تونس / صفاقس 05 أوت 2009 معز الباي الفجرنيوز :يحيي الشعب التونسي ذكرى 5 أوت المجيدة التي دفع فيها التونسيّون دماءهم ثمن الكرامة والحرّيّة، يحيها الشعب في ظلّ وضع يتّسم بانغلاق الحكم والاستبداد وكتمان كلّ الأصوات المنادية بترشّد الشعب التونسي وبحقه في الديمقراطيّة والحرّيّة والانعتاق من نير الفساد والظلم والقهر، وبضرورة مواجهة الواقع الحقيقي للبلاد بعيدا عن المغالطات الرسميّة التي تمارسها السلطة وأبواق دعايتها، والتي اتخذت من نهج الفرار إلى الأمام والدّعاية الرخيصة ومن الخيار الأمنيّ بدل الحوار والبحث عن الحلول بطرح المشاكل الحقيقيّة منهجا وسبيلا. وإذا كان شهداء 5 أوت واجهوا رصاص المحتلّ احتجاجا على الظلم والاستغلال الذي عانى ويلاته العامل التونسي ودفاعا عن الكرامة السليبة تحت نير الاستعمار، فإنّ على عاتقنا اليوم يقع عبء مواصلة تلك الرسالة السامية والنضال من أجل وطن لكلّ التونسيّين تصان فيه كرامة المواطن ويحفظ حقّه ويحقّق له مطالب مواطنته من عدالة اجتماعيّة وتنمية عادلة وشغل كريم ومن ممارسة لحقه في المواطنة من خلال المشاركة في الشأن العامّ، لا احتكار البلاد وخيراتها في يد مجموعة قليلة دون سائر الناس وغلق كلّ الفضاءات العموميّة في وجه من لم يدخل تحت جناح السلطة. نحيي هذه السنة ذكرى شهداء الحرّيّة والبلاد مقدمة على انتخابات رئاسيّة وتشريعيّة تدلّ كلّ مقدّماتها من مباركة وتزكيات وحملة وظّفت فيها كلّ إمكانيّات الدولة التي هي لكلّ التونسيّين خدمة لحزب واحد ولمرشّح واحد للرّئاسة على إعادة إنتاج واقع الاستبداد بالحكم ونهج الحزب الواحد والرئاسة مدى الحياة الذي عانى منه الوطن وأبناءه البررة الويلات، نحييها وأبناء الوطن الذين خرجوا يدافعون عن حقّهم في الشغل والعيش الكريم بشكل سلميّ من أبناء الحوض المنجمي يقبعون في السجون تحت طائلة أحكام جائرة وعقوبات لاإنسانيّة، في حين يتمتّع من أطلقوا النار على المواطنين العزّل بالحرّيّة وتغدق عليهم أجهزة الحكم حمايتها، وتصمّ الأذن عن كلّ المطالبات التي وجّهتها الأحزاب والمنظّمات وشتّى القوى الحيّة من أجل إطلاق عدنان الحاجي ورفاقه، إنّ ذكرى عيد الشهداء يجب أن تستحضر في أذهاننا دماء أولئك الذين حلموا بوطن للتونسيّين يعيشون فيه بحرّيّة وكرامة، في حين أنّ الآلاف من شبابنا اليوم يعاني البطالة واليأس إلى درجة ركوب قوارب الموت فرارا من الوطن إلى حلم موهوم خلف البحر، ومنهم من يقبع خلف قضبان السجون بموجب ما سمّي بقانون مكافحة الإرهاب لمجرّد أنّه حلم بالذهاب إلى العراق أو فلسطين للدفاع عن أمّته وقضاياها العادلة، وفي الوقت الذي كان على السلطة أن تفتح باب الحوار مع الشباب كما ادّعت سلّطت عليهم سيوف عقابها بكلّ الأشكال والوسائل مواصلة في نهج انغلاقها وتشدّدها وتمسّكها بخيار القبضة الحديديّة التي تخنق بها المجتمع، إنّ الحزب الديمقراطي التقدّمي، إذ يحيّ الشغّيلة وكافّة الشعب التونسي بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعا، يجدّد دعوته لكلّ القوى الحيّة في البلاد من أجل العمل على: 1- إنصاف قادة ومساجين الحوض المنجمي بإطلاق سراحهم وردّ اعتبارهم وإرجاعهم إلى سالف عملهم وتعويضهم عن الخسائر المادّيّة والمعنويّة التي تكبّدوها، إضافة إلى العمل على محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة التي وقعت في حقّ مواطني المنطقة، والدعوة للعمل على حلّ المشاكل الاجتماعية والاقتصاديّة والسياسيّة بانتهاج خيار الانفتاح والحوار لا الانغلاق والقبضة الأمنيّة 2- فضح المناشدات والتنديد بالتزكيات التي يقدّمها أطراف أؤتمنوا على مصالح شرائح من الشعب، وهنا لا يفوت الحزب تثمين الموقف المشرّف الذي وقفه نقابيّو جهة صفاقس واتّحاده الجهويّ في الهيئة الإداريّة الوطنيّة من حيث رفض تزكية مرشّح الحزب الحاكم والدفاع عن استقلاليّة الاتحاد والتمسّك بقوانينه الداخليّة 3- العمل على أن تكون المحطّات القادمة وأوّلها الانتخابات فرصة لتعبئة القوى من أجل تغيير الواقع المتردّي للبلاد وإصلاحه عن الجامعة الكاتب العامّ فريد النجّار الحزب الديمقراطي التقدّمي 05 أوت 2009 جامعة صفاقس