وقال تورهان عبد الرحمن نائب قائد شرطة كركوك لوكالة الصحافة الفرنسية إن 46 قتيلا سقطوا في الانفجار وأصيب فيه 166 آخرون.غير أن مصدرا آخر في الشرطة قال لوكالة رويترز إن عدد القتلى ارتفع إلى خمسين والجرحى إلى 176. وذكر مصدر في الشرطة العراقية إن شاحنة مفخخة انفجرت قرب مسجد شيعي في بلدة طوزخرماتو الواقعة جنوب كركوك (250 كيلومترا شمال بغداد) في حين أشار مصدر آخر إلى أن عدة أطنان من المتفجرات استخدمت في الانفجار. وقال مراسل الجزيرة في أربيل محمد فائق إن الانفجار في هذه البلدة ذات الغالبية التركمانية أدى إلى هدم نحو ثلاثين منزلا. ودبت الفوضى في مستشفى أزادي الرئيسي في كركوك حيث تعالت أصوات صفارات سيارات الإسعاف في حين هرع العاملون في المستشفى لنقل المدنيين الغارقين بدمائهم نحو غرف المستشفى. وفي الخارج لوح مسؤولو الأمن بأسلحتهم لوقف المرور بينما تسابقت سيارات النقل الصغيرة عبر بوابة المستشفى حاملة المزيد من ضحايا الانفجار. واعتبر الهجوم الأكثر دموية منذ 20 مايو/أيار الماضي عندما أدى تفجير سيارة مفخخة إلى مقتل أربعين شخصا وجرح 83. توقيت التفجير وقال مراسل الجزيرة إن التفجير يأتي بعد يومين من مطالبة أحزاب تركمانية في مدينة كركوك باستقدام وحدات من الجيش العراقي من وسط وجنوبي العراق إلى كركوك وإخراج المليشيات الكردية المعروفة باسم البشمركة المخابرات الكردية المعروفة بأسايش من المدينة. وأتت الدعوة -حسب المراسل- بالتزامن مع قرب انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية مع العلم أن القوات الموجودة في كركوك هي من الجيش الأميركي والعراقي والمليشيات الكردية. وتطالب الأحزاب التركمانية في بغداد أيضا بجعل كل من مناطق طوزخورماتو وتازة وتلعفر محافظة. في السياق وصف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الانسحاب الأميركي المتوقع من بعض المدن نهاية الشهر الحالي بأنه "انتصار كبير" للعراق. توقعات المالكي وتوقع المالكي تصاعد الهجمات المسلحة في الفترة المقبلة, لكنه قال إن أجهزة الأمن لن تسمح بتضييع ما سماها المكاسب الأمنية. ودعا العراقيين في اجتماع لزعماء التركمان إلى توقع ذلك. ووصف رئيس الوزراء الانسحاب المقرر بأنه خطوة أولى نحو تحرير العراق من الوجود الأجنبي.
وطبقا لما جاء في الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة, تنسحب القوات الأميركية من المدن الكبرى بنهاية يونيو/حزيران الحالي كخطوة أولى نحو الانسحاب الكامل نهاية العام 2011.
وتتضمن الاتفاقية النص على إمكانية طلب العراق المساعدة الأميركية في حالة تصاعد العنف. وفي هذا السياق اعتبر المالكي أن أي تمديد سيعد تراجعا في الثقة, وسيمثل "انتكاسة تاريخية".
وهزت سلسلة تفجيرات العراق في أبريل/نيسان الماضي وضاعفت الشكوك بشأن قدرة القوات العراقية على تسلم المهام الأمنية بعد انسحاب القوات الأميركية, وذلك طبقا لوكالة رويترز.