القاهرة:تجددت مطالب رموز المعارضة المصرية ونواب في البرلمان بعزل الدكتور محمد سيد طنطاوي من منصبه شيخا للأزهر بسبب اللقاء الذي جمعه للمرة الثانية بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في غضون أشهر قليلة.وكان الشارع المصري قد فوجئ خلال الأيام الماضية بصور تتصدر الفضائيات والصحف تجمع بين طنطاوي وبيريس إلى مائدة واحدة في كازاخستان في مؤتمر 'حوار الأديان' مما خلف حالة من السخط العارم بين المواطنين لأن رمزهم الديني بات يهرول نحو موائد التطبيع أكثر من السياسيين أنفسهم. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' أكد صبحي صالح المحامي وعضو مجلس الشعب عن الإخوان بأن النظام مطالب الآن باتخاذ موقف حازم تجاه شيخ الأزهر وعليه أن يقوم بعزله من منصبه. واضاف بأن ظهور صاحب المنزل الرفيع في صورة واحدة مع مجرم الحرب شمعون بيريس يساهم في الحاق المزيد من الضرر بمشيخة الأزهر التي تتبوأ مكانة غالية وقيمة في قلوب المسلمين حول العالم وبالتالي فليس هناك من سبيل سوى عزل الشيخ فوراً. وفي ذات السياق ندد النائب الشيخ سيد عسكر عن جماعة الإخوان المسلمين بذلك اللقاء الذي جمع مجرم حرب بعالم دين يتبوأ أسمى المناصب في العالم العربي والإسلامي، واعتبر تلك الواقعة التي تتكرر للمرة الثانية في غضون شهور بأنها ليست في صالح المؤسسة الدينية الرسمية وليست في صالح النظام . ودعا النائب حمدين صباحي عن حزب الكرامة لاحالة طنطاوي للتحقيق من جراء ما يقوم به من أفعال تضر بالقضية الفلسطينية وتساهم في الترويج للكيان الصهيوني دون أن يدرك. وأضاف لا يعلم الشيخ بأنه بهذا اللقاء يقدم خدمات لا تقدر بثمن لتل أبيب وعلى من نصبوه لهذا المقام الكبير أن يتدخلوا الآن من أجل أن يوقفوا سلسلة الأخطاء والكوارث التي أحدقت بالأمة من جراء ما يقوم به شيخ الأزهر. وانتقد النائب محمد شردي عن حزب الوفد ما يقوم به طنطاوي منذ فترة خاصة في ملف لقائه بمسؤولين إسرائيليين، وأكد ل'القدس العربي' بأن علماء الأمة ينبغي أن يكونوا في صدارة المقاومين للتطبيع لا أن يسارعوا بالهرولة نحو لقاء قادة الدولة العبرية. من جانبه دافع الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف عن ظهور شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بجوار شمعون بيريس في مؤتمر 'حوار الاديان' الذي عقد مؤخرا في كازاخستان، قائلا إنهما كانا على مائدة مستديرة جمعت كل المشاركين، ومن بينهم الوفد الايراني. جاء ذلك عقب مطالبة عدد من النواب في مجلس الشعب بمساءلته وعزله من رئاسة الأزهر، مشيرين إلى أنها تأتي بعد أقل من عام على المصافحة الشهيرة بينه وبين بيريس في مؤتمر مماثل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي أثارت ضجة كبيرة في الشارع المصري والعربي. وقال زقزوق في تصريحات خاصة إن الذين يهاجمون الرجل عليهم أن يحفظوا له قدره ومنصبه السامي الذي يشغله والذي يعد من أسمى المناصب الدينية في العصر الراهن. وأضاف بأن شيخ الازهر لم يجلس بجوار بيريس على منصة المؤتمر كما فهم البعض. وأضاف: د. طنطاوي لم يتلفظ ولم يتحدث 'بكلمة واحدة' مع الرئيس الاسرائيلي ولم يتشاور أو يتحاور معه في أي من الموضوعات أثناء فعاليات المؤتمر وانما تجنب كل ذلك. واستشهد وزير الأوقاف بالوفد الايراني الذي شارك في فعاليات المؤتمربالرغم من علم أفراده بوجود الرئيس الإسرائيلي وعدد من الوزراء والحاخامات اليهود في المؤتمر ورغم ذلك شاركوا أيضا في المؤتمر. وتساءل زقزوق لماذا يحرص الكتاب والصحافيون إذن على أن يوجهوا نيرانهم لشيخ الأزهر ورجال الدين المحسوبين على المؤسسة الرسمية. وأكد زقزوق أن شيخ الأزهر كان حريصا على عدم الظهور بجوار الحاخامات اليهود حتى لا يتم استغلال ذلك وتطويعه بما لا يخدم القضية الفلسطينية . وشدد على اهمية أن نحفظ لرجال الدين قدرهم ولا نشارك في تشويه صورتهم، مشدداً على أن لحوم العلماء مسمومة وعلى من يسعى لنقدهم أن يتحقق أولاً في مما يردده. وفي سياق متصل تقدم عدد من نواب المعارضة والمستقلين أمس بطلبات استجواب عاجلة لرئيس الوزراء المصري أحمد نظيف، بصفته وزير شؤون الأزهر، كما طالبوا بالتحقيق مع طنطاوي ووزير الأوقاف الذي حضر هو الآخر الإجتماع وجنباً إلى جنب مع الرئيس الإسرائيلي. وفي سياق متصل حذر مراقبون من خطورة الخطوة التي قام بها طنطاوي في كازاخستان ومعه وزير الأوقاف واعتبروها خطوة في مشوار فرض التطبيع بالقوة بين العالم الإسلامي وإسرائيل. وفي هذا السياق أشار عبد الجليل مصطفى المنسق السابق لكفاية من أن يكون رجال الدين الرسميون خلال المرحلة المقبلة هم الأداة التي تحث الأمة على قبول التطبيع . واتفق مع نفس الرأي القيادي اليساري أحمد بهاء الدين شعبان والذي عبر عن مخاوفه من أن نستيقظ يوما لنجد أعلام إسرائيل ترفرف في مختلف العواصم الإسلامية. القاهرة 'القدس العربي' من حسام أبوطالب: