نواكشوط (رويترز)الفجرنيوز:أدلى الموريتانيون بأصواتهم يوم السبت في انتخابات تهدف الى اعطاء اشارة الى المانحين والمستثمرين بأن موريتانيا مستعدة للانضمام من جديد الى المجتمع الدولي بعد انقلاب عسكري وجهت له انتقادات كثيرة في أغسطس اب الماضي. واصطفت طوابير الناخبين خارج مراكز الاقتراع في العاصمة نواكشوط حيث حرص الناخبون على المشاركة في الانتخابات التي كانت في الاصل مقررة في السادس من يونيو حزيران وتم تأجيلها بغرض انهاء مقاطعة المعارضة لها التي كان من شأنها أن تضر بمصداقية الفائز. ويقول محللون ان قائد الانقلاب العسكري الجنرال محمد ولد عبد العزيز هو الاقرب للفوز بالانتخابات في الدولة الصحراوية المسلمة لكن البدائل مطروحة في اعلي ولد محمد فال والمعارض السابق أحمد ولد داده. وقال فال "هذه الانتخابات تمثل أهم تحد...حيث تختار بلادنا اما أن تخرج من الازمة وهي أزمة حرجة جدا وخطيرة جدا لبلدنا او ان تختار البقاء في هذه الازمة. "أعتقد أن بلادنا ستختار الخروج...وفي الخروج من الازمة تفاد لاضفاء الشرعية على الانقلاب." وقاد فال انقلابا عسكريا عام 2005 في حركة شعبية أطاحت بحقبة طويلة من الحكم العسكري ووضع الاساس لاول انتخابات ديمقراطية حرة عام 2007. ومن المرجح ان تؤدي وعود عبد العزيز بخفض اسعار المواد الغذائية والوقود الى جعله محببا للموريتانيين الذين يعيش 40 في المئة منهم تحت خط الفقر. وقال محمد حسين وهو عضو في جماعة من جماعات المجتمع المدني تراقب الانتخابات ان سكان موريتانيا يتحركون بسرعة وسعادة على ما يبدو من أجل الادلاء بأصواتهم. وأضاف أن كل شيء يمر بشكل طيب حتى الان مشيرا الى أن جماعته زارت نحو عشرة مراكز اقتراع. وقال مصدر بالشرطة ان الشرطة أصابت رجلا بالرصاص والقت القبض على رجلين اخرين في صدام مسلح خلال الليل في نفس المنطقة من نواكشوط التي قتل فيها مسلحون عامل اغاثة أمريكيا الشهر الماضي الا أن يوم السبت بدأ بداية هادئة. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "حاولت الشرطة دخول منزل وحدث تبادل لاطلاق النار." واوقف مانحون دوليون مثل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة برامج المساعدات احتجاجا على الانقلاب ولكن اجراء انتخابات حرة وشفافة سيكون خطوة في اتجاه استئناف التعاون وسيكون ايضا مثالا ايجابيا لبقية المنطقة حيث اصبحت الانقلابات العسكرية والازمات الدستورية احد ملامح الحياة السياسية خلال العام المنصرم. وقال عمر ديكو الذي يدير مقهى للانترنت في العاصمة "هذه الازمة استمرت عاما تقريبا ونتوق للتصويت الآن. انه السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة والعودة الى الحياة الطبيعية." وجعل عبد العزيز مكافحة الارهاب حجر زاوية في تبريره للسيطرة على السلطة متهما الرئيس سيدي محمد ولد شيخ عبد الله بالتراخي بشأن تنظيم القاعدة. وموريتانيا حليفة للغرب في مكافحة القاعدة رغم ان التهميش الدولي الذي بدأ بعد انقلاب اغسطس اب زاد عندما اغلقت السفارة الاسرائيلية في مارس اذار احتجاجا على غزو اسرائيل لغزة.