٭ النظام التونسي غير قابل للاصلاح لانه ليس فيه آليات للاصلاح ٭ اشتهرت تونس بالاضرابات عن الطعام لانه ليس هناك وسيلة اخرى يسمح بها بالاحتجاج ٭ التجربة التونسية مستنسخة بشكل سيء عن التجربة الكمالية ٭ بورقيبة كان شديد الاعجاب بكمال اتاتورك ٭ تونس وضعت يدها على الدين في الدولة ، بينما الحركة الاسلامية في تركيا نشأت خارج " حدود " الدولة التركية العلمانية ٭ الدولة في العالم الاسلامي ليست علمانية لكنها منافقة للاسلام وتحاربه الشيخ راشد الغنوشي لصوت الحق (صحيفة الحركة الإسلامية لفلسطينيي 1948) : مقارنة بين العلمانية الكمالية في تركيا والعلمانية البورقيبية في تونس ٭ النظام التونسي غير قابل للاصلاح لانه ليس فيه آليات للاصلاح ٭ اشتهرت تونس بالاضرابات عن الطعام لانه ليس هناك وسيلة اخرى يسمح بها بالاحتجاج ٭ التجربة التونسية مستنسخة بشكل سيء عن التجربة الكمالية ٭ بورقيبة كان شديد الاعجاب بكمال اتاتورك ٭ تونس وضعت يدها على الدين في الدولة ، بينما الحركة الاسلامية في تركيا نشأت خارج " حدود " الدولة التركية العلمانية ٭ الدولة في العالم الاسلامي ليست علمانية لكنها منافقة للاسلام وتحاربه
طالب الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، الفلسطينيين بتوحيد صفهم وأن يضعوا حداً للتنازع الداخلي الذي يضر بالقضية الفلسطينية كثيراً وبصورتها في العالم. وقال في حديث له في مؤتمر اسطنبول الدولي الذي عقد قبل اسبوعين :«إن ملتقى القدس الدولي يكتسب أهمية في كشفه للعالم ما تتعرض له القدس من أخطار ولكن من المهم أن يكون الملتقى منطلقاً لخطط عملية إذا انبثقت عنه مؤسسة تكون مهمتها وضع خطط وتنفيذها بحيث تكون توصيات المؤتمر خطة عملية وليس مجرد كلام وأن تعمل هذه المؤسسة على الحفاظ على الوجود العربي والإسلامي في القدس وتدافع عنه سواء تمثل هذا الوجود في البشر او المساجد والكنائس والآثار وأن تضغط على المؤسسات الدولية وتحثها على ذلك لوقف الإنتهاكات والوقوف في وجه استكمال مخطط تدمير القدس . وأكد الغنوشي على أهمية محاربة التطبيع على المستوى العربي والإسلامي. وبالنسبة للمجتمع الدولي عليه أن يعي الوجود العربي والإسلامي في القدس وأن يحمي هذا الوجود الذي يرتكز على شرعية لا يمكن انكارها . وجاء حديث الغنوشي في سياق المقابلة التالية التي اجريانها معه في اسطنبول .
صوت الحق : مشكلة الحجاب في تركيا ومشكلة الحجاب في تونس ، ما هو وجه التشابه ؟ الشيخ راشد الغنوشي : لتركيا هنالك حل لمشكلة الحجاب في الجامعات على اعتبار انه هناك سعي من حزب العدالة والتنمية لاصلاحات دستورية تمكن في نهاية المطاف من رفع الحظر على الحجاب ، كجزء من الدفاع عن الحريات الشخصية ، وهذا من حسنات النظام الديموقراطي ان فيه آليات لاصلاح ما هو فاسد ، اما في تونس فلأن نظامها غير ديموقراطي ، نظام بوليسي فمعالجه الوضع اكثر صعوبة وتعقيدا ، في تونس هناك نساء متحجبات يتم ايقافهن حتى في الشارع وتمزيق حجابهن ، هذا لم يحصل في تركيا حتى الآن ، ولن يحصل قط ، السياسيون في تونس يرفعون شعار ، ان هذا النظام غير قابل للاصلاح ، لانه ليس فيه آليات للاصلاح .
٭ صوت الحق : مؤخرا حكمت المحكمة الادارية في تونس لصالح احدى المعلمات المحجبات التي فصلت بسبب حجابها ، هل قرار المحكمة ملزم باعادتها لمدرستها ؟ الشيخ راشد الغنوشي : السيدة القاضية في المحكمة اصدرت حكما في شكاية تقدمت بها مدِّرسة منذ ثلاث سنوات تم طردها بسبب الحجاب ، فحكمت هذه القاضية بابطال هذا القرار الاداري ودفع التعويضات للمدرِّسة ، ووزارة التربية التونسية رفضت هذا القرار وقامت بالاستئناف عليه ، هذا دليل على ان الحكومة مستمرة في سياستها ، في محاربة الحجاب ومحاربة الاسلام ، وحتى على فرض ان المحكمة الادارية اصرت على حكمها لصالح المعلمة وابطال منشور الاستئناف من الوزارية ، فهذا لا يعني شيئا ، لأن الحكومة لا تنفذ من قرارات المحكمة الادارية الا ما تشاء .
