تونس(رويترز)الفجرنيوز:انتخب نحو 500 صحفي تونسي في وقت متأخر يوم السبت مكتبا تنفيذيا جديدا لنقابة الصحفيين التونسيين ينظر اليه على انه مقرب من الحكومة ليغذي بذلك الجدل حول استقلالية النقابة قبل أشهر قليلة من انتخابات عامة ستشهدها البلاد.وحل المكتب التنفيذي الجديد مكان مكتب قديم انتخب العام الماضي وتم حله بعد اربع استقالات قدمها اعضاؤه الشهر الماضي.واتهم المستقيلون النقيب السابق ناجي البغوري بالانفراد بالرأي وتعمد افتعال صدام مع السلطة على حساب الملفات المهنية للصحفيين لكن البغوري اعتبر ان الحكومة هي المسؤولة عن وأد أول نقابة مستقلة في البلاد وقال انها تقف وراء الصراع بتحريك عناصر موالين لها داخل النقابة. وأضاف البغوري في مؤتمر صحفي "ما يحصل اليوم هو فصل مأساوي في تاريخ البلاد". وجرى المؤتمر الاستثنائي بحضور نحو 500 صحفي قدموا من عدة مناطق داخل البلاد وممثلين عن نقابة الصحفيين في مصر والمغرب واتحاد الصحفيين العرب. وقال جمال الكرماوي الذي انتخب بالاجماع نقيبا جديدا للصحفيين ان من أولوياته ارجاع الهيبة الى نقابة الصحفيين وتحسين نوعية المنتوج الصحفي باتجاه تقوية حرية التعبير في البلاد. وأضاف الكرماوي -وهو من منتسبي حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم- لرويترز ان "لكل صحفي الحق في أن يكون له لون سياسي" لكنه شدد قائلا "ليست الحكومة من صوتت له بل صحفيين مستقلين ومعارضين هم من انتخبوا المكتب الجديد." وكون الكرماوي تجربة ثرية في مجال الصحافة واشتغل في العديد من الصحف. وكانت شرارة الخلاف قد اندلعت بين شقين في النقابة القديمة في مايو ايار الماضي حين اصدر النقيب السابق تقريرا انتقد فيه بشدة اوضاع حرية التعبير في البلاد وهو ما اعتبره المعارضون له انفرادا بالرأي واتباع نهج ديكتاتوري واقصاء مخالفيه. وعبرت ثلاثة احزاب معارضة وهي الديمقراطي التقدمي والتجديد والتكتل من أجل العمل والحريات عن مساندتها للمكتب التنفيذي القديم واعتبرت ان المؤتمر الاستثنائي الذي عقد يوم السبت هو "انقلاب على الشرعية شبيه بالانقلاب الذي تتعرض له الرابطة التونسية لحقوق الانسان." واتهمت هذه الاحزاب السلطة بالوقوف وراء عملية الاطاحة بأول نقابة مستقلة للصحفيين انتخبت العام الماضي في انتخابات وصفها الاتحاد الدولي للصحفيين بأنها ديمقراطية وشفافة. وتحاول السلطات ان تنأى بنفسها عن هذا الصراع معتبرة ان الامر يتعلق بخلاف داخلي بين اعضاء النقابة.