الجزائر:قام الفريق قائد صالح قائد أركان الجيش الجزائري أمس الأحد بزيارة عمل وتفقد مفاجئة إلى ولاية 'تيزي وزو' ( 120 كيلومترا شرق العاصمة) التي تعتبر واحدة من معاقل ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهي زيارة تأتي بعد يومين من اغتيال جماعة مسلحة عسكريين باللباس المدني في منطقة 'بني عيسى' بذات الولاية. واجتمع قائد أركان الجيش خلال هذه الزيارة التي دامت عدة ساعات بالقادة العسكريين عن الولاية، واطلع على تفاصيل الخطة الأمنية الموضوعة لمحاربة الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، علما بأن ولاية تيزي وزو تعتبر أحد أضلاع مثلث الموت، الذي يضم أيضا ولايتي 'بومرداس' (45 كيلومترا شرق العاصمة) والبويرة (150 كيلومترا شرق العاصمة). وعلمت 'القدس العربي' أن الفريق قايد صالح أعطى خلال هذه الزيارة إشارة انطلاق عمليات عسكرية واسعة، إذ ينتظر أن تعرف جبال منطقة القبائل عمليات تمشيط واسعة تصل إلى غاية حدود ولاية جيجل (450 كيلومترا شرق العاصمة) سيجند لها آلاف العسكريين، مؤكدا أن ساعة الحسم في المعركة ضد الإرهاب قد اقتربت. كما راجع قايد صالح خطة الانتشار الأمني في المنطقة، بما فيها مواقع الحواجز الأمنية، وكذا خريطة انتشار قوات الجيش في جبال تيزي وزو، في محاولة لتحديد مواقع الخلل بهدف إدخال تغييرات لإصلاحها مستقبلا. وذكرت مصادر مطلعة أن زيارة قايد صالح تدخل في إطار شرح مهام مركز العمليات الموحد لمكافحة الإرهاب، الذي أنشئ مؤخرا، علما بأن قائد الأركان يتولى شخصيا متابعة إطلاق المخطط الأمني الجديد للعمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية. وأشارت المصادر ذاتها الى أن ضرب معاقل ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يسهم في إضعاف قواه، ويشل حركته وقدرته على ارتكاب عمليات إرهابية داخل وخارج منطقة القبائل، علما بأن عمليات تمشيط واسعة مماثلة سبق وأن حققت نتائج إيجابية، وأسفرت عن مقتل قادة التنظيم. وينتظر أن يقوم الفريق قايد صالح بزيارات مماثلة إلى عدة ولايات خلال الأيام القادمة، وذلك بغرض الالتقاء مع قادة قيادات النواحي العسكرية وكذا المسؤولين عن مختلف القوات المسلحة، كما ستكون هذه الزيارات فرصة للاجتماع بقادة العمليات الذين صدرت قبل أيام قرارات تعيينهم، وذلك في إطار شرح خطة إعادة انتشار وحدات الجيش بالمناطق التي تشهد تحركا للجماعات المسلحة، وكذا التركيز على العمل الاستخباراتي السريع بهدف إسقاط رؤوس الجماعات المسلحة، وإجهاض العمليات الإرهابية قبل تنفيذها. وتأتي زيارة الفريق قايد صالح بعد أسابيع قليلة من الاجتماع الذي عقده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بوصفه وزيرا للدفاع مع قادة المؤسسة العسكرية بمقر وزارة الدفاع بمناسبة الاحتفالات بذكرى الاستقلال، إذ ألغى الرئيس في آخر لحظة خطابا كان سيلقيه بالمناسبة ليعقد اجتماعا مع القادة العسكريين. وحسب ما تسرب عن هذا اللقاء فإن الرئيس طلب الحصول على معلومات مفصلة عن الخطة المطبقة لمحاربة الجماعات الإرهابية، وكذا خريطة انتشار قوات الجيش والتنسيق القائم بينها وبين قوات الأمن الأخرى، كما ألح الرئيس بوتفليقة في كلامه على ضرورة الحسم في مواجهة الجماعات المسلحة. كمال زايت 'القدس العربي'