الفجرنيوز تحاور:القيادي السابق بحركة الاختيار الاسلامي والقيادي بحزب البديل الحضاري الدكتور مصطفى المسعود أجرى الحوار نورالدين علوش- المغرب الحوار مع الدكتور المصطفى المسعودي شيق وممتع ، حيث تطرقنا إلى ظروف تأسيس الحركة والمشروع السياسي لها، كما عرجنا على حركة البديل الحضاري السياق والمشروع السياسي ثم تناولنا حزب البديل الحضاري القيمة المضافة في الساحة السياسية ؛ بالإضافة إلى الزلزال السياسي الذي ضرب المشهد السياسي والإسلامي باعتقال رموز الحركة الإسلامية ( المعتصم والركالة والمرواني..)المغربي على خلفية قضية بليرج .
الفجرنيوز: سمعنا في الآونة الأخيرة كلاما كثيرا عن حركة "الاختيار الإسلامي "،نود أن نعرف ظروف وملابسات التأسيس .؟ - بسم الله الرحمن الرحيم ،شكرا للإخوة الأفاضل في الفجرنيوز على الاستضافة الكريمة لشخصي المتواضع . الواقع أن الكثير مما تداولته بعض الجرائد في سياق اعتقال قياديي حزب البديل الحضاري وحزب الأمة المغربيين ضمن سيناريو دراماتيكي يعود بالمغرب عشرات السنين إلى الوراء بخصوص ما سمي بحركة" الاختيار الإسلامي" فيه الكثير من المغالطات والافتراء والتهويل ، حيث صورت هذه الجرائد اعتمادا على الرواية الرسمية لوزارة الداخلية كما لو أننا أمام حركة إرهابية لاتقل خطورة عن القاعدة أوغيرها ، في حين يتعلق الأمر في الواقع بتيارطلابي- وليس حركة بالمعنى لدعويا لإسلامي- عرفته الساحة السياسية المغربية في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي تزعمه مجموعة من الشباب بحثا عن موقع ضمن خارطة الساحة السياسية التي تميزت بتنامي دينامية الصحوة الإسلامية بحيث أصبح المغرب في الفترة المعنية فضاء لمبادرات شبابية تجريبية كثيرة يحكمها هاجس البحث نفسه ،ضمن هذه الصيرورة وبعد المصير الذي آلت إليه تجربة الشبيبة الإسلامية على اثر جريمة اغتيال المناضل اليساري عمر بنجلون كانت النشأة الأولى لفكرة الاختيارالإسلامي بمبادرة من الإخوة مصطفى المعتصم ومحمد المرواني ومحمد الأمين الركالة وأخذت الفكرة شكل تيار دعوي نخبوي يخاطب في المقام الأول الشريحة الطلابية ، إلا أنه مع الامتداد في الزمان ستتأكد محدودية الخيارات والشعارات التي كانت ترتكز عليها الفكرة من هنا بدأت شيئا فشيئا تقترب من العودة إلى الواقع الذي لايشكل فيه الطلبة سوى فئة محدودة ،وهذا الوعي سيترجم في أواخر سنة1995، بالنسبة لفئة من هؤلاء الإخوة في مقدمتهم الأخوان المعتصم والركالة والعبد الضعيف المسعودي في صيغة تنظيمية هي البديل الحضاري في حين تأخرت ترجمة هذا الوعي عند باقي الإخوة إلى نونبر1998في صيغة تنظيمية هي جمعية الحركة من أجل الأمة وهم نفس الإخوة الذين سيؤسسون فيما بعد حزب الأمة. الفجرنيوز: المعروف عن حركة "الاختيار الإسلامي "أنها حركة تغييريه فما هي معالم مشروعها السياسي ؟
