نواكشوط :خيم الذهول ابتداء من منتصف ليل السبت/الأحد، على مقرات حملات المرشحين أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير واعل ولد محمد فال، وكان النصيب الأكبر من الصدمة مخيماً على الجماهير المحتشدة أمام فندق الأميرة في حي لاس بلماس الراقي بنواكشوط، مقر حملة ولد داداه، في ما يشبه دقيقة صمت حداداً، لكنها لم تقتصر على الثواني الستين.ولم تتمالك خديجة المناضلة في حزب التكتل منذ عام 1991 دموعها تأثراً بالنتيجة التي وصفت في نواكشوط ب”الكارثية”، وقالت “هذا غير معقول.. كيف نهزم بهذه السهولة”. واصطف عشرات الشبان أمام المقر، متصدين لمسيرة بالسيارات ينظمها مناصرو الجنرال الفائز محمد ولد عبد العزيز، إلا أن رجال الشرطة منعوا أي احتكاك غير ودي بين الطرفين. وقبيل الصباح بساعتين دعي الصحافيون إلى مؤتمر مشترك بين أربعة من مرشحي الانتخابات في مقر الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية التي رشحت مسعود للرئاسة، دخل المرشحون الأربعة في اجتماع تواصل إلى ما بعيد صلاة الفجر، ليخرجوا ببيان مشترك استبقوا فيه النتائج النهائية برفضهم لما سموه “المسخرة”. وبمجرد الإعلان عن رفض النتائج انطلقت الزغاريد وكأنها تعيد للمناضلين بعض “ماء وجوههم”، الذي أريق. في ساعات الصباح الأولى كان السكون سيد الموقف أمام مقار المعارضة، وخلد المناضلون إلى الراحة في بيوتهم متابعين بقية النتائج عبر وسائل الإعلام أو مستسلمين للنوم بعد ليلة انتخابية طويلة. المعارضة رغم رفضها النتائج لم تستفق بعد من أجواء الصدمة، غير أنها لم تقدم بعد طعناً رسمياً في نتائج الاقتراع، ويجادل أنصار عزيز بأن العملية الانتخابية تدار مباشرة من طرف وزير ينتمي للمعارضة، ولإعلان أية نتيجة مهما كانت فإنه يتحتم أن تكون معتمدة من قبله. معارضون وجدوا ضالتهم في التحليلات التي تقدم أسباباً منطقية للهزيمة، بعضهم رآها نتيجة للتخاذل وعدم بذل الجهد المطلوب لخوض مثل هذا السباق، والاستناد إلى تقديرات غير دقيقة لموازين القوى، وتخطيط المعارضة للعبة بين الشوطين، في حين أن الجنرال عزيز لعب من أجل أن يكسب الشوط الأول. إلا أن منتمين للمعارضة اعتبروا أن كسب ولد عبد العزيز لتعاطف الطبقة الفقيرة عن طريق زيارات وتوزيع أراض ومواد غذائية والتعهد بإنجازات أخرى كان الحصان الأسود الذي حمل الجنرال إلى القصر الرمادي في نواكشوط من الشوط الأول. جلد الذات كان حاضراً في أحاديث المعارضة أمام المقار الانتخابية، حيث اعتبر بعضهم أن الجنرال كان يخوض حملة منذ استيلائه على السلطة، في حين كانت المعارضة غارقة في المعركة ضد الانقلاب. ومهما يكن فإن أجواء ما يمكن أن يطلق عليه “حدادا” تخيم على المعارضة الموريتانية بعد النتائج المتواضعة التي حققتها في اقتراع السبت، والتي جاءت مخالفة لتوقعات غالبية المراقبين.