في الأسباب الحقيقية المعلنة وغير المعلنة لنكبة قصرهلال مراد رقية في الأسباب الحقيقية المعلنة وغير المعلنة لنكبة قصرهلال2مارس1934 قصرهلال الحاج علي صوّة قصرهلال الريادة والمبادرة والشموخ -البلدية البرتقالية المستقلة -المرجعيات المناوئة لموقع ورصيد قصرهلال -تغييب المرجعيات الهلالية وتعويضها بمرجعيات مهترئة تابعة يتناول العديد من أهالي قصرهلال المطلعون منهم وغير المطلعين،من الجيل المخضرم ومن الجيل الحالي الأوضاع المتردية لمدينة 2 مارس1934 على مختلف الصعد،وغبنها موقعها تحت الشمس وحقها من الأساسيات والكماليات على السواء وهو ما تبرزه بامتياز حالة الحجر الصحي المفروضة لا بتوصية من منظمة الصحة العالمية،ولكن من مراكز القرار الفاعلة الوطنية منها والجهوية،وما يتبعهما أو يدين لهما بالولاء مرجعيات محلية تعطي الأولوية لمصالحها وغنائمها على حساب مكانة المدينة في التوازنات والمخططات الوطنية والجهوية؟؟؟ ويهتم هؤلاء بالبحث في تصنيف الأسباب والعوامل المتشابكة والتي تبرر الى حدود متفاوتة حالة التهميش والحصار التي فرضت على المدينة فحولتها الى منطقة ظل عصرية تابعة لولاية مدينة المنستير دون أن تستفيد قياسا على غيرها في ارتباطها بها بأي نوع من الخدمات والمرافق تحقيقا للتصحر المطلوب،في ما عدا بعض زيارات العلاقات العامة التي يلتزم بها البعض من المسؤولين الجهويين مثل مندوب الثقافة وحماية التراث بمناسبة الصالون الثقافي في حلقته الأولى،أو مندوب الشباب والرياضة بمناسبة أربعينية الفقيد الأستاذ عبد الهادي النافض،لا وقوفا على الحاجيات والتطلعات ولكن من قبيل زيارة الأموات والاطمئنان على انتقالهم الى جنات النعيم بتأطير رسمي وطني وجهوي.ويقسم هؤلاء هذه الأسباب الى ثلاث مستويات يمكن أن تكون منفصلة أو متصلة وهي، *البلدية"البرتقالية"المستقلة،يعتقد العديد منهم من المسؤولين ومن أشباه المسؤولين ومن عامة المعنيين بالشأن العام بأن انخراط مدينة قصرهلال في أول عهد السابع من نوفمبر في المسار السياسي التعددي بانتخاب هيئة بلدية تعددية وليست مستقلة كما يراد لها أن تكون بدليل سرعة ارتداد وانضمام العديد من أعضائها الى التجمع مجددا بما في ذلك رئيس القائمة ذاته وحتى العضو الذي اضطلع بدور مميز في الدعوة الى انتخابها والذي هو أصيل "سيدي الأسمر" الذي نعتته الصحف أنذاك بأنه"الرجل الذي أسقط قصرهلال".وبرغم انفضاض هذه الهيئة والتحاق معظمها بالتجمع دون تحقيق مكاسب هامة،فان المغامرة ذاتها والتي كانت تنصهر ضمن توجهات النظام الجديد المنادية بضرورة افساح المجال للرأي والرأي الآخر بشرط الالتزام بالتوجهات الكبرى للبيان فان هذا الفريق الأول المنكر والمعترض على التجربة لا يزال يعتبروبعد مرور عشرين سنة على التغيير،وبرغم تقديم قصر هلال لأكثر من دليل على التزامها،ولعل أبرز مثال على ذلك زيارة الرئيس في الذكرى السبعين سنة2004 بأن هذه"المغامرة-التجربة" كان لها سيء الأثر على العلاقة التاريخية القائمة بين الحزب الحر ثم الحزب الاشتراكي ثم التجمع ومدينة 2 مارس1934 نظرا لما تبوأته المدينة من مكانة خاصة في تاريخ تونس المعاصر ،وما أنجبته من رموز قيادية أيام الكفاح وفي بداية الاستقلال ارتبطت كلها بالحزب الحر ثم بالحزب الاشتراكي.