- من المبالغة الحديث عن مشروع سياسي كانت تحمله "الاختيار الإسلامي "،التجربة ونتيجة عمقها الطلابي كما سلفت الإشارة كانت ترتكزالى شعارات وعناوين كبرىتستمد مرجعيتها من كتابات بعض المفكرين الإسلاميين من أمثال الشهيد سيد قطب رحمه الله والأستاذ منير شفيق وأدبيات حركة الإخوان المسلمين هذا بالإضافة إلى كتابات الشيخ حسين فضل الله ، مع محاولات لابأس بها لفهم خصائص الواقع المغربي ومتغيراته ،نحن إذن أمام وعي سياسي جنيني كان يراود هؤلاء الشباب مع كثير من الحلم والحماس ،ولم تكن ثمة مقومات حركة سياسية ناضجة تستند إلى مشروع سياسي واضح المعالم ،وهذا هوا لذي يفسر الانحسار الذي عرفته التجربة منذ نشأتها في منتصف الثمانينات إلى بداية النصف الثاني من تسعينات القرن العشرين حيث ظل هذا التيار حبيس أسوار الجامعة المغربية الأمر الذي كان يدفعه لتآكل داخلي تلقائي مع الامتداد في الزمن .إلا انه بالرغم من هذه المحدودية فقد اجتهدت أجهزة المخابرات في زمن وزير الداخلية إدريس البصري على ما يبدو في جمع كل المعطيات حول هذا التيار الذي كان متحمسا وعنيدا فوق الحد فتشكل لديها أرشيف ضخم فيه الكثير من التلفيق والتهويل وضع في الرفّ بنيّة توظيفه في زمن ما، وهذا ما يحدث اليوم مع كامل الأسف برغم غياب مهندس الأرشيف إدريس البصري.والذي يؤكد أكثر التحليل بخصوص غياب المشروع السياسي عند الاختيار الإسلامي هو ما شهده من انشقاق مباشرة بعد بداية التفكير الجدي في الدخول إلى الساحة السياسية من أبوابها القانونية . الفجرنيوز:توجهت حركة "الاختيار الإسلامي"نحو أطراف إسلامية عديدة لتأسيس جبهة إسلامية عريضة استقر اسمها على حزب "الوحدة والتنمية"، تحدث لنا عن التجربة وأسباب الفشل .؟ -ليس بالتحديد هذاهو السياق الذي كانت فيه مبادرة حزب "الوحدة والتنمية"، السياق هو إن الساحة الإسلامية المغربية مع بداية التسعينات من القرن الماضي كانت تشهد العديد من التحولات وكان هاجس الوحدة حاضرا بشكل أوبا خر عند مختلف التعبيرات القائمة آنذاك ،ومن جانب اخركانت فكرة الوحدة تبدو حلا جذريا للمأزق الوجودي الذي كان يتخبط فيه تيار الاختيار الإسلامي، لهذا كان الانخراط الحماسي في مشروع الوحدة بعد نقاش طويل مع جمعيات إسلامية أخرى كانت في الساحة من مثل : جمعية الدعوة الإسلامية بفاس والجمعية الإسلامية للقصر الكبير وجمعية الشروق ...وتم التوصل إلى إقرار الوحدة الاندماجية بين هذه الأطراف في أفق انجاز خطوات تنظيمية ومؤسساتية وشبابية واعدة على أن يكون حزب "الوحدة والتنمية"الواجهة السياسية لمشروع الوحدة،الاأن المشروع تعثر منذ خطواته الأولى لأسباب ظلت مجهولة في واقع الأمر،وأحيلت كل الخطوات المتفق عليها إلى أرشيف الجمود، هذا في الوقت الذي كان يعوّل فيه على أن يكون المشروع الخط الثالث في الساحة الإسلامية المغربية إلى جانب جماعة العدل والإحسان وحركة الإصلاح والتوحيد . الفجرنيوز: بعد فشل تجربة الوحدة انقسمت حركة "الاختيار الإسلامي "إلى تيارين ،الأول يدعو إلى العلنية والثاني يتمسك بالسرية ،كنتم من التيار الأول وبادرتم إلى تأسيس "البديل الحضاري"تحدث لنا عن الظروف والصعوبات التي واجهتكم أثناء التأسيس . ؟ من الصعب الحديث عن مفهوم السرية في تجربة "الاختيار الإسلامي"، لم تكن هناك سرية بالمفهوم الحركي لاعتبار أن قيادات التيار كانت معروفة عند الجميع وصورهم كانت تنشر في الجرائد ، والعديد من الأنشطة الثقافية والتربوية كانت تتم في العلن .أما الاختلاف الذي حدث في هذا التيار فكان مرده بالأساس إلى الإحساس بالمأزق الوجودي والهوياتي كما سبقت الإشارة ،كما أننا عجزنا عن التوصل آنذاك إلى حل يحافظ على وحدة المشروع بعد أن استنفذنا كل الجهد في نقاشات ماراطونية كانت تصل بنا في الغالب إلى نقطة البداية ،وفي الحقيقة ومن أجل التدقيق لم يكن الاختلاف في موضوع السرية والعلنية بل في الزمن الذي ينبغي أن نقدم فيه على طلب الترخيص لجمعية قانونية وكذا الشروط المطلوبة من أجل ذلك ،ففيما كنا نحن (المعتصم –الركالة – المسعودي)نرى ضرورة التعجيل بالمبادرة كان إخوة آخرون وعلى رأسهم الأستاذ محمد المر واني يؤكدون على ضرورة استكمال كل الشروط التنظيمية والمادية والإسلامية من أجل إنجاح الفكرة .أما بخصوص الصعوبات التي واجهتنا في سياق تأسيس البديل الحضاري سنة 1995فلم تكن في الواقع من النوع الهيّن ؛حيث تداخل فيها الضعف الذاتي وقلة النصير وغموض الفكرة عند السواد الأعظم من أبناء الصحوة الإسلامية ..مع إصرار النظام على محاصرتنا ورفض الترخيص لتجربتنا هذا بالإضافة إلى ما لاقيناه في الساحة من سيْل التهم والإشاعات حيث نُعتنا تارة بكوننا نمثل اليسار الإسلامي وتارة نمثل التيار الإيراني ...وتارة أخرى بالاهتمام الزائد بالسياسة...الخ الفجرنيوز: ما يعاب على حركة البديل الحضاري الاهتمام الزائد بالسياسة فعلا على حساب التربية فهل ما يقال صحيح؟ - لا..هو غير صحيح لأنه يستند إلى فهم غير صحيح لمدرسة البديل الحضاري ونظرتها إلى مفاهيم التربية والسياسة والثقافة والديمقراطية ...نحن في البديل اجتهدنا منذ زمن مبكر كي نتجاوز العديد من العوائق النظرية التي كانت ولا زالت تكبّل الفعل الإسلامي وفي مقدمة ذلك العجز عن النظر إلى الأشياء في ماهيتها المركّبة بحيث دأب كثير من الإسلاميين على النظر إلى أشياء جوهرية باعتبارها منفصلة عن بعضها البعض ومن ذلك النظر إلى الممارسة التربوية مفصولة عن الفعل السياسي ، وهذا الفصل كثيرا ما يؤدي إلى نتائج كارثية ، بحيث نصبح بالفعل أمام "الإسلام السياسوي "، نحن ننطلق من أن التربية لاتمارس في المسجد فقط بل المقرّ الحزبي هو أيضا فضاء لتمثل قيم الكرامة والتقوى والصدق واحترام الأخر والتسامح ونكران الذات وحب الخالق والتضحية في سبيل الحق ...