غزة: في تطور نوعي في مواقف الحركة من المشاركة السياسية ، كشف القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أبو عبد الله الحرازين عن أن الحركة تدرس المشاركة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة في حال توافق طرفا الأزمة الداخلية الفلسطينية ( حركتا فتح وحماس) على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية غير أنه استبعد مشاركة حركته في أية حكومة يمكن أن تتمخض عن اتفاق بين فتح وحماس خلال الجولة السابعة للحوار الفلسطيني المزمع عقدها في القاهرة في الخامس والعشرين من شهر يوليو الجاري. وقال الحرازين في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت إن حركة الجهاد الإسلامي سوف تعيد النظر في مسألة رفضها المشاركة في العملية السياسية وأنها ستدرس المشاركة في الانتخابات المقبلة " إذا توصلت حركتا فتح وحماس إلي اتفاق بشأن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية". وأوضح أن الحركة تدرس المشاركة في الانتخابات المقبلة من منطلق المصلحة العامة ، ولم يدل بمزيد من التفاصيل عن موقفها الجديد من المشاركة السياسية. ولم يتسن على الفور الحصول على ردود فعل في هذا الشأن. ويعد موقف حركة الجهاد الإسلامي في إعادة النظر في موضوع مشاركتها في انتخابات فلسطينية قادمة تطورا نوعيا على مواقف الحركة التي ترفض المشاركة في الحياة السياسية تحت ظل الاحتلال. وتعتبر الجهاد الإسلامي أن الانتخابات جزء من عملية التسوية مع إسرائيل ، والمجلس التشريعي الفلسطيني انشأ بموجب اتفاق أوسلو الذي وقع في واشنطن عام 1995م، وكان يتكون من 88 عضواً (132 لاحقاً) ويحمل اسم "مجلس السلطة" وليس "المجلس التشريعي" كما أسمته السلطة لإبعاد شبهة أوسلو عنه وظلت التسمية دارجة إلى اليوم. ولذلك بررت الحركة مرارا عدم مشاركتها في الانتخابات بأن "المجلس التشريعي" هو نتاج أوسلو، ومحكوم بسقفه، بل هو أحد المؤسسات التي أنشأت وصممت لتنفيذ اتفاق أوسلو أو "الحكم الذاتي المحدود" كما وصفته القوى الفلسطينية التي رفضت الدخول في الانتخابات عام 1996م. وفي هذا السياق ، ترى الحركة أن المشاركة السياسية كجزء من "الديمقراطية" " يفترض أن تتم في دولة مستقلة ذات سيادة، ومجتمع قادر على إنتاج شروط حياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بحريّة كاملة. أما الانتخابات الفلسطينية فهي تجري في ظل احتلال يمارس أشرس أشكال القمع والإرهاب اليومي ضد الأرض والإنسان". وقاطعت حركة الجهاد الإسلامي الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فازت فيها حركة حماس بالأغلبية ووجهت انتقاداتها في حينها لحركة حماس لمشاركتها في تلك الانتخابات. "لن نشارك بالحكومة" وبينما صرح القيادي البارز في الجهاد الإسلامي الحرازين بأن الحركة تعيد النظر في مسألة المشاركة السياسية ، استبعد في تصريحاته ل"إسلام أون لاين.نت " انضمام حركته لأي حكومة يمكن أن تتمخض عن اتفاق بين حركتي فتح وحماس خلال الجولة السابعة للحوار الفلسطيني. وقال إن " الجهاد هي جزء من الواقع السياسي الفلسطيني ، لكن ذلك لا يعني أن المشاركة في أي حكومة مقبلة يمكن أن يفرزها أي اتفاق في الجولة السابعة للحوار الفلسطيني". وأوضح الحرازين أن الوفد الأمني المصري التقى قيادة حركة الجهاد الإسلامي في دمشق بزعامة رمضان شلح ، ولم يتسن لقيادة الحركة الاجتماع بأعضاء الوفد الأمني المصري في الضفة " نظرا للاعتقالات وحالة الملاحقة لعناصر الحركة في الضفة الغربية من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية". وذهب الوفد الأمني المصري، المكلف بمتابعة حوارات الفصائل الفلسطينية الجارية، إلى رام الله الخميس الماضي قادما من دمشق؛ لإجراء محادثات مع كبار المسئولين في الفصائل والسلطة الفلسطينية؛ تمهيدا للجولة السابعة والأخيرة من الحوارات. وفي هذا السياق قال الحرازين :" من خلال اجتماعنا الأخير مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة لمسنا من قيادة الحركة إشارات ايجابية لإمكانية نجاح الجولة السابعة من التوصل إلى اتفاق مصالحة فلسطينية". وهدد وفد حماس، المسيطرة على غزة منذ يونيو 2007، بعدم العودة إلى القاهرة للتوقيع على أي اتفاق مصالحة إذا لم تطلق الأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس كل معتقلي حماس في الضفة القدس رمضان شلح امين عام الجهاد الاسلامي