مدريد: خطفت أنفلونزا الخنازير الضحية الخامسة في اسبانيا وهو مواطن جزائري كان يعاني من مرض مزمن، فمن أصل الضحايا القتلى الخمس في هذا البلد الأوروبي ثلاثة هم من المهاجرين، الأمر الذي يجعل هذه الشريحة الأكثر عرضة لهذه العدوى.والضحية الخامسة لمرض أنفلونزا الخنازير هو جزائري توفي الاثنين الماضي، لكن السلطات الطبية لم تكن تعلم إلا بعد تشريح الجثة وظهور النتيجة بشكل رسمي أول أمس السبت. فالضحية كان يقيم في منطقة أليكانتي شرق اسبانيا وكان يعاني من القصور الكلوي، وأصيب بنزلة برد حادة وجرى نقله يوم الاثنين الماضي الى المستشفى لتلقي العلاجات بعد تردي وضعه الصحي، إلا أنه توفي في سيارة الاسعاف. وكان الأطباء يعتقدون أنه توفي جراء مضاعفات مرض القصور الكلوي، لكن تبين بعد قرار التشريح الذي طالب به القضاء بدا أن أنفلونزا الخنازير هي المسؤولة عن وفاته وليس مرض آخر. وحصدت هذه العدوى حتى الآن خمسة ضحايا، مواطنين اثنين من اسبانيا وثلاثة مهاجرين، مغربية ونيجيرية ثم الجزائري. وتعرب السلطات الطبية عن قلقها الكبير، إذ في حالات المهاجرين الثلاث لم يتم نهائيا رصد العدوى في البدء، وهذا يجعل هذه الشريحة الأكثر عرضة للخطر. يذكر أن أغلبية المهاجرين لا يقصدون المستشفيات ويفضلون البقاء في البيت وأن الكثير من المهاجرين هم في وضع سري ويتجنبون الذهاب الى المؤسسات العمومية ومن ضمنها المستشفيات، الأمر الذي يجعل الوضع خطيرا للغاية. وتحذّر بعض الجمعيات العاملة في مجال الهجرة أن فصل الخريف قد يشهد موجة خطيرة من هذه العدوى وأن الحكومة الإسبانية عبر الجهات المختصة يجب أن تقوم بحملة إعلامية منذ الآن في صفوف المهاجرين وبمختلف اللغات لتفادي الأسوأ وأن تطالب الشرطة بعدم ملاحقة المهاجرين السريين الذين يقصدون المستشفيات. ويوجد حاليا في اسبانيا قرابة 1600 حالة من المرضى بعدوى أنفلونزا الخنازير 17 منها في حالة خطيرة، ولا تستبعد اسبانيا أن يسجل فصل الخريف ارتفاعا مهولا لهذه الدعوى بل لا تستبعد أن يصل عدد القتلى إلى ثمانية آلاف. ونظرا لانتشار هذه العدوى بصورة سريعة للغاية، فجل المستشفيات في اسبانيا تتوفر على أقسام خاصة لمعالجة أنفلونزا الخنازير. من جهة اخرى أعلنت وزارة الصحة الجزائرية أن بلادها بدأت في وضع شبكة للمراقبة الوبائية في كامل البلاد للتأكد من عدم وجود أية بؤرة لمرض أنفلونزا الخنازير، الذي يسببه الفيروس 'أتش 1 أن 1'. وقال المستشار الإعلامي في وزارة الصحة الجزائرية سليم بلقسام 'إنه تم نصب أجهزة للمراقبة الحرارية في مختلف الموانئ والمطارات الدولية يصل عددها إلى ستين جهازا لمراقبة كل المعابر الحدودية سواء كانت جوية أو بحرية أو برية'. وأكد أن الحكومة 'وفرت كل الموارد المالية والتنظيمية خاصة وسائل العلاج والوقاية للتصدي لأي طارئ'. يشار إلى أن وزارة الصحة أعلنت الخميس الماضي عن تسجيل خمس حالات إصابة جديدة بأنفلونزا الخنازير في البلاد، ليبلغ العدد الإجمالي 14 مصابا معظمهم قدموا من خارج البلاد. القدس العربي حسين مجدوبي