فما هو ياترى نصيب ذلك من الصحة،وهل أن هذه الخطوة هي التي تبرر جانب كبير مما تعانيه قصرهلال من تهميش وحصار وحرمان من الأساسيات والكماليات على السواء؟؟؟ *المرجعيات المناوئة لموقع ورصيد قصرهلال التاريخي،هي مرجعيات منتسبة الى مدينة مجاورة لم تكن منذ انعقاد مؤتمر2 مارس1934 تنظر بعين الرضى للمكانة المركزية والمحورية التي تتبوأها المدينة،فلعل انخراط المدينة في المسار البلدي التعددي من خلال انتخاب"البلدية البرتقالية" قد منح الفرصة الذهبية السانحة مع ارتقاء بعض مرجعيات ورموز هذه المدينة المجاورة الى الواجهة لازاحة قصرهلال ومحاصرتها وحرمانها من حقوقها برغم أن انخراط مدينة 2 مارس في المسار البلدي التعددي كان بتوجيه ورعاية من السلطات القائمة الوطنية والجهوية التي رلم تعتبر ذلك تنطعا وتنكرا وتطاولا وخروجا عن الطاعة بأي حال من الأحوال.وقد تحولت مدينتنا بامتياز الى مجرد ممرّ أو معبر مفتوح للانتقال الى المدينة المجاورة المحورية التي اغتصبت مكانة قصرهلال وجانب كبير من ذاكرتها وتراثها دون اعتراض التجمع وخاصة دون اعتراض المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية التونسية الذي تتوفر له الأرصدة الأرشيفية المصورة والمكتوبة؟؟؟ *تغييب المرجعيات الهلالية،يمكن أن يكون هذا السبب نتيجة طبيعية للسببين السابقين على اعتبار أن المغامرة البرتقالية واستغلالها بامتياز لحرمان مدينة 2 مارس من موقعها ومن التمتع برصيدها قد أدى الى مقاطعة المدينة،والى تهميشها وحرمانها من حقوقها في الخطط والمهام والامكانيات المختلفة.والمشكلة الأساسية الآن ليست في تغييب هذه المرجعيات ،ولكن في سعي المرجعيات المناوئة والأبناء البارّين المرتبطين بها في تجنيد "مرجعيات مهترئة"لا تتوفر فيها مواصفات المرجعيات الهلالية التاريخية قامة وعملا،مرجعيات قابلة ومتقبلة من خلال الدكاكين والنوادي والجمعيات الخشبية المتنازل لهم عنها مقابل كراس شروط أساسية لعل أهمها هو التركيز على زيارات العلاقات العامة وجنائز المناضلين والمسؤولين السابقين،وتنظيم التظاهرات غير ذات اللون والطعم والرائحة،والالتزام بقاعدة ذهبية واحدة"ليس بالامكان أحسن مما كان" فهنيئا لنا بهذه المكانة التي فرضت علينا بأيدي مسؤولينا المحليين المنتخبين والمعيينين والمزكين على السواء من الذين يقتصرون على رفع اللافتات واستقبال المعزّين وتقديم بعض الهدايا حرصا على تجديد رخص استغلال دكاكينهم وأكشاكهم الظاهرة منها والخفية،فهل أن قصرهلال أنجبت حقا محمد بوزويتة وأحمد عيّاد ومحمد ابراهم وفرج الاميّم وأحمد بورخيص والحاج علي صوّة والطاهر بطيخ وغيرهم كثير،وهل نحن جديرون حقا بذلك الجيل من العمالقة الكارهين للرداءة وللرضى بالدون وهز البطون والضحك على الذقون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الخميس,شباط 14, 2008 كتبها mourad regaya في 08:43 صباحاً المصدر بريد الفجرنيوز : Thursday, February 14, 2008 10:45 AM