٭ صوت الحق : ماذا بشأن المعارضة في تونس ، ألم تحاول ان تؤطر نفسها وتوحد الصفوف وتجابه هذه المظاهر ؟ الشيخ راشد الغنوشي : هناك محاولات لذلك ومنذ سنتين تجمعت ستة احزاب معارضة منهم اسلاميون ومنهم شيوعيون واشتراكيون وليبراليون على اساس الدفاع عن الحريات ، حرية التعبير وتقوية الاحزاب والجمعيات واطلاق سراح السجناء ، لكن الحكومة تقف لهم بالمرصاد في كل تحرك يقومون به وتمنعهم حتى من الاجتماع سوية ، ولذلك اشتهرت تونس بالاضرابات عن الطعام التي يقوم بها زعماء الاحزاب لانه لا يوجد طريق آخر للاحتجاج غير هذا الطريق .
٭ صوت الحق :ما هو وضع العمل الاسلامي في تونس ومظاهر الاسلام عموما ؟ الشيخ راشد الغنوشي : الحركة الاسلامية موجودة في داخل تونس ،في داخل السجون ، وخارج السجون ، والآن آلاف ممن كانوا داخل السجون انهوا احكامهم وخرجوا ، وهم موجودون الآن ينسقون مع المعارضة. والاسلام عموما في تونس في حالة نهوض ، رغم محاربة الدولة ورغم محاربة الحجاب ومعاداة الدولة للحرية والاسلام ، فأغلب النساء اليوم متحجبات في تونس والمساجد ممتلئة اكثر من أي وقت مضى ، لأن الأمة الاسلامية عموما تشهد حالة صحوة دينية ، وتونس هي جزء من الجسم الاسلامي .
٭ صوت الحق : هل تعتقد ان ملتقى القدس الدولي سيثمر عنه شيء عملي وقرارات نافذة؟ الشيخ راشد الغنوشي : الملتقى هو مهرجان توعية وهذا جيد بحد ذاته ، ان تلفت انظار المسلمين والعالم الى قضية القدس ، وان يفرز مؤسسة كاملة للدفاع عن القدس ، لتضع خطة لنصرة القدس ، وهذا شيء طيب وجيد .
٭ صوت الحق : هل تجد مقارنة ما بين تجربة كمال اتاتورك في تركيا وتجربة بورقيبة في تونس ؟ الشيخ راشد الغنوشي : التجربة التونسية مستنسخة بشكل سيئ عن التجربة الكمالية ، بورقيبة كان شديد الاعجاب بمصطفى كمال اتاتورك ، وهناك شارع في تونس يسمى شارع اتاتورك وفي خطبة له اثنى فيها بورقيبة على اتاتورك ، الا انه قال خلالها ان مصطفى كمال اتاتورك ارتكب خطأ وحيدا ، فاحتجت السفارة التركية في تونس على ذلك ، متسائلة كيف يمكن ان يرتكب اتاتورك خطأ ، ما هو هذا الخطأ ، قال بورقيبة : لانه وضع في الدستور التركي ان الدولة التركية هي دولة علمانية ، وكان عليه ان يقر ان تركيا دولة اسلامية ، ولكن يطبق مبادئ العلمانية فيها ، لأنه عندما تقول الدولة انها اسلامية فتكون لها وصاية على الاسلام وعلى المؤسسات التابعة لها ، وتمنع اية جهة شعبية ان تؤسس مدارس او مؤسسات او جمعيات او قطاعات شعبية مستقلة عن الدولة ولذلك بورقيبة سمح لنفسه ان يغلق معهد جامع الزيتونة ، وهو اقدم الجامعات في تونس ، وان يؤمم الاوقاف وان تكون المساجد كلها تحت سلطة الدولة ، والدولة هي التي تعين الائمة ، بمعنى ان الدولة وضعت يدها على الدين في تونس ، لكن العلمانية في تركيا ورغم انها بدأت متشددة علمانية مناهضة للاسلام ، ولكن في النهاية ومع الوقت اصبحت علمانية معتدلة اي انها افسحت المجال لانشاء المعاهد والمدارس الاسلامية والطرق الصوفية الكثيرة ، بمعنى ان الحركة الاسلامية في تركيا نشأت خارج الدولة التركية العلمانية ، ونشأ قطاع في ظل فصل الدين عن الدولة ، الدين اصبح ملكا للشعب ، والشعب استطاع في النهاية ان يوجد المدارس وان يوجد القطاعات الدينية ، بينما في تونس هذا كله ممنوع ، الدولة في تونس في حقيقتها هي دولة محايدة تجاه الديانات ، بينما الدولة في العالم الاسلامي هي دولة ليست علمانية لكنها دولة منافقة للاسلام وتحاربه ، والشيخ سعيد النورسي في تركيا لم يعدم لكن سيد قطب في مصر اعدم ، ورغم سجن سعيد النورسي الا ان اثاره بقيت ووزعت في البلاد واصبح تلاميذه في كل مكان ، بينما امثاله في العالم العربي دول العلمانية المنافقة هجروا وسجنوا واعدموا ومنعت كتبهم من القراءة ، الآن النورسيون لهم وزن كبير في تركيا ،عندهم مدارس وصحف ومراكز وقنوات تلفزيونية ، بينما الاخوان تلاميذ البنا ممنوعون حتى الآن من هذه الحقوق . هذا الفرق بين العلمانية في تركيا التي انتهت الى علمانية معتدلة وبين الدولة الاسلامية المنافقة في العالم العربي ، وحزب العدالة والتنمية التركي هو امتداد لمشروع تليين جانب العلمانية في تركيا ونزع شوكتها المحاربة للدين ، وتخفيف ضغطها على الاسلام ، حتى ينطلق الاسلام .
٭ صوت الحق : هل من بصيص أمل للاسلاميين في تونس ؟ الشيخ راشد الغنوشي : ليس مجرد أمل هذا يقين ، ان الامور تتطور لصالح المسلمين ، فبين قطع رأس عدنان مندريس لمجرد رفع الاذان وبين تركيا الآن هناك مياه كثيرة جرت .
٭ صوت الحق : الى اين يتجه الصراع بين العلمانية والاسلام ؟ الشيخ راشد الغنوشي : الصراع له اوجه كثيرة ، وجه منه هو الصراع الثقافي ، وهي الذي تحدثت عنه ، وهو الصراع بين العلمانية والاسلام ، ولكن للصراع وجوه اخرى مثل الصراع الاقتصادي ، بين اثرياء وفقراء ومساكين ، وصراع سياسي ، بين مناصري الاحتلال وبين المقاومة ، ويمكن لمتدين ان يكون مناصرا للاحتلال فيكون تدينه زائفا ، ومن علامة التدين الصحيح ان يكون دوره في مقاومة الشر ومقاومة الظلم ، لأن الظلم معنى من معاني الشرك ، وان الشرك لظلم عظيم ، فلا يكون الانسان متدينا حقيقة وهو يوالي الظلم ، وهو يوالي الاحتلال وهو يوالي الاستغلال ، هذه صور من التدين مغشوشة وزائفة ، التدين الصحيح ، صاحبه يتقي الله ويخشى الله ، وقلبه متعلق بالله ، وينتظر لقاء الله ، وهذا التدين ليس باتجاه الاخرة فقط ، وانما باتجاه الدنيا وتدين المجتمع ومقاومة الظلم ، ولذلك نحن الاسلاميين في جبهة واحدة مع كل من يقاوم الاحتلال ، ومن يقاوم الاستعمار والهيمنة الغربية على العالم ، فهذا حليفنا حتى لو لم ينطلق من منطلق ديننا ، ولذلك نحن عقدنا المؤتمر القومي - الاسلامي مع تيارات اخرى قومية واشتراكية ويسارية التي تؤمن بوحدة الأمة وضرورة النضال ضد الدكتاتورية في الداخل والهيمنة الغربية من الخارج والاسلام الحقيقي هو الذي يقاوم الهيمنة الدولية على الأمة والمسلم لا يستسلم .
الشيخ راشد الغنوشي ولد عام 1941 بقرية الحامة بالجنوب التونسي. تلقى الغنوشي تعليمه الابتدائي بالقرية، ثم انتقل إلى مدينة قابس، ثم إلى تونس العاصمة, حيث أتم تعليمه في الزيتونة. انتقل بعد ذلك إلى مصر لمواصلة دراسته، لكنه لم يستقر بها طويلا، وانتقل إلى سوريا، حيث درس بالجامعة، وحصل على الإجازة في الفلسفة، وهناك بدأت تتبلور المعالم الأولى لفكره الإسلامي. انتقل راشد الغنوشي إلى فرنسا لمواصلة الدراسة بجامعة السوربون، وبموازاة الدراسة بدأ نشاطه الإسلامي وسط الطلبة العرