بالثقافة والفن والرياضة والجامعة...التطبيع... استعمار ناعم    أبو عبيدة يتحدّى بالصورة والصوت    حركة النهضة تصدر بيان هام..    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تراجع الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    منوبة.. الإطاحة بمجرم خطير حَوّلَ وجهة انثى بالقوة    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    وزارة الداخلية تشرع في استغلال مقر جديد متطور للأرشيف    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    القبض على 24 منفّذ "براكاج" بالأسلحة البيضاء روّعوا أهالي هذه المنطقة    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    السجن ضد هذه الإعلامية العربية بتهمة "التحريض على الفجور"    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    كرة اليد: الترجي في نهائي بطولة افريقيا للاندية الحائزة على الكؤوس    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    كاردوزو: سنبذل قصارى جهدنا من أجل بلوغ النهائي القاري ومواصلة إسعاد جماهيرنا    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    وفد "مولودية بوسالم" يعود إلى تونس .. ووزير الشباب والرياضة يكرم الفريق    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    جندوبة: 32 مدرسة تشارك في التصفيات الجهوية لمسابقة تحدي القراءة العربي    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    روح الجنوب: إلى الذين لم يبق لهم من عروبتهم سوى عمائمهم والعباءات    لعبة الإبداع والإبتكار في رواية (العاهر)/ج2    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    أنس جابر تستهل اليوم المشوار في بطولة مدريد للماسترز    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة: هذا ما تقرر في حق الموقوفين..#خبر_عاجل    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    عاجل : دائرة الاتّهام في قضايا الفساد المالي ترفض الافراج عن وليد جلاد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 25 أفريل 2024    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    هام/ بشرى سارة للمواطنين..    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    وزارة الصناعة تكشف عن كلفة انجاز مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد مشعل: لن نسكت على احتكار «فتح» منظمة التحرير
نشر في الفجر نيوز يوم 08 - 02 - 2008


نحن الرقم واحد في الساحة الفلسطينية
خالد مشعل : لا "لإسرائيل" في معبر رفح

حوار­ أيمن عبد الملاك
إنه رجل الساعة منذ كسرت غزة الحصار واستعادت المبادرة في الحوار لاعادة تنظيم معبر رفح. اللقاء معه غوص مباشر في القضية الاكثر سخونة على مستوى المنطقة. كيف يفكر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس», ما هي رؤيته للحل في المعابر, كيف يرى العودة الى الوصل مع «فتح», هل يتوقع فراغاً على الطريقة اللبنانية في سدة الرئاسة الفلسطينية, هل يمكن ان يوافق على انتخابات مبكرة, ثم كيف ينظر الى تجربة «حماس» في الحكم, وما هي مآخذه على «النظام العربي»؟
هذه الاسئلة هي عناوين هذا اللقاء, ولعل ابرز ما فيه قوله: اتفاق المعابر سقط ونريد معبر رفح مصرياً خالصاً, ونستغرب كيف يضع محمود عباس شروطا تعجيزية للحوار مع شعبه ويسمح لنفسه بمحاورة اولمرت وباراك من دون شروط.
ما هي رؤية «حماس», كما عرضتها في القاهرة, لتنظيم المعابر؟
­ لا بد في البداية من تقديم الشكر للاخوة المصريين والرئيس مبارك على فتح المعبر والتخفيف عن شعبنا في قطاع غزة, كما أننا ممتنون للشارع المصري والعربي الذي عبر عن رفضه للممارسات الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني, ونحن في «حماس» واقعيون للغاية وندرك حجم الضغط الذي يتعرض له الموقف الرسمي المصري, ولنا موقف واضح من قضية المعابر منذ توقيع اتفاقية المعابر في تشرين الثاني نوفمبر من العام 2005. قلنا وقتها وما زلنا نقول إن هذه الاتفاقية تساعد إسرائيل على حصار شعبنا في قطاع غزة وتحويله الى سجن كبير. والآن هذه الاتفاقية ليس لها وجود لأن نصوصها تقول إن عمرها عام واحد فقط ويتم تجديدها بموافقة الطرفين, وعلى الرغم من مرور عامين لم يتم تجديدها وبالتالي انتهت قانونيا وليس لها وجود منذ تشرين الثاني نوفمبر العام 2006, ومن هنا ليس من المنطقي أن يتمسك الاخوة في السلطة الفلسطينية باتفاقية انتهت مفاعيلها تماما, ونحن نطالب بأن يكون معبر رفح معبرا مصريا خالصا, و«حماس» تريد دورا مهماً لمصر في معبر رفح بحيث يتم الحفاظ على الامن القومي المصري, وكي لا يتكرر الاحراج الذي وقعت فيه نتيجة المأساة الانسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة بعد ان حولت إسرائيل القطاع الى سجن كبير. لذلك نحن نريد اتفاقية تخدم الشعب الفلسطيني ولا تكرر ما حدث من مآس إنسانية للاطفال والمرضى, وقد طرحنا على الاخوة المصريين فكرة أن تتم إدارة المعبر بشكل مشترك مع السلطة, وعرضنا الاستعانة ببعض العناصر التي لها خبرة في المعابر والجوازات للافادة من خبرتهم في تسيير المعبر شرط أن لا يكون لاسرائيل أي دور. كما طرحنا على الاخوة المصريين رغبتنا في أن تكون على الاراضي الفلسطينية سلطة واحدة وشعب واحد, لان الشرعية لا تتجزأ, فكما ان الرئيس محمود عباس منتخب, نحن أيضا في «حماس» منتخبون من قبل الشعب في المجلس التشريعي, وهنا لا بد من تأكيد شرعية الرئاسة وشرعية المجلس التشريعي الفلسطيني, وقد قلنا للاخوة المصريين لا مانع لدى «حماس» من بناء الاجهزة الامنية الفلسطينية على اسس وطنية وعبر وسيط عربي مثل مصر.
هناك من قال إن «حماس» تقف وراء تفجير السور الحديد بين مصر ورفح الفلسطينية وإن قرار نسف السور جاء بتنظيم وإعداد من جانب «حماس»؟
­ هذا الامر غير صحيح على الاطلاق, وأنا على اتصال دائم مع المسؤولين المصريين وقد أكدت لهم منذ اللحظة الاولى لفتح المعبر أن ما تم على المعبر لم يكن بقرار تنظيمي سواء من «حماس» أو غيرها, لكنه جاء نتيجة الضغط الشعبي الكبير ونتيجة للحصار الذي استمر أكثر من 8 اشهر, ونفاد المواد التموينية والغذائية من القطاع تماما وعجز المستشفيات عن تقديم الخدمات الطبية نتيجة الحصار الظالم على شعبنا, وعقابه على خياره الديمقراطي وانتخاب «حماس». ضروري أن يعلم الجميع أن شعبنا في غزة شعب مسلح نتيجة وقوعه تحت الاحتلال, وبالتالي ما حدث عند معبر رفح رد فعل طبيعي. وأنا قلت للوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية في أول اتصال بعد أحداث رفح, وأكدت له هذا في محادثاتي معه في القاهرة, ان غضب الفلسطينيين موجه ضد إسرائيل وليس ضد مصر, لان المتنفس الوحيد لشعبنا كان مصر. قلت له بالحرف الواحد إننا نوجه قلوبنا وعقولنا نحو مصر بينما نوجه غضبنا نحو إسرائيل, وأكدت له أن قرار مصر ترك المعبر مفتوحا خلال الفترة الماضية كان قراراً حكيماً يلقى كل الشكر والامتنان من شعبنا, ونحن ضد الاشتباك مع الجنود والضباط المصريين لانهم إخوة لنا. والحقيقة اننا نقف مع مصر ضد الضغوط التي تمارس عليها, سواء من الولايات المتحدة أم اسرائيل, وكنت أقول لجميع القادة العرب بضرورة مساندة مصر والوقوف الى جوارها وتشجيعها على قرارها الرائع في معبر رفح, وأنا أعلم تماما ان الكبير يتعرض لضغط أكبر وندرك حجم المسؤوليات والتحديات التي تواجهها مصر. لكل ذلك أنا أقول نحن مع مصر التي فتحت أبوابها وقلوبها لنا, لان الولايات المتحدة والصهيونية العالمية لديها ملفات جاهزة للضغط على الدول العربية, مثل ملف الاقليات وحقوق الانسان وغيرها, واذا حاولت إحدى الدول العربية التمرد على الموقف الاميركي فان هذه السيوف والملفات جاهزة تماما للضغط عليها, ونحن لا نريد أن نكلف أمتنا العربية فوق ما تستطيع لكن أقول بمنتهى الصراحة أن الشعب الفلسطيني لا يصدق أن الامة العربية لا تستطيع فك الحصار, لان الدول العربية تحيط بفلسطين من كل جانب, لذلك هي تستطيع أن تكسر الحصار, والحقيقة ان مطالبتنا لامتنا العربية بفك الحصار ناتج من ثقتنا بعالمنا العربي وليس من أي شيء آخر. نحن جزء أصيل من العالم العربي, وشعب غزة ينتظر الكثير من أمته العربية.
كيف تنظر الى بعض التصرفات التي صدرت من جانب بعض سكان غزة الذين أصابوا بعض الجنود والضباط المصريين؟
­ هذه تصرفات فردية وشخصية ولا تعبر عن مشاعر الشعب الفلسطيني الذي يحمل مشاعر الحب والتقدير لشعب مصر وقيادتها, ونحن ننظر الى مصر باعتبارها الاخ الاكبر وعليها واجب الجوار عندما تضيق بنا الامور كما حدث في موضوع الحصار الاسرائيلي. وفي الوقت نفسه علينا واجب هو احترام مصر وحدودها وأمنها القومي, وهذه التصرفات يمكن أن تحدث بين الاخوة المصريين أنفسهم. وقد أعجبتني جدا كل التعليقات من الاخوة المصريين الذين رحبوا بإخوانهم من غزة, وأنا قلت منذ بداية أزمة رفح أن غضبنا وصواريخنا موجهة نحو إسرائيل, أما قلوبنا وعقولنا ومحبتنا فموجهة نحو مصر, ونحن حرصاء على أمن مصر حرصنا على الامن الفلسطيني.
البعض يتهم «حماس» بأنها تستغل أزمة أبناء غزة سياسيا كما قال الرئيس محمود عباس, هل كسبت القضية الفلسطينية بالتعاطف الشعبي عربيا ودوليا مع سكان غزة؟
­ «حماس» أول ما يهمها هو التخفيف عن شعبنا ونحن قلنا للاخوة المصريين أننا مع أي اتفاق يخفف المعاناة شرط عدم وجود إسرائيل في هذا الاتفاق, لان إسرائيل هي من يحاصر شعبنا وهي تستغل اتفاقية المعابر التي تم توقيعها من جانب السلطة في غفلة من شعبنا, أما بشأن افادة القضية الفلسطينية من التعاطف العربي والدولي فأنا أعتقد أن إسرائيل هي التي حوصرت أكثر مما حوصرت غزة, لان إسرائيل حوصرت بغضب شعبنا وغضب جماهير أمتنا, وغضب الأحرار في العالم. إسرائيل الآن تريد أن تجهض الشارع العربي والشارع الإسلامي, وتريد كذلك أن تمتص الضغط الدولي الذي لم يجد بدا من أن يقول «لا» لحصار غزة. حتى لو أدخلت كل كميات الوقود والغاز وكميات الكهرباء إلى قطاع غزة, فهذا ليس هو الهدف من المعركة التي لم تنته بعد, نحن لا ننخدع بدخول الغذاء والدواء, نريد كسر الحصار تماما كي يستطيع شعبنا الفلسطيني أن يعيش بكرامة مثل باقي شعوب الارض.
هناك من يقول ان المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي عقد في دمشق وشاركت فيه فصائل وشخصيات فلسطينية كثيرة الهدف منه تكوين منظمة تحرير فلسطينية موازية لمنظمة التحرير الحالية التي تعتقد «حماس» أنها لا تمثل كل الشعب الفلسطيني؟
­ «حماس» لا تسعى الى ذلك والبيان الصادر عن المؤتمر لم يتحدث عن منظمة تحرير موازية, بل تحدث عن ضرورة توحيد الصفوف الفلسطينية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي. نحن ندعو الى الديمقراطية الكاملة في منظمة التحرير الفلسطينية لان السلطة الفلسطينية لا تعبر الا عن الشعب الفلسطيني في الداخل أي في الضفة والقطاع, لكن بالنسبة الى الفلسطينيين في الخارج الذين يزيد عددهم عن ستة ملايين لا بد من أن يتم تمثيلهم في منظمة التحرير الفلسطينية, كما ان هناك فصائل لها تمثيل واسع في الشارع الفلسطيني مثل «حماس» والجهاد ولا وجود لها في منظمة التحرير الفلسطينية. و«حماس» لا تسعى الى تعميق الخلافات مع «فتح» بل تريد بناء منظمة تحرير قوية لمواجهة التوافق الاميركي­ الاسرائيلي للقضاء على منظمة التحرير. وعندما يتحدث الرئيس بوش عن تعويضات مقابل إلغاء حق العودة فإنه يعني ضمن ما يعني القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية والابقاء فقط على السلطة. والحقيقة أن القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية يساعد على إنجاح المفهوم الاميركي بالقضاء على حق العودة. وللاسف الشديد فإن الفريق الآخر في رام الله يستغل منظمة التحرير الحالية للتغطية على مواقفه. هم يستدعون أجهزة منطمة التحرير الفلسطينية لتحقيق أغراض سياسية. يتحدثون مثلا عن قرارات المجلس الوطني الفلسطيني على الرغم من أن أعضاءه لم ينتخبوا منذ 14 عاما, بل وهناك أعضاء رحلوا عن الحياة. لكل ذلك المشكلة ليست عندنا, هم يعتقدون أن هذه الافعال سوف تجعل الشعب الفلسطيني مشتتاً, لكن أنا أقولها بصراحة, الشعب الفلسطيني قادر على التمييز ومعالجة الامر بحكمة, ونحن لسنا عاجزين عن القيام بخطوة ما, فالرئيس الشهيد ياسر عرفات حاول احتواء «حماس» منذ 17 عاما عن طريق دعوتها الى الدخول الشكلي الى منظمة التحرير الفلسطينية, وأنا كنت أتصل كثيرا بالاخ أبو عمار, وكنت أقول له لا بد أن نستغل الاجماع الفلسطيني خلال الانتفاضة لتطوير منظمة التحرير, وكان لنا موقف وما زال بضرورة أن يكون دخول منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الانتخابات والوجود في الشارع. قلنا وقتها إذا كانت السلطة الفلسطينية ترفض الانتخابات فيمكن أن يكون دخول الفصائل بنسب محددة في المنظمة, وهذا حق طبيعي لنا وللاخوة الآخرين خارج المنظمة. نعم نحن نطرح الدخول على أساس الانتخابات كأولوية, وإذا تعذر هذا الامر يمكن أن تكون هناك نسبة محددة, وهذه الافكار كانت مطروحة منذ العام 2002­ 2003, وفي آذار مارس من العام 2005 توافقت جميع الفصائل على ضرورة تطوير منظمة التحرير الفلسطينية, ومنذ ذلك الحين لم يحدث أي تقدم. وما يحدث الآن يؤكد عدم وجود رغبة حقيقية لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية, وإصرار الفريق الممسك بالمنظمة على عدم فتح هذا الملف, وقد تزايد الاصرار على استمرار الوضع الحالي بالنسبة الى المنظمة بعد فوز «حماس» في الانتخابات التشريعية, لان الفريق الآخر يخشى أن يفقد نفوذه في المنظمة, كما فقده في المجلس التشريعي الفلسطيني, وكأن المنظمة أداة في يد هذ الفريق وليست مرجعية للشعب الفلسطيني. وبصراحة معظم النظام العربي الرسمي, وليس كله, غير متحمس لبناء منظمة التحرير, خصوصا وان الولايات المتحدة تضع «فيتو» على بناء منظمة التحرير الفلسطينية, وهذا يمثل غياباً للمرجعية الفلسطينية, ونحن لن نظل عاجزين أمام إصرار سلطة رام الله على تعجيز المنظمة واستغلالها للتأييد الاميركي والصهيوني وبعض الانظمة الرسمية العربية, وهم يلعبون على عامل الزمن لكنني متأكد من أن الزمن لن يخدمهم.
البعض يخشى أن يحدث فراغ رئاسي فلسطيني على غرار الفراغ الرئاسي في لبنان إذا استمر الخلاف الحالي بين «فتح» و«حماس» لعام آخر, وهي الفترة المتبقية للرئيس محمود عباس في الرئاسة؟
­ الاخوة في سلطة رام الله يقولون إن الرئيس يمكن أن يستمر بموجب رئاسته لمنظمة التحرير, وللاسف ان كل هذه التداعيات هي نتيجة خيط رفيع تعمدته اتفاقية أوسلو لتحجيم وإضعاف القضية الفلسطينية. هذه الاتفاقية هي التي فرضت على الرئيس عرفات أن يؤسس لمنصب رئيس الوزراء, وهذا خلط للاوليات, فهذه الاتفاقية تضع السلطة والحكم الذاتي أولا وليس التحرير الكامل للاراضي الفلسطينية. بالطبع نحن لسنا عاجزين لكن لا نريد صب الزيت على النار وندرك أن الاوضاع معقدة تماما, ونريد الحوار والتفاهم ونراهن على الحراك الشعبي والفصائلي, والحقيقة أن الحالة الفلسطينية لا يمكن أن تقصي احداً, فالسلطة يجب ان تكون للجميع كما أن منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تكون للجميع.
هناك بعض الاوروبيين الذين قالوا ان «حماس» لديها رؤية براغماتية للحل ما هي هذه الرؤية؟
­ الحقيقة أن هناك اعجابا اوروبيا ب«حماس» لانها صادقة في ما تقوله وتطرحه. في وقت من الاوقات كانت لنا لقاءات مع بعض نواب البرلمان في دول الاتحاد الاوروبي, وهؤلاء موافقون على رؤية «حماس» للحل والتي تقوم على الاتفاق على هدنة طويلة مع الكيان الصهيوني مقابل قيام دولة فلسطينية على حدود 5 حزيران يونيو 1967, وهم يتساءلون عن سبب الرفض الاسرائيلي لهذا المقترح ويعتبرونه توجها واقعيا. نرفض الاعتراف بإسرائيل ونريد إقامة دولة فلسطينية من رأس الناقورة شمالا الى رفح جنوبا ومن البحر المتوسط غربا وحتى نهر الاردن شرقا, ونحن نقبل بدولة على حدود 5 حزيران يونيو 1967 مقابل الهدنة فقط, ونعطي الاجيال المقبلة من الشعب الفلسطيني الفرصة لتحرير باقي الاراضي الفلسطينية المحتلة.
