غزة - أبدى خبراء ومحللون سياسيون فلسطينيون توافقا على استبعاد حدوث حوار مباشر بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والإدارة الأمريكيةالجديدة برغم "المغازلات الأخيرة" بين الطرفين، وإعلان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس استعداده لحوار مباشر مع الإدارة الأمريكية في خطابه الأخير. ورأى مصطفى الصواف المحلل السياسي والخبير في شئون حركة حماس أن مشعل تعامل بنفس أسلوب أوباما في خطابه (السهل الممتنع) "فمشعل لم يغلق الباب أمام محاولات الإدارة الأمريكية لحوار حماس، وكان ذلك واضحاً من خلال ترحيبه بالموقف الأمريكي باعتباره خطوة تجاه حماس". وقال في حديث ل"إسلام أون لاين" اليوم الجمعة: إن" زيارات كارتر والوفود الأمريكية التي سبق أن التقت بحماس، جعلت خطاب مشعل أكثر دبلوماسية تجاه الإدارة الأمريكية، فهو ترك المجال لإمكانية مواصلة المحاولات على أمل فتح نافذة للحوار مع أمريكا".
وأشار إلى أن مشعل ركز على أن يكون الحوار بلا شروط "في دلالة واضحة لاستمرار رفض حماس لشروط الإدارة الأمريكية". وفي خطابه الذي ألقاه أمس بالعاصمة السورية دمشق رحب خالد مشعل باللغة الجديدة للإدارة الأمريكية تجاه الحركة، معتبرا أنها خطوة أولى "نحو الحوار المباشر معها بلا شروط". ووصف الصواف كل المحاولات الأمريكية مع حركة حماس بأنها لا تعدو أن تكون "جس نبض لحماس، ولن تصل إلى الحوار السياسي المباشر"، إلا أنه توقع أن يبقى الحوار بينهما عبر "وسطاء ومبعوثين من الإدارة الأمريكية برغم ادعائهم بأنهم غير رسميين". وقال: "في المنظور القريب لن يكون هناك حوار أمريكي حمساوي، فالموقف الأمريكي ما زال على ما هو عليه موقفا معاديا لحماس برغم الدبلوماسية التي يتحدث بها الأمريكان تجاه الحركة". لكنه أشار إلى أنه على الرغم من "حفاظ حماس على الثوابت الإستراتيجية فإنها ستجري تغييرا تكتيكيا في الأسلوب الذي ستتعامل به مع الإدارة الأمريكية، فمن الواضح أن لديها برجماتية عالية في هذا الموضوع". وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أنهى الأسبوع الماضي زيارة لقطاع غزة التقى فيها مع قيادة حركة حماس في القطاع بعد أن كان قد التقى مشعل في وقت سابق في دمشق. وقالت مصادر سياسية فلسطينية ل" إسلام اون لاين": إن "كارتر طلب من حماس تسليمه رسالة لإيصالها لإدارة أوباما فيها موافقة غير مباشرة من حماس على شروط الرباعية، الأمر الذي لم تفعله حماس". مرونة وواقعية ومتوافقاً مع الصواف، اعتبر هاني المصري المحلل السياسي الفلسطيني خطاب مشعل محاولة من حماس لإبداء المرونة والواقعية "لتثبيت نفسها في وسط المتغيرات الدولية غير الملائمة لحماس مع الحفاظ على ثوابت حماس القدس واللاجئين وعدم الاعتراف بيهودية الدولة، فجوهر خطاب مشعل إبداء مرونة واستعداد للحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية". واستبعد المصري في حديثه ل"إسلام أون لاين" أن يكون هناك حوار بين الطرفين وراء الكواليس "فما وراء الكواليس ظاهر على السطح، والإدارة الأمريكية لن تتعاطى مع حماس بشكل مباشرة، إلا إذا استجابت للشروط الدولية، وحماس لا تستطيع أن توافق على ذلك بدون مقابل يوازي الموافقة على هذه الشروط". وأضاف "إذا أبدت حماس التعاطي مع الشروط الدولية أصبحت