مدريد : لم يعد المغاربة يهاجرون من المغرب نحو أوروبا بل من الدول الأوروبية المتضررة من الأزمة الاقتصادية الى أخرى ما زالت توفر بعض فرص العمل، كما هو الشأن مع الهجرة المغربية من اسبانيا الى بلجيكاوهولندا.وتعتبر اسبانيا من الدول التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة بسبب انهيار قطاع العقار الذي كان يشكل دعامة رئيسية للنشاط الاقتصادي والمالي وساهم في جلب مئات الآلاف من اليد العاملة وأغلبهم من المغاربة. فالبطالة تجاوزت في شهر تموز/يوليو 15' ومرشحة لتجاوز 20' خلال السنة المقبلة. وتعتبر الهجرة الأكثر تضررا من البطالة إذ أن معدل البطالة يتجاوز الآن 45' في صفوف الجالية المغربية وفق تقديرات غير رسمية. وكان قطاع السياحة يوفر الكثير من مناصب الشغل إلا أنه خلال الشهور الأخيرة تراجع بحوالي 13'. وما يزيد من تأزم أوضاع الجالية المغربية أن الإسبان بدأوا يقبلون تلك الأعمال التي كانوا يرفضونها في الماضي. وأمام المستقبل الاقتصادي المظلم الذي يتجلى في غياب فرص العمل، قام الكثير من المغاربة بالعودة الى المغرب والعيش بتعويضات البطالة في انتظار تحسن الأوضاع الاقتصادية بعودة النشاط الى قطاع العقار والزراعة والسياحة في حين فضل قسم آخر ظاهرة جديدة للغاية محدودة الآن ولكنها تتسع وتتجلى في الهجرة نحو دول أوروبية توفر نسبيا فرص العمل. وقالت عدد من الجمعيات المغربية في اسبانيا أن الهجرة وسط الاتحاد الأوروبي من اسبانيا نحو باقي الدول الأوروبية قد بدأت تتحول الى ظاهرة ملحوظة، حيث ينتقل المغاربة أساسا الى هولندا وفرنسا وبلجيكا والمانيا وهي الدول المنضوية في فضاء شينغن الذي يسمح بحرية المرور وحرية التنقل بدون تأشيرة للمهاجرين المقيمين في الاتحاد الأوروبي. ويذكر أن بعض الدول لا تنتمي الى فضاء شينغن ومن ضمنها بريطانيا ويصعب على المغاربة الهجرة إليها. وصرح سعيد.ع، وهو ناشط في مجال الهجرة في بروكسيل ل'القدس العربي' أن نسبة المهاجرين المغاربة الذين يقصدون بلجيكا للعمل في ارتفاع مستمر منذ شهور قليلة، مضيفا ان المغاربة الذين يأتون هم الذين لهم الجنسية الإسبانية ثم الذين يتوفرون على وثائق اقامة دائمة في اسبانيا لأن قانون الأجانب في بلجيكا مرن ويمنح بطاقة الإقامة للذين تتوفر فيهم الشروط المذكورة. وعن سبب اختيار بلجيكا، قال هذا الناشط ان 'مرونة قانون الأجانب والأساسي أن بلجيكا توفر بعض فرص العمل المؤقت وأن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإسبانيا هي أقل بكثير في بلجيكا'. حسين مجدوبي 'القدس العربي'