عامان مرا على فوز «حماس» في الانتخابات التشريعية, وقد احتفلت «حماس» اخيرا بمرور 20 عاما على تأسيسها, كيف ترى مسيرة «حماس» بعد هذه السنين العشرين؟
­ «حماس» بعد عشرين عاما من انطلاقها أكثر قوة وتمسكا بالثوابت الفلسطينية, وأكثر تعبيرا عن مطالب الشعب الفلسطيني, وهو ما تمثل في الفوز الكبير ل«حماس» في الانتخابات التشريعية الاخيرة. و«حماس» حققت كل هذا من خلال الشهداء والتضحيات الضخمة, واستطاعت أن تعيد إبراز القضية الفلسطينية للعالم وذلك بتكريس المقاومة, كما استطاعت أن تعيد القضية الفلسطينية إلى أحضان الأمة العربية والإسلامية باعتبارها القضية المركزية بالنسبة الى العرب والمسلمين. وأنا أعتقد أن نجاح «حماس» في طرد الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة على الرغم من سيطرته على الجو والبحر في غزة من أبرز الانجازات, ويكفي أن شارون نفسة تمنى أن يبتلع البحر قطاع غزة وهذا يؤكد مدى قدرة المقاومة ان تحقق الكثير. يضاف الى كل ذلك أنه على الرغم من كل الضغوط وإغتيال كوادر وقيادات «حماس», فإن الحركة لم تعترف بإسرائيل ولم تعترف بمطالب الرباعية الدولية, وتمسكنا بالثوابت كان له أثر كبير في وقف مخططات التطبيع التي انطلقت عقب أوسلو.
هناك من يعلق الانقسام الفلسطيني الداخلي على دخول «حماس» حلبة العمل السياسي, وهناك بعض القيادات الفلسطينية مثل فاروق القدومي تعتبر دخول «حماس» حلبة السياسة خطأ كبيراً, هل تتفق مع هذه الاجتهادات؟
­ لا بد من أن يعلم الجميع أن «حماس» لم تهدف الى السلطة من خلال دخولها العمل السياسي. كان هدفها هو المواطن الفلسطيني الذي كان يعاني الفساد الكبير في السلطة, وكان الهدف الاول حماية المقاومة وأن تكون المقاومة المشروع الذي يعمل الجميع من أجله. وتمكنت الحركة بالفعل من إحداث نقلة نوعية في ميدان العمل السياسي الفلسطيني, وأنا أعتقد أن مشاركة «حماس» في الانتخابات التشريعية كان قراراً صائبا لانه كشف مدى شعبية «حماس» في الشارع الفلسطيني, وأكبر دليل على أننا لسنا طلاب سلطة انه عندما فازت «حماس» في الانتخابات التشريعية طالبنا جميع القوى السياسية وعلى رأسها فتح أن تشاركنا في تشكيل الحكومة, وعندما رفضوا شكلنا الحكومة العاشرة, وحتى عندما رفض الاخوة في رام الله الاعتراف بالنتائج الجديدة على الارض وخلقوا المشاكل الكثيرة أمام عمل الحكومة العاشرة تنازلت «حماس» عن عدد كبير من المناصب الوزارية لفتح في حكومة الوحدة الوطنية, وباقي الفصائل الفلسطينية شاهدة على مرونة «حماس» من خلال الاتفاق على وثيقة الوفاق الوطني. وقبل دخول «حماس» الانتخابات التشريعية تم تعديل النظام الأساسي, وتم تعديل قواعد المشاركة في الانتخابات. ولذلك «حماس» طرحت برنامجها الانتخابي تحت عنوان التغيير والإصلاح, علما أنه في انتخابات العام 1996, لم يكن يسمح لأي مرشح بأن يتبنى في برنامجه الانتخابي خيار المقاومة, لكن في العام 2006 «حماس» دخلت الانتخابات تحت سقف النظام الأساسي الفلسطيني. الآن يقولون إن النظام الأساسي وليد أوسلو, صحيح أن نظام أوسلو لا تزال له تبعات على الأرض, لكن أتحدث الآن عن قرار «حماس» دخول الانتخابات, فهي دخلت تحت سقف النظام الأساسي الفلسطيني وعلى أساس برنامجها المقاوم والإصلاحي غير المرتبط بأوسلو, وعلى هذا الأساس صوت شعبنا الى جانبنا في تلك الانتخابات.