كفتح، ولا أظن أن حماس جاهزة لذلك، فرغبة الحوار بين الجانبين لم تصل لدرجة التعاطي المباشر، وما زال هناك وقت طويل يكون ليحدث ذلك". وتطالب اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولاياتالمتحدة، وروسيا، حماس بأن تنبذ العنف، وتعترف بإسرائيل، وتقبل أيضا اتفاقات السلام السابقة. لا رفض ولا قبول وغير بعيد عما ذهب إليه سابقوه، رأى طلال عوكل المحلل السياسي في خطاب مشعل قراءة عقلانية للموقف الأمريكي الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير في القاهرة "فلم نسمع رفضا أو قبولاً من مشعل.. فهو وجد تقدماً في الموقف الأمريكي إلا أنه يدرك أن الخطاب يشوبه العديد من النواقص، فكان لا بد لحماس من التعامل بقدر من الإيجابية مع الموقف الأمريكي الجديد". وأشار في حديثه ل"إسلام أون لاين" إلى "أن الولاياتالمتحدة تحاول انتهاج الأسلوب الدبلوماسي مع حركة حماس، في محاولة لتكرار ما فعلته مع منظمة التحرير الفلسطينية.."، لافتاً إلى أنها محاولة "لاستدراج حركة حماس عبر الحوار من موقع غير الموقع الذي استخدمته الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة بوش". وخلص عوكل إلى أن خطاب مشعل إيجابي "ولكنه لا يصل إلى التوافق على متطلبات العلاقة التي تريدها أمريكا.. العلاقة بين حماس وإدارة أوباما ستسير ببطء، وستعتمد على تطورات الوضع الفلسطيني"، وأضاف "لا أظن أن حماس جاهزة للحوار المفتوح مع إدارة أوباما، لكن ربما تأخذ مواقف متدرجة بالمعنى التكتيكي".
محمد الصواف
مشعل لم يغلق الباب أمام محاولات الإدارة الأمريكية لحوار حماس غزة - أبدى خبراء ومحللون سياسيون فلسطينيون توافقا على استبعاد حدوث حوار مباشر بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والإدارة الأمريكيةالجديدة برغم "المغازلات الأخيرة" بين الطرفين، وإعلان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس استعداده لحوار مباشر مع الإدارة الأمريكية في خطابه الأخير. ورأى مصطفى الصواف المحلل السياسي والخبير في شئون حركة حماس أن مشعل تعامل بنفس أسلوب أوباما في خطابه (السهل الممتنع) "فمشعل لم يغلق الباب أمام محاولات الإدارة الأمريكية لحوار حماس، وكان ذلك واضحاً من خلال ترحيبه بالموقف الأمريكي باعتباره خطوة تجاه حماس". وقال في حديث ل"إسلام أون لاين" اليوم الجمعة: إن" زيارات كارتر والوفود الأمريكية التي سبق أن التقت بحماس، جعلت خطاب مشعل أكثر دبلوماسية تجاه الإدارة الأمريكية، فهو ترك المجال لإمكانية مواصلة المحاولات على أمل فتح نافذة للحوار مع أمريكا". طالع أيضا: مشعل يعرض على أوباما حوارا مشروطا مشعل: أوباما أبقى على دايتون ليؤسس سلطة قمعية
وأشار إلى أن مشعل ركز على أن يكون الحوار بلا شروط "في دلالة واضحة لاستمرار رفض حماس لشروط الإدارة الأمريكية". وفي خطابه الذي ألقاه أمس بالعاصمة السورية دمشق رحب خالد مشعل باللغة الجديدة للإدارة الأمريكية تجاه الحركة، معتبرا أنها خطوة أولى "نحو الحوار المباشر معها بلا شروط". ووصف الصواف كل المحاولات الأمريكية مع حركة حماس بأنها لا تعدو أن تكون "جس نبض لحماس، ولن تصل إلى الحوار السياسي المباشر"، إلا أنه توقع أن يبقى الحوار بينهما عبر "وسطاء ومبعوثين من الإدارة الأمريكية برغم ادعائهم بأنهم غير رسميين". وقال: "في المنظور القريب لن يكون هناك حوار أمريكي حمساوي، فالموقف الأمريكي ما زال على ما هو عليه موقفا معاديا لحماس برغم الدبلوماسية التي يتحدث بها الأمريكان تجاه الحركة". لكنه أشار إلى أنه على الرغم من "حفاظ حماس على الثوابت الإستراتيجية فإنها ستجري تغييرا تكتيكيا في الأسلوب الذي ستتعامل به مع الإدارة الأمريكية، فمن الواضح أن لديها برجماتية عالية في هذا الموضوع". وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أنهى الأسبوع الماضي زيارة لقطاع غزة التقى فيها مع قيادة حركة حماس في القطاع بعد أن كان قد التقى مشعل في وقت سابق في دمشق. وقالت مصادر سياسية فلسطينية ل" إسلام اون لاين": إن "كارتر طلب من حماس تسليمه رسالة لإيصالها لإدارة أوباما فيها موافقة غير مباشرة من حماس على شروط الرباعية، الأمر الذي لم تفعله حماس". مرونة وواقعية ومتوافقاً مع الصواف، اعتبر هاني المصري المحلل السياسي الفلسطيني خطاب مشعل محاولة من حماس لإبداء المرونة والواقعية "لتثبيت نفسها في وسط المتغيرات الدولية غير الملائمة لحماس مع الحفاظ على ثوابت حماس القدس واللاجئين وعدم الاعتراف بيهودية الدولة، فجوهر خطاب مشعل إبداء مرونة واستعداد للحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية". واستبعد المصري في حديثه ل"إسلام أون لاين" أن يكون هناك حوار بين الطرفين وراء الكواليس "فما وراء الكواليس ظاهر على السطح، والإدارة الأمريكية لن تتعاطى مع حماس بشكل مباشرة، إلا إذا استجابت للشروط الدولية، وحماس لا تستطيع أن توافق على ذلك بدون مقابل يوازي الموافقة على هذه الشروط". وأضاف "إذا أبدت حماس التعاطي مع الشروط الدولية أصبحت كفتح، ولا أظن أن حماس جاهزة لذلك، فرغبة الحوار بين الجانبين لم تصل لدرجة التعاطي المباشر، وما زال هناك وقت طويل يكون ليحدث ذلك". وتطالب اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولاياتالمتحدة، وروسيا، حماس بأن تنبذ العنف، وتعترف بإسرائيل، وتقبل أيضا اتفاقات السلام السابقة. لا رفض ولا قبول وغير بعيد عما ذهب إليه سابقوه، رأى طلال عوكل المحلل السياسي في خطاب مشعل قراءة عقلانية للموقف الأمريكي الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير في القاهرة "فلم نسمع رفضا أو قبولاً من مشعل.. فهو وجد تقدماً في الموقف الأمريكي إلا أنه يدرك أن الخطاب يشوبه العديد من النواقص، فكان لا بد لحماس من التعامل بقدر من الإيجابية مع الموقف الأمريكي الجديد". وأشار في حديثه ل"إسلام أون لاين" إلى "أن الولاياتالمتحدة تحاول انتهاج الأسلوب الدبلوماسي مع حركة حماس، في محاولة لتكرار ما فعلته مع منظمة التحرير الفلسطينية.."، لافتاً إلى أنها محاولة "لاستدراج حركة حماس عبر الحوار من موقع غير الموقع الذي استخدمته الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة بوش". وخلص عوكل إلى أن خطاب مشعل إيجابي "ولكنه لا يصل إلى التوافق على متطلبات العلاقة التي تريدها أمريكا.. العلاقة بين حماس وإدارة أوباما ستسير ببطء، وستعتمد على تطورات الوضع الفلسطيني"، وأضاف "لا أظن أن حماس جاهزة للحوار المفتوح مع إدارة أوباما، لكن ربما تأخذ مواقف متدرجة بالمعنى التكتيكي". محمد الصواف الجمعة. يونيو. 26, 2009