من هنا تكون السياسة عكس المنظور الغربي مجالا للتربية كما تكون التربية مجالا لاستيعاب السياسة ، البعض يفهم من التربية مظهر الشخص والواقع أن البديل الحضاري يهمه في المقام الأول بناء جوهر الشخص أي بناء الإنسان الرسالي كما ألحُّ عليه شخصيا في الأشعار التي أكتبها ،لهذا فنحن حينما نهتم كثيرا بالسياسة كما يرى البعض وكما ذكرت نفعل ذلك بانسجام كامل مع المحددات التربوية الإسلامية كما هي في عمقها .وبذلك نطمح لأن يستعيد الإنسان المسلم تماسكه الداخلي الذي يجعله يمارس التربية والسياسة في واحد دون الشعور بانفصام العنصرين في ذاكرته وفي سلوكه . الفجرنيوز:لم تمرعلى تأسيس البديل الحضاري أكثرمن سبع سنوات حتى أقدمتم على تأسيس حزب البديل الحضاري ،لماذا لم تندمجوا مع العدالة والتنميةاذا كان همكم هو تأسيس حزب إسلامي ؟ -لا..لم يكن همّنا يوما في البديل الحضاري تأسيس حزب إسلامي بالمعنى الذي يرسخه الإعلام ، بل كنا ولازلنا نناضل من أجل حزب وطني ديمقراطي يستند بالأساس إلى المرجعية الإسلامية ومرجعية الحكمة الإنسانية ،نحن كنا نرفض دائما أن يقدم المشروع الإسلامي كما لوكان نموذجا مُتعاليا على طبيعة وواقع المجتمع المغربي، حيث الناس يُعرّفون أنفسهم بكونهم مغاربة وكفى ، لهذا نحن لم نجد أنفسنا بالضرورة في نموذج حزب العدالة والتنمية المغربي كي نندمج فيه طبقا لاقتراح سؤالك ، هذا مع العلم أن البديل الحضاري زمنيا هو أسبق من حيث التأسيس ، فكيف يندمج السابق باللاحق؟ومن جانب آخر هناك الكثير من عناصر التمايز بين التجربتين سواء تعلق الأمر بالمسار التاريخي لكل منهما أو طبيعة المواقف السياسية أو حتى بالنظر إلى مفاهيم الفعل السياسي والإسلامي عند الطرفين ، هاتان تجربتان تشتركان في عناصر وتختلفان في أخرى ، وهذا يفسر لماذا البديل الحضاري في كثير من محطاته النضالية وجد نفسه أقرب من تيارات غير إسلامية خاصة تجربة اليسار الجديد في حين لم يجد مثل هذا الالتقاء مع الأطراف الإسلامية ، وطبعا هذا أمر نعتبره طبيعيا لان الإسلاميين ليسوا في نهاية المطاف سوى حاملي رؤى واختيارات سياسية تحتمل الصواب كما تحتمل الخطأ وتجاربهم هي مجرد اجتهادات الشعب وحده هومن يملك دعمها أو الحكم عليها بالفشل والرفض في السياق الديمقراطي النزيه . الفجرنيوز: واجهتم صعوبات كثيرة في مسعاكم نحو تأسيس حزب إسلامي فهل ساندتكم الأطراف الاسلامية كما فعلت الأطراف اليسارية؟ -بالفعل كانت الصعوبات جمّة في كل مسيرتنا السياسية ،فوزارة الداخلية خلال مرحلة إدريس البصري على وجه الخصوص ولأننا استعصينا على الاحتواء كانت تتعامل معنا كما لو كنا كائنات جاءت من كوكب آخر لاتستحق سوى التهميش والمحاصرة ،كل ذلك لم يثننا عن المضي في المنهج الديمقراطي السلمي القائم على الاعتدال والردّ على الخصوم بالاحتساب والصبرايمانا بأن طريق الدولة الديمقراطية صعب وشاق ولن نصل إليه إلا بالمثابرة وفق المنهج الذي خطه الحبيب المصطفى (ص).وفي السعي لانتزاع الاعتراف القانوني بحقنا في الوجود السياسي لحزب البديل الحضاري ساندَنا بالفعل العديد من الشرفاء والديمقراطيين الأحرار في بلادنا ففتحوا لنا مقراتهم الحزبية ووقفوا معنا في الإضراب عن الطعام ،وهنا أذكر في المقام الأول مناضلي حزب اليسار الاشتراكي الموحد براسة الأخ المناضل محمد مجاهد ، كما أذكر العديد من السياسيين والحقوقيين والمفكرين والنقابيين المغاربة الذين آزروا البديل الحضاري في محنته الأولى ويؤازرونه اليوم في محنة الاعتقال بنفس التعاطف والتضامن الذي يُجسّد النبل المغربي العظيم الثاوي في أعماق هذا الشعب بالرغم من محاولات بعض المرجفين التي تريد تأكيد العكس ،وفي سياق التآزر الوطني مع حزبنا المظلوم ضمت اللجنة الوطنية للتضامن مع البديل الحضاري أيضا بعض التعبيرات الإسلامية إلى جانب باقي الأطراف . الفجرنيوز: بعد حصولكم على الشرعية القانونية دخلتم الانتخابات التشريعية 2007ولم تحصلوا على أي مقعد هل أجريتم نقدا ذاتيا لحصيلتكم الهزيلة؟ -لم يكن همنا في الانتخابات التشريعية خلال 2007في المقام الأول الحصول على مقاعد برلمانية ،نحن لسنا سماسرة انتخابات ولانستعجل النجاح ، نحن شاركنا في تلك الاستحقاقات برغم كل الشروط المعاكسة وبالرغم من أننا كنا قد خرجنا مباشرة من معركة الدفاع عن حقنا في التواجد القانوني معركة استنزفت منا الكثير من الجهد وأصابتنا بعياء شديد، ومع ذلك قررنا المشاركة دعما لمسلسل الانتقال الديمقراطي الذي صدقنا أن قطاره قد انطلق في المغرب فقلنا لابد أن نتعاطى بايجابية مع تلك المحطة الهامة في تاريخ بلادنا ،لقد كنا أشبه بلاعب يعلم مسبقا أنه خاسر ومع ذلك قررنا المساهمة في دعم المسار خدمة لبلادنا . أما بخصوص موضوع النقد الذاتي فأظن أن البديل الحضاري مدرسة في النقد الذاتي ، بل إن هذه التجربة لم تكن لتتقدم خطوة نحو الأمام لو أنها لم تكن كذلك ، وعقب الانتخابات كان الحزب قد دشن بالفعل أوراشا هامة في قراءة تجربته السياسية في أفق تطويرها إلا أن ما تعرض له الحزب من مؤامرة لم يمهلنا للذهاب بالمشروع بعيدا .
الفجرنيوز: شهدت الساحة الإسلامية والسياسية المغربية زلزالا قويا باعتقال القادة في البديل الحضاري والأمة والعدالة والتنمية ،فكيف تلقيتم نبا الاعتقال ؟ -كان اعتقال الأخوين مصطفى المعتصم والأمين الركالة إلى جانب الإخوة الآخرين زلزالا بالفعل خلط الكثير من الأوراق في الساحة السياسية المغربية ، بل انه اشر لانكسار رهيب في سيرورة المشهد السياسي المغربي ، وعاد به مع الأسف عشرات السنين إلى الوراء، إلى ما يسميه المغاربة بسنوات الجمر و الرصاص التي كدنا نصدق أن بلادنا بدأت تتجاوزها .أما بالنسبة ألينا في الحزب فكان الاعتقال وما حمله من بهتان وما واكبه من حظر ..صدمة قوية هزت كل قناعاتنا في الشعارات المرفوعة وأصبنا بخيبة أمل كبيرة في القرار السياسي الرسمي ، بل لم نصدق أن يصل المكر ضد تجربتنا هذا الحد من الفظاعة والعنف لا لشئ سوى لأننا فكرنا أن نؤسس حزبا سياسيا مستقلا عن أجهزة الدولة ولأننا أيضا صدقنا –ربما عن سذاجة سياسية -اللغة التي كانت تتغنى بعهد جديد الفجرنيوز:ما هي الخطوات التي اتخذتموها بعد هذا الاعتقال ؟