ما هي رؤية «حماس» لحل الخلافات مع «فتح»؟
­ لا شروط لنا للحوار مع الاخوة في فتح, نحن نعتقد أن الحالة الفلسطينية حالة خاصة و لا يمكن لفريق أن يقصي فريقا آخر من الساحة الفلسطينية. قلنا للاخ الرئيس عبر مواقع كثيرة اننا مستعدون للحوار, والحقيقة اننا نندهش كثيرا من الشروط الكثيرة التي يضعها الرئيس محمود عباس للحوار مع أبناء شعبه في حين يتحدث مع زعماء الكيان الصهيوني مثل أولمرت وباراك وليفني من دون شروط. والحقيقة أن «حماس» هي من يجب أن يضع شروطا للحوار مع الفريق الآخر. فكان يمكن أن نشترط مثلا أن يكون الحوار في ضوء الدستور الفلسطيني أو يكون في ظل الشرعيات الفلسطينية وهي شرعية الرئيس وشرعية المجلس التشريعي الذي تسيطر علية «حماس», لكن مع ذلك قلنا نحن نريد حوارا من دون شروط مسبقة حرصا من «حماس» على الدم الفلسطيني وعلى الوحدة الداخلية وعلى قضيتنا الوطنية. نريد الحوار الذي يحفظ حقوقنا, ويحافظ على المقاومة. نحن جاهزون لنتحاور في ضوء المعايير الوطنية الفلسطينية وليس وفق شروط الرباعية أو الشروط الإسرائيلية ­الاميركية, لكننا كنا نؤكد على الدوام أن الشراكة المؤسسة على التوافق هي الحل للانقسام الفلسطيني, وقد سعينا منذ اليوم الأول لفوزنا لتشكيل حكومة وحدة وطنية, ونحن نعتبر اتفاقية مكة اعترافا من قبل حركة فتح بنتائج الانتخابات التشريعية, وإقرارا بأن «حماس» هي الرقم واحد في الساحة الفلسطينية,و بالتالي يجب أن يعلم أبو مازن أن «حماس» هي محور للشراكة. قلنا ل«فتح» منذ مدة طويلة تعالوا لنتفق على كيفية إدارة الصراع, وأعتقد أن برنامج الوفاق الوطني هو لتنظيم هذه المعضلة الضخمة التي وجدت في الساحة الفلسطينية بسبب برنامج التسوية.
من ضمن استعدادكم للحوار هل يمكن أن توافقوا على الانتخابات المبكرة؟
­ جميع الملفات والقضايا قابلة للنقاش على طاولة الملفات, لكن كيف يمكن أن تجري انتخابات في ظل الوضع الراهن؟ كيف تجري الانتخابات في ظل وجود حكومتين في غزة وفي الضفة الغربية؟ كيف ستنظم الانتخابات في ظل هذا الانقسام, من الذي سيشرف على الانتخابات؟ هل ستشرف «حماس» على انتخابات غزة بينما تشرف فتح على انتخابات الضفة؟ الأمر الآخر أن الانتخابات المبكرة كلام غير واقعي في الوقت الراهن, لأن هناك الانتخابات الرئاسية في العام المقبل, والرئيس في نهاية مدة سلطته.
ما حقيقة سعي «حماس» الى التهدئة مع إسرائيل, وهناك وزير فلسطيني قال ان البعض شاهد لقاء بين عناصر من «حماس» وإسرائيل قرب معبر إيريز؟
­ هذا الكلام عار تماما من الصحة, و«حماس» لم تسع في يوم من الايام للاتصال مع إسرائيل أو طلب الهدنة, ومن يقولوا ذلك يريدوا التشويش على الحركة ونضالها, ويريدوا المزايدة على مواقف الحركة التي تتمسك بالثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها المقاومة. وهؤلاء يقولون إن «حماس» تريد التهدئة للحفاظ على رؤوس قادتها, ولكل هؤلاء أحيل عليهم ما حدث مع الاخ محمود الزهار الذي قدم ابنه الثاني شهيدا في سبيل الله والقضية الفلسطينية. «حماس» هي التي قدمت الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والكثيرين وبالتالي ليست «حماس» هي التي تستجدي الهدنة من إسرائيل. والمعروف أن «حماس» وافقت مرتين على الهدنة مع العدو, وفي المرتين كانتا بطلب من الرئيس محمود عباس. المرة الاولى عندما كان رئيسا للوزراء في العام 2003, والمرة الثانية بعد توليه رئاسة السلطة الفلسطينية في العام 2005. ونحن يوميا نقدم التضحيات والشهداء والمقاومة خيارنا الاول وليس التهدئة لاننا نعلم تماما أن إسرائيل خرجت من قطاع غزة بسبب المقاومة وليس بسبب التهدئة أو المفاوضات والرئيس أبو مازن هو الذي يدعو الى التهدئة ويصف صواريخ المقاومة بأنها عبثية.
هناك من ينتقد تجربة «حماس» في الحكم في قطاع غزة والتضييق على نشطاء فتح السياسيين؟
­ هذه معلومات غير دقيقة تماما, لان هناك جهات تريد أن تقول ان نهج «حماس» يقصي الآخرين. الحقيقة أن «حماس» لم تفكر في ذلك مطلقا, وهذا ليس نهجها بدليل أنها بعد الفوز في الانتخابات التشريعية دعت جميع الفصائل الفلسطينية للمشاركة في تشكيل الحكومة. والآن لحركة «فتح» في قطاع غزة كامل الحرية في ممارسة نشاطاتها, ومكاتبها مفتوحة ومؤسساتها تعمل, وزعماؤها يعقدون المؤتمرات الصحفية, ويمارسون عملهم بحرية, بينما جميع مكاتب «حماس» أو المقربة من «حماس» أو المؤيدة ل«حماس» مغلقة في الضفة الغربية بقرار من فريق رام الله, وقادة وعناصر «حماس» ملاحقون ومستهدفون من قبل الأجهزة الأمنية. نحن لم نتعامل مع حركة فتح في قطاع غزة كما جرى ويجري التعامل معنا في الضفة الغربية, كما لا يوجد أي معتقل في قطاع غزة على خلفية انتمائه السياسي أو لعمله في المقاومة, وإن كان هناك من سجناء, فهم معتقلون على خلفيات جنائية, ونحن كنا وما زلنا نطالب المؤسسات الحقوقية بما فيها المقربة من حركة فتح بزيارة السجون في قطاع غزة للتأكد من ذلك.
هناك من يقول ان الدول العربية تتوجس من «حماس» بعد السيطرة على قطاع غزة؟
­ بالتأكيد الدول العربية لا تريد الانقسام في الساحة الفلسطينية, وكانت تتمنى مثلنا أن لا يحدث الحسم العسكري, لكننا أوضحنا للجميع أن الحسم العسكري كان اضطرارا وليس خيارا, والآن هناك تفهم لدى غالبية الدول العربية لموضوع الحسم العسكري, وهم مقتنعون بأن «حماس» حريصة على الوحدة الوطنية, وأن ما جرى في غزة إنما كان أمراً اجباريا. وبالفعل أبدى العديد من القادة العرب استعدادهم للتدخل من أجل رأب الصدع في الساحة الفلسطينية, وأذكر هنا الرئيس اليمني والرئيس السوداني ووزير الخارجية السعودي ووزير الخارجية السوري وغيرهم من قادة الدول العربية, إضافة الى امين عام جامعة الدول العربية وأمين عام المؤتمر الإسلامي وعدد من أمناء الهيئات والمؤسسات في العالمين العربي والإسلامي. ونحن من جانبنا نرحب بكل مبادرة من إخوتنا العرب, وقد أعلنا على الدوام استعدادنا لبذل الجهود من أجل إنجاح تلك المبادرات, لكن الطرف الآخر هو الذي يعرقل تلك التحركات لأنه ربما يعتقد بأن حالة الانقسام تتيح له مجالا للتوغل أكثر من مغامراته السياسية والتفاوضية مع الاحتلال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.