لندن وكالات الأنباء الفجرنيوز:اعتبرت صحيفة التايمز البريطانية فى مقال لكبير كتاب الشئون الخارجية بها برونفين مادوكس أن مصر تعد حليفا مهما لأمريكا لكن «على الورق» فقط بينما هى فى الحقيقة تحتل مكانا هامشيا لدى واشنطن.وأشار المقال إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس حسنى مبارك إلى واشنطن كسرت الجمود الذى أصاب العلاقات المصرية الأمريكية بسبب الغزو الأمريكى للعراق، ولكنها فى الوقت نفسه لا تشير إلى أن مصر حليف رئيسى للولايات المتحدة كما تبدو الأمور على الورق. وإذا كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما يعتبر أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أحد أهم أولويات سياسته الخارجية فالحقيقة أن مصر لا تلعب فى هذا الملف سوى مجرد دور ملحق بالدور الأمريكى. وتحدث المقال عن جهود الوساطة التى تبذلها مصر بين حركتى فتح وحماس فقال إن غياب موقف مصرى واضح ومحاولة النظام المصرى مجاملة الفريقين أوجد حالة من عدم الثقة فى القاهرة لدى الجانبين رغم المهارة التى يتمتع بها المفاوض المصرى. ويقول المقال إن العلاقات مع الولاياتالمتحدة ليست المشكلة الوحيدة التى يواجهها الرئيس مبارك البالغ من العمر 81 عاما. فهناك حالة الغموض التى تحيط بمستقبل الحكم فى مصر بعد مبارك خاصة فى ظل استمرار رفض الرئيس الحديث عن خلافته مع تزايد الفقر والبطالة فى مصر بمعدلات صاروخية. وأضاف أن مبارك رد على الضغوط الخارجية والمشكلات الداخلية بقمع شديد للمعارضة خاصة جماعة الإخوان المسلمين التى مازالت تحظى بدعم شعبى. وأوضحت أن الاستقبال الدافئ الذى حظى به مبارك فى واشنطن كان محاولة متعمدة لتعويض حالة التنافر التى سادت العلاقة بين البلدين فى عهد جورج بوش عندما تحولت الولاياتالمتحدة إلى السعودية كحليف رئيسى فى المنطقة. لكن على حد قول المجلة فإن لمبارك منافسين إقليميين حاليا، فليبيا التى لا يتجاوز تعدادها 7 ملايين نسمة لديها احتياطيات بترول وغاز كبيرة بينما لا تمتلك مصر ذلك. والقذافى مثله مثل مبارك واحد من الزعامات العربية التى لا تتغير، فهو يتقدم بالسن لكن لا يفقد قبضته على الدولة. ويختتم الكاتب البريطانى تعليقه بالقول: إنه إذا كان من الخطأ المبالغة فى تقدير المشكلات التى تعترض العلاقات المصرية الأمريكية فإن الحديث أيضا عن المكانة المتميزة لمصر لدى واشنطن باعتبارها أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان وأول دولة عربية تعترف بإسرائيل خطأ أيضا.