غزة :ما زالت الخلافات بين حركتي الجهاد الاسلامي وحماس سيدة الموقف، وجدد قيادي كبير في حركة الجهاد الاسلامي امس رفض تنظيمه لاجراء اي شكل من اشكال التفاوض او الحوار مع اسرائيل او الادارة الامريكية، مؤكدا في الوقت ذاته استحالة الوصول الى اقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967. وقال الشيخ نافذ عزام القيادي في الجهاد ان حركته ترفض محاورة اسرائيل لكونها 'كيانا مغتصبا لفلسطين'، واكد ان اي حوار معها 'يعد مخالفا للشرع'، لافتا الى ان الجهاد تحمل هذه الرؤية منذ تأسيسها، كذلك اكد عزام رفض حركته اجراء اي حوار مع امريكا كونها تعتبر 'الداعم الرئيس لاسرائيل'، مؤكدا انها هي من تعادي الفلسطينيين. لكن القيادي في الجهاد لم يستبعد اجراء حوار مع امريكا، لكنه اشترط قبل ذلك ان تقوم ب 'تغيير سياستها ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية، والقضايا العربية والاسلامية'. وفي سؤال ل 'القدس العربي' عما اذا كان هذا الموقف يمثل خلافا مع حركة حماس، عقب اعلان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في خطاب له قبل اسبوع عن قبول حركته بدولة فلسطينية في حدود العام 67، ضمن اتفاق سلام يوافق عليه الشعب الفلسطيني، دون الاعتراف باسرائيل، رد عزام بالقول 'نحن في الجهاد لا نحب الخوض في اي خلاف في وسائل الاعلام، ولا نحب ايضا تضخيم الاختلافات في وجهات النظر، من اجل الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والوصول الى برنامج مشترك'. وكانت مصادر مقربة من حركة الجهاد الاسلامي اكدت وجود خلاف بين الحركتين، خاصة عقب غياب قيادات الحركة في الخارج عن حضور خطاب مشعل. واستبعد القيادي في الجهاد فكرة موافقة اسرائيل على اقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967، ورأى ان 'المعطيات الحالية، من استيطان وحواجز، وجدار فاصل تؤكد على ذلك'. لكن الشيخ عزام قال في سياق حديثه مع 'القدس العربي' ان هناك 'بعض نقاط الخلاف السياسية'، مع حماس، مع وجود 'الكثير من القواسم المشتركة'. وذكر ان الجهاد الاسلامي رفضت المشاركة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة كونها تأتي ضمن 'سقف اتفاقية اوسلو'، التي قال ان حماس 'اجتهدت'، وشاركت فيها، وذكر ايضا ان حماس وافقت على تشكيل حكومة، وهو امر ترفضه ايضا الجهاد الاسلامي. وتحدث عزام عن 'توحد' الحركتين حماس والجهاد ك 'حركتين اسلاميتين في خندق المقاومة والجهاد'. وقالت مصادر مقربة من الحركتين ل'القدس العربي'، إن الخلافات عادت وسيطرت على علاقة حماس والجهاد بعد خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي رحب فيه بحل الدولتين، وانتقدته سريعاً حركة الجهاد رافضة ما أسمته 'التنازل'. وأوضحت المصادر أن مشعل أجرى مشاورات مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح في دمشق قبل خطابه الأخير. وبعد أن طرح مشعل الخطوط العريضة للخطاب اعتذر شلح عن حضوره وأي من قيادات الجهاد للحفل الذي أقيم للفصائل لتستمع فيه إلى الخطاب. وبينت المصادر أن الأمور زادت تعقيداً بعد رفض الجهاد حضور الخطاب، كما زادت أكثر فأكثر عقب تصريحات نائب زعيم الحركة في دمشق زياد النخالة، والذي ألمح إلى أن حماس قد تتنازل أكثر كما حركة فتح، على حد تعبيره. وأوضحت المصادر أن حماس قدمت احتجاجاً لدى طهرانودمشق على تصريحات النخالة، وأنه طلب من المواقع الالكترونية التابعة لحماس ووسائل إعلامها عدم التعامل مع تصريحاته وتصريحات قياديي الجهاد الآخرين. وكشفت المصادر أن الخلافات كانت الأسبوع الماضي على محورين. الأول يتعلق برفض حكومة حماس في قطاع غزة إقراض الجهاد مبلغ مليوني دولار لتخطي الأزمة المالية التي تعيشها في القطاع والضفة الغربية. وقالت إن شلح طلب من نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق الاستدانة لكنه عبر عن رفضه لذلك، وقال إن الأموال في غزة لا تكفي الحكومة وهي أموال لحماس ولا يمكن الاستدانة منها. وذكرت المصادر أن أبو مرزوق اتهم حركة الجهاد الإسلامي في غزة بمحاولة فرض سيطرتها والتحريض على حركة حماس في المساجد التي تسيطر عليها، وهو ما دفع إلى مزيد من الاشتباك اللفظي بين الرجلين. أما المحور الثاني، فهو تصريحات القيادي في حركة الجهاد خالد البطش، التي ادلى بها مؤخرا وقال فيها إن حركته 'ليست في جيب حماس'. وقالت المصادر إن حماس رفضت حديث البطش واتهمته بمجاراة حركة فتح. وتعيش الحركتان حالياً، بحسب المصادر، أسوأ الخلافات في أعقاب الأحداث السابقة. 'القدس العربي' من اشرف الهور