تونس:لا حديث هذه الأيام إلا عن خبر حمل سيدة تونسية من جهة قفصة ب12 جنينا دفعة واحدة، وهو خبر لو تأكدت صحته فستكون الحالة هي الأولى في العالم على اعتبار أن أكبر عدد توائم سجّل في التاريخ كان ل9 توائم لأمّ من أستراليا وذلك سنة 1967. وتبقى الأنباء إلى حد الآن متضاربة بشان تأكيدها أو عدم تأكيدها. لكن تأكيد حدوث الحمل ب12 توأما تظل إلى حد اللحظة مدعاة لمزيد التحري والتثبت. فعائلة السيدة الحامل والقاطنة بمدينة القصر التي تبعد حوالي 7 كلم عن مدينة قفصة الواقعة بالجنوب التونسي الغربي، ما زالت ترفض رفضا قاطعا أي اتصال مباشر مع السيدة المعنية، من أي جهة كانت. كما اتصلت بها السلطات الصحية عديد المرات لمعاينة حالتها الصحية لكنها رفضت الالتقاء بهم. وحسب مصادر وثيقة الاطلاع من وزارة الصحة العمومية، فإن السيدة المعنية رفضت الخضوع إلى كشوفات طبية للتثبت من صحة حملها ل12 جنينا. وبالتالي فإنه لا يمكن الجزم وبشكل رسمي ونهائي بصحة خبر الحمل إلا بعد تأكد الجهات المعنية وخاصة منها الطبية ليس فقط من الحمل في حد ذاته ولكن على وجه الخصوص صحة الحمل بذلك العدد الكبير من الأجنة. علما وأن أخلاقيات المهنة الطبية تنص على عدم إجبارية إخضاع أي حالة للفحص الطبي إلا في حالات التي تهدد الصحة العمومية التي تستدعي التدخل الصحي خاصة في حالات التوقي من انتشار الأوبئة.. (الإيدز مثلا). وما يدعم الشك في خبر الحمل ب12 جنينا، هو نفي السلطات الصحية الجهوية تسجيل المرأة الحامل بسجلات العيادات الخارجية للمستشفيات الجهة، كما لم يؤكد الخبر أي طبيب مختص في طب النساء في تلك الجهة، ولم يدع أحد منهم إشرافه المباشر على فحص السيدة المعنية. غير ان أخت زوجها أكدت ل"الصباح" أنها شاهدت بعينها انتفاخ بطن زوجة أخيها بشكل غير عادي، كما أكد ل"الصباح" شهود عيان خاصة من أجوار العائلة والأقارب، الحالة غير العادية لحمل السيدة أصيلة مدينة القصر. ومع تواصل رفض السيدة خضوعها إلى الكشف الطبي لتحديد حقيقة الحمل من عدمه، تبقى جميع الاحتمالات واردة. وترجح أطراف طبية أن هذه الحالة يمكن أن تنضوي تحت ما يسمى بالحمل الكاذب Pseudocysi، أو ما يعرف Grossesuse Nerveuse قد تكون في هذه الحالة صحيحة. وهي حاله تصيب النساء اللاتي يبحثن عن الإنجاب دون ان ينجبن حيث تظهر بعض العلامات والأعراض في الحمل الكاذب كانقطاع في الدورة الشهرية وانتفاخ في البطن وتغييرات في الثديين فتعتقد المرأة انها حامل وتتهيأ لذلك نفسياً. يقول الأطباء إن الحمل الكاذب حقيقة يصورها عقل المرأة وبالتالي يتم إفراز بعض الهرمونات من الجسم التي تؤثر عليه وتتسبب بمعظم الأعراض التي تشبه الحمل الحقيقي مثل انقطاع الدورة الشهرية، والميل إلى القيء، وزيادة حجم البطن. وغالبا ما يحدث هذا الحمل للسيدات اللاتي يعانين من العقم لمدة طويلة وهذا النوع من الحمل ليست له أسباب عضوية ولكن الأسباب النفسية هي التي تسبب كل هذه التغيرات ويمكن إثبات الحمل الكاذب عن طريق الفحص، وفي الحالات المتقدمة يمكن معرفته عن طريق صور الأشعة على البطن. وإذا علمنا أن زوج السيدة أكد أن "عملية الحمل شابتها في البداية بعض الصعوبات (أجهضت مرّتين)، كما ذكر أن الأم بحالة جيّدة وهي سعيدة." وفضّل عدم ايداع زوجته مبكرا بالمستشفى رغم اقتراح الأطباء لذلك.." فإن حقيقة حمل السيدة ب12 جنينا يشوبها بعض الغموض.. وتبقى المسألة مفتوحة على جميع الاحتمالات إلى حين تأكد الجهاز الطبي المختص من الحالة. هذا ويذكر أنّ هذه الحالة التي قد تكون الأولى عالميا، شهدت اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام العالمية على إثر نشر الخبر على أعمدة «الصباح». رفيق بن عبد الله