الجزائر:تمكنت مصالح الأمن، الأحد الفارط، من إحباط محاولة كان ينوي قيادتها أحد عناصر ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' ضد مقر السفارة الأمريكية في العاصمة، وتمت عملية التوقيف في حي بالضاحية الشرقية للعاصمة بموجب معلومات مسبقة، أدت قبل أسابيع لوضع حد لمجموعة وضعت تخطيطا لاستهداف ثلاث سفارات ''الأمريكية، البريطانية والدانماركية''. أفادت مصادر موثوقة، أن مصالح الأمن وضعت يدها على عنصر من ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، بالعاصمة، كان ينوي في اليوم نفسه تنفيذ اعتداء ضد مقر السفارة الأمريكية، الواقعة في شارع البشير الإبراهيمي في العاصمة، وذكر مصدر مطلع ل''الخبر'' أن مصالح الأمن كانت على علم مسبق بتوقيت المحاولة، ما جعلها تتبع أثر المنفذ المفترض وتلقي القبض عليه. وجاءت المحاولة في الوقت الذي، كان التنظيم الإرهابي قد نفذ عدة اعتداءات في ولايات شرقية، وهو ما يفسر طبيعة كلام وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، من أن تلك العمليات ''تضليلية'' تمت في أماكن هادئة. ويقصد أن التنظيم يشتغل على عمليات أخرى في قلب ولايات كبرى ما دفعه للفت أنظار الأمنيين إلى خارج معاقل التنظيم. ويعتبر العنصر الموقوف، حسب مصادرنا، آخر حلقة من شبكة تم تفكيكها قبل أسابيع كانت ترتبط ''فكريا'' بقائد سرية العاصمة السابق ''فاتح بودربالة أبو بصير'' المعتقل حاليا لدى جهات أمنية. ولعل اللافت في الشبكة، هو تعاونها مع عون حراسة كان يشتغل بمقر السفارة البريطانية (تربطه علاقة عائلية بأحد قياديي التنظيم) وقد اعتقل أيضا، حيث سرّب معلومات للتنظيم حول مواقيت دخول ومغادرة السفير البريطاني في الجزائر، ومما نقله المعني لبقية أعضاء الشبكة أن ''السفارة البريطانية لا تحظى بحراسة أمنية مشددة''، حيث نقل أيضا عدد رجال الشرطة بالمدخل وتوقيت تغيير المناوبة، ومعلوم أن السفارة البريطانية قد غيرت نهاية ماي مقرها، حيث تمت الأحداث السالف ذكرها في المقر السابق. وكان في القائمة أيضا، مقر السفارة الدانماركية في العاصمة، ومعلوم أيضا أن الأخيرة غيرت مقرها إلى شارع آخر في حيدرة، نقلت إليه جميع المكاتب والعاملين، والظاهر وفقا لبيانات سابقة للتنظيم الإرهابي، تهديده للمصالح الأمريكية والبريطانية والدانماركية، وكان آخر بيان والصادر أول أمس، قد هدد المصالح الفرنسية، في حين صدر بيان آخر عقب تفجر فضيحة ''الاغتصاب'' ضد سيدتين جزائريتين من قبل مسؤول الوكالة المركزية للمخابرات الأمريكية في العاصمة، وارين أندرو، يهدد المصالح الأمريكية في الجزائر. أما السفارة الدانماركية فكانت مهددة منذ أزمة الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقد تمت أول محاولة في ال11 أفريل 2007، لكن منفذها المفترض ''أبو ساجدة'' فر هاربا بعدما ركن سيارته، وقد تأكدت ''الخبر'' أن الشاب من عائلة ''رحموني'' الذي اعتقل في باش جراح قبل عامين هو ''أبو ساجدة''، وقد أقر لمصالح الأمن بركنه لسيارة (المرسيدس) قبالة السفارة، لكنه لم يتمكن من تفجيرها لمخاوف راودته إزاء فكرة الانتحار.