أحمد يوسف وكيل خارجية الحكومة الشرعية حاوره :محمود جمعة القاهرة:طالب وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية المقالة د.أحمد يوسف وفدي حماس وفتح لحوار القاهرة بالبعد عن سياسة التفرد والإقصاء للآخر والحرص على أن يخرج الكل رابحا من الحوار من أجل إعادة اللحمة الفلسطينية مرة أخرى. وقال د.يوسف في حوار ل «العرب» إن من عوامل نجاح حوار القاهرة وتحقيق المصالحة الوطنية، الثقة بمصر ودورها في الحوار، والتعاطي معها على أنها طرف نصير وشريك أصيل في ترتيبات كل ما هو قادم سياسيا وأمنيا، والتعامل مع حماس باعتبارها مكونا أساسيا لأي شراكة سياسية وأمنية قادمة، على قاعدة «الوطن للجميع، نحميه ونبنيه ونحرره معا». ما الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء الانقسام الفلسطيني للتمهيد للتسوية المحتملة في المنطقة؟ - إن الخطوة الأولى لتمكيننا من إنهاء خلافاتنا الداخلية هو أن نمهد الطريق بكل عزيمة وإصرار لإنجاح حوار القاهرة، وعلينا أن نتخذ الموقف الجريء، وألا نجعل سوء الظن والتوجس من الآخر عاملاًً معطلاً لأي حراك نحتاجه للخروج من الأزمة، واستعادة ثقة هذا الشعب العظيم بنا. إنهاء الانقسام مصلحة فلسطينية، ومصر تحاول لكن المصالحة تسير ببطء من السبب؟ - إن هناك على الساحة الفلسطينية من يرى بأن بطء تحقيق اختراق حقيقي في ملف المصالحة هو بسبب اللاءات الأميركية والإسرائيلية من ناحية، وتعنت بعض الجهات في رام الله من ناحية أخرى، باعتبار أن تلك الجهات لا ترغب في التئام الصف، وتعمل على تكريس حالة التشظي والقطيعة بين أبناء الوطن الواحد، حيث إن ذلك يضمن لها حماية امتيازاتها واستمرار تموقعها كبطانة متنفذة حول رأس هرم السلطة الفلسطينية. ما نصيحتك للمتحاورين في القاهرة لكي ينجح الحوار؟ - إن على الجميع أن يفهم ويتفهم بأن حوارات القاهرة لكي تنجح يجب التفكير بمنطق الحرص على أن يخرج الكل رابحاً، ليس فقط بشعور الكسب والفوز، ولكن أيضاً بأن هناك تحركات على واقع الأرض سوف تؤكد ذلك وتسنده، حتى يمكن اتخاذ الموقف وتحقيق الإجماع خلفه. ماذا تقول لحركة فتح؟ وهل أنت متفائل بالتوصل لاتفاق ينهي الانقسام؟ - هناك ملامح انفراج قريب ينتهي معه الحصار، وعلينا أن نُعجل بحل مشاكلنا الداخلية، واستقبال العالم المتعاطف نسبياً معنا بعد الحرب الأخيرة والعدوان الواسع على قطاع غزة.. هذا العالم الطامح بشكلٍ غير مسبوق لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بهدف تسكين المحيط المتفجر لقوس الأزمات الشرق أوسطي. ما نظرتكم للدور المصري في المصالحة الفلسطينية؟ - إننا على الساحة الفلسطينية نُعلق آمالاً كبيرة على جهود الوساطة المصرية لتسوية عثرات خلافاتنا، وتقريب وجهات النظر وفق محددات تقلل من أزمة الصراع والتوتر بين فتح وحماس.. فحقيقة الأمر أننا ننظر لمصر ليس كطرف وسيط، بل حليف استراتيجي لقضيتنا، لأن «الجُرح في الكفِّ»، فمصر وفلسطين كانتا دائماً عناوين لهذه الأمة في أحقابها التاريخية ومفاصلها الزمانية والمكانية المختلفة. ما تعليقكم على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما؟ - شكل خطاب أوباما في جامعة القاهرة علامة فارقة في السياسة الأميركية من ناحية اللغة والمضامين التي تناولها، وهذا تقدير موقف ربما لا يختلف عليها اثنان في العالمين العربي والإسلامي ممن يفقهون ظاهر هذه السياسة وباطنها على مدار أكثر من نصف قرن من الزمان.. هذا الخطاب إضافة إلى الخطاب الذي ألقاه في تركيا بتاريخ السادس من أبريل الماضي هو دعوة واضحة وصريحة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الأميركية مع العالمين العربي والإسلامي، وتوجه جاد نحو إيجاد حلٍّ للقضية الفلسطينية.. وهذا يستوجب منَّا تهيئة الأجواء لاستعادة وحدتنا الوطنية وتواصلنا الجغرافي، والطريق إلى ذلك يبدأ بطبيعة الحال بالمصالحة الوطنية. هل موقف أميركا من الإسلام تغير بعد بوش؟ - الآن أعلنت الولاياتالمتحدة على لسان رئيسها الجديد أنها لا تريد حرباً مع الإسلام، وهي تتطلع لمصالحة تاريخية مع العالم الإسلامي، تنتهي معها كل سنوات الدم والعداء والقطيعة التي طغت على فترة حكم الرئيس جورج بوش حيث أدخل أميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في أتون صراع طويل مع العالمين العربي والإسلامي على ساحات أفغانستان والعراق بزعم «الحرب على الإرهاب». هناك مؤشرات تقول إن الولاياتالمتحدة تريد رؤية الفلسطينيين منتظمين داخل وعاء السلطة؟ - نعم، إن كل المؤشرات لدينا هي أن الإدارة الأميركية الجديدة ترغب في رؤية الفلسطينيين منتظمين داخل وعاء السلطة الوطنية، وما تمخض عنها من أجهزة ومؤسسات حكومية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لأن هذا يسهل من مهماتها ومهمة المجتمع الدولي في التعامل بشكل رسمي مع جهة واحدة، ويقطع دابر الذرائع التي تتحجج بها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للتهرب من استحقاقات أوسلو بإقامة دولة للفلسطينيين على الأراضي التي تمّ احتلالها عام 67. إن المناخ السياسي العام، والمزاج الأممي بشكل خاص، هو مع حق الفلسطينيين في إقامة دولة لهم، تنتهي معها حالة الصراع وأجوائه المفتوحة، والتي تهدد بتداعياتها إذا انفجرت ليس فقط استقرار المنطقة بل الأمن والسلام في كافة أنحاء العالم. بعد تحليلكم لخطاب أوباما، مَن هم المستهدفون؟ - إن خطاب أوباما كان رسالة لنا نحن الفلسطينيين ولغيرنا في العالمين العربي والإسلامي، ولقوى إقليمية أخرى بالمنطقة، وإن الذي يهمّنا فيه هو ما يحمله من تلميحات واعدة بأن هناك رغبة أميركية في وضع حدٍّ للصراع، وإبطال صواعق التفجير المؤدية إليه.. فهل نتلقف تلك الإشارات والتلميحات بذكاء وفطنة أم نستمر على وضعية الوهم وانتظار المجهول الذي لا يعلم غيبه إلا الله؟! هل تعتبر ما جاء في خطاب أوباما بشأن حل الدولتين فرصة لكم؟ وما شروط حماس لإقامة سلام مع إسرائيل؟ - هناك فرصة علينا أن نقتنصها، وهي تشكل حالة انقلاب في الموقفين الأميركي والأوروبي تدفع في اتجاه تحقيق حل الدولتين، وهو من الناحية الإجرائية لا يبتعد عن رؤية الأطراف الفلسطينية الوطنية والإسلامية، التي تراضت على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67.. صحيحٌ أن لحماس رؤيتها السياسية المغايرة من حيث موقفها الرافض للاعتراف بإسرائيل، لاعتبارات الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف بها من أي جهة كانت، ولطبيعة الثوابت التي لا خلاف عليها عند الغالبية العظمى من الفلسطينيين.. ولكن حماس عبرت عن استعدادها لتقديم ضمانات تحفظ الأمن والاستقرار للجميع، وتتمثل بهدنة لمدة عشر سنوات أو يزيد إذا ما تحقق قيام تلك الدولة الفلسطينية -الحرة المستقلة- على جميع الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس عاصمة لها. محمود جمعة العرب