تطوان(شمال المغرب)يسود نوع من الارتياح في الأوساط المقربة من الحكومة الاسبانية بعد أخبار عن تراجع الهجرة غير الشرعية بشكل كبير في الشهور السبعة الأولى من السنة الجارية مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، كما أن عدد المطرودين والمرحّلين فاق عدد الذين جرى إيقافهم في الحدود البرية والجوية والبحرية لهذا البلد.وجاء في تقرير صادر حديثا عن وزارة الداخلية في مدريد أن عدد المهاجرين السريين الذين جرى إيقافهم منذ بداية السنة حتى نهاية شهر تموز/يوليو الماضي، بلغ حوالي 4500 مهاجر، أي بتراجع قدره 40' مقارنة مع المدة نفسها من السنة الماضية حيث كان العدد 7500 مهاجر. وينسب التقرير هذا التراجع الى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها اسبانيا والاتحاد الأوروبي (يشير الى أن المهاجرين أدركوا أن فرص العمل في اسبانيا أصبحت منعدمة)، والى حملة التحسيس في الدول الافريقية ضد مخاطر الهجرة السرية، علاوة على الإجراءات الأمنية المشددة في الحدود البرية والبحرية والجوية. وكانت سنة 2005 قد سجلت وصول أكثر من 70 ألف مهاجر سري، قرابة 34 ألفاً منهم عبر المياه البحرية على القوارب المطاطية والخشبية أو ما يعرف ب ' قوارب الموت'. وبمقارنة 2009 مع 2005 يتضح أن الهجرة تراجعت بحوالي 90'، وهو تراجع ملموس للغاية لظاهرة الهجرة السرية من المغرب وشواطئ إفريقيا الغربية (موريتانيا والسنغال) نحو اسبانيا. وتسبب هذا الوضع في ارتياح وسط الحكومة الاسبانية التي كانت تتخوف من ارتفاع الهجرة السرية مجددا مع حلول الصيف لا سيما وأن البلاد تعيش أزمة اقتصادية خانفة. ولا يقتصر تراجع الهجرة السرية فقط على مجهودات اسبانيا، بل يتعدّاها إلى الدور الرئيسي لبعض دول المصدر أو العبور، مثل المغرب وموريتانيا والسنغال، التي رفعت من وتيرة الإجراءات الأمنية ومنها دوريات الحراسة في البحر لمنع انطلاق القوارب المحملة بالمهاجرين. وفي الوقت نفسه، أصدرت حكومة اسبانيا عشرات آلاف قرارات الطرد خلال السنة الجارية، وعادة ما يطبق منها ما نسبته حوالي 25'، وهذا يعني أن قوات الأمن رحلت نحو المغرب ودول افريقيا الغربية أكثر من عشرة آلاف مهاجر منذ بداية السنة الجارية. وترتب عن هذا الوضع أن نسبة المطرودين والمرحلين فاقت بكثير نسبة المهاجرين غير الشرعيين الذين جرى إيقافهم. يذكر أنه خلال سنة 2007 جرى ترحيل قرابة 56 ألف مهاجر سري، والسنة الماضية أوقف عدد مماثل في حين لم يكشف عن الأرقام الخاصة بالشهور السبعة الأولى من سنة 2009. وتأتي هذه المعطيات لتبرز أن الهجرة السرية من شمال افريقيا نحو جنوب أوروبا تعيش منعطفا تاريخيا، إذ أصبحت في تراجع مستمر للأسباب الأمنية والاقتصادية المذكورة. القدس العربي حسين مجدوبي