ألمانيا نورالدين الخميري الفجرنيوز:أفرزت نتائج انتخابات المجلس البلدي التي جرت يوم الأحد 30 أوت 2009 بمدينة بون الألمانية نتائج مشجّعة للجالية المسلمة بالجهة ، حيث حصل " التحالف من أجل السلام والعدالة " على مقعدين من جملة المقاعد المخصّصة للمجلس البلدي ، محقّفا بذلك انتصارا مهمّا على عدد من الأحزاب والتنظيمات العريقة في العمل السيّاسي بألمانيا بما في ذلك اليمين المتطرّف والذي لم يحصل سوى على مقعد واحد داخل المجلس. ويعتبر " التحالف " الذي يضمّ في صفوفه نخبة من الشباب الإسلامي من أصول عربيّة وتركيّة وألمانيه أوّل تكتّل سياسي إسلامي يخوض تجربة الإنتخابات بالمدينة ونظرا لحداثة التجربة فقد شابت الحملة الإنتخابيّة " للتحالف " بعض النواقص والثغرات كان من الممكن تجاوزها ، لكنّ ذلك لا يمنع من القول بأنّ التجربة تعدّ في حدّ ذاتها اختبارا حقيقيّا لمعرفة مدى استيعاب الجاليّة لواقعها وهمومها وتطلعاتها ، حيث أشارت نتائج التصويت بأنّ هناك اهتماما متزايدا من قبل الجاليّة المسلمة وخاصّة فئة الشباب منها للإنخراط في الحياة السيّاسيّة والعمل ضمن النسيج الألماني بما تقتضيه المصلحة العامّة للبلاد مع الحفاظ على الخصوصيّة الإسلاميّة . وفي أوّل ردّ على نتائج الإنتخابات تبادل أنصار " التحالف " رسائل تهنئة فيما بينهم عبر الجوال فيما قام عدد منهم بترويج رسائل شكر لعدد من الأشخاص على مدى الثّقة التي منحوها " للتحالف " . هذا وقد عرفت الإنتخابات البلديّة بمدينة بون صعود نجم " الحزب الديمقراطي الإشتراكي " من جديد وتراجع حزب " أنجيلا ميركل " المستشارة الألمانية الحاليّة والذي كان ينظر لحزبها على أنّه الحزب الأكبر في البلاد . غير أنّ هذا التراجع في قدرة حزب " ميركل " على احتلال المواقع الأولى في ترتيب الأحزاب والذي أظهرته النتائج الأخيرة في الإنتخابات البلديّة على مستوى مقاطعة NRW لم يمنع كوادر الحزب من التقليل من تأثيرات هذه الخسارة على الإنتخابات التشريعيّة القادمة والتي ستجري خلال شهر سبتمبر 2009 ومهما كان اللّون الذي سيحكم البلاد في المرحلة القادمة فإنّ الرابح الأكبر في هذه المعركة السياسيّة إرادة الإنسان الحرّة في الإختبار والتصويت بعيدا عن أشكال الوصاية والإبتزاز اللذان يشهدهما عالمنا العربي مع كلّ محطّة انتخابيّة .