-لم تترك لنا الدولة أي هامش قانوني من أجل الدفاع عن إخوتنا المظلومين حيث بادرالوزير الأول ساعات بعد اعتقال الأخوين المعتصم والركالة إلى إصدار مرسوم بحل الحزب ثم باشرت السلطات تفكيك فروعه وإغلاق مقراته وتشميعها في كل المدن المغربية ،وتم استدعاء مسئولي الفروع من أجل ا إخبارهم بذلك وتوقيعهم على محاضر الإغلاق الاأن كل ذلك لم يمنع أبناء البديل من التضامن مع أخويهم في إطارالبرنامج والأجندة التي سطرتها اللجنة الوطنية للتضامن مع المعتقلين الستة وأيضا في إطار تنسيقية أسرهؤلاء المعتقلين. الفجرنيوز: بعد تحول الملف من يد الحموشي إلى يد المنصوري هل هناك أفاق لطي الملف؟
بشهادة جميع الحقوقيين وجميع الفاعلين السياسيين في بلادنا ملف البديل الحضاري ومعه الإخوة الآخرون عنوان لظلم كبير وطغيان سياسي خطير ، حيث كل ما في الأمر هو وجود إرادة مسبقة مبيتة عند جهات معينة لتوريط رجال شرفاء مسالمين في موضوع إرهابي هم أبعد الناس عنه وذلك من خلال العودة إلى أرشيفات مضى عليها أزيد من 20سنة وضعتها أجهزة إدريس البصري بطريقة فيها الكثير من المكر والكذب ، ثم تم إخراجها بأسلوب ردئ فبدت رواية مهزوزة لم يصدقها أحد مما حدا بوزيري الداخلية والاتصال إلى تحذيرالصحافة المستقلة ومن خلالها الرأي العام الوطني من التشكيك فيها وسبب هذا التحذير المنفعل هوأن لا أحد في المغرب صدق هذه الرواية البئيسة ولا أحد تصور أن المعتصم والركالة رجلان إرهابيان تابعان لإيران وأن كل الخطاب الذي تم تقديمه للساحة كان مجرد تقية سياسية ، انه قمة العبث والاستخفاف بالعقول ، ونتيجة هذا العبث أساء الملف كثيرا إلى المغرب ولازال ، بل إن كل الخطوات الهامة التي تم انجازها مع مجئ العاهل المغربي محمد السادس إلى عرش المملكة تم الإجهاز عليها على أعتاب هذا الملف الخطير الذي لا تبقى معه أية مصداقية لكلام الإنصاف والمصالحة وطي صفحة الماضي والعهد الجديد ...لهذا نتمنى صادقين أن يتم تدارك هذا الانزلاق الخطير من خلال معالجة سياسية للموضوع تنصف الحق وتعيد الاعتبار لرجال كان كل همهم الوحيد خدمة المغرب والنهوض بشعبه .لاعلم لي شخصيا بالمآلات التي أخذها الملف ولكني أتمنى أن تباشره بالفعل أيدي أمينة تفكر في مصلحة البلاد قبل أي شئ أخر. الفجرنيوز:كيف هو الجسم التنظيمي لحزب البديل الحضاري بعد الحل ؟ وكيف تريد لحزب تم حله بمقتضى قانون الأحزاب أن يكون؟نحن قدمنا طعنا في قرار الحل وننتظر أن ينصفنا القضاء ،ونؤمن بأن عملنا السياسي لن يكون إلا في إطار القانون. الفجرنيوز: هل هناك تنسيق بين حزب البديل الحضاري وحزب الأمة ؟ شاء القدر أن تجمعنا محنة الاعتقال اليوم بالإخوة في حزب الأمة ،لذلك فان لجنة التضامن الوطنية إطار مشترك نلتقي فيه دفاعا عن المعتقلين السياسيين الستة، ومع الأسف ليس هناك تنسيق بالمعنى الذي ينبغي أن يكون بحكم الإكراه القانوني والحظر القائم في حق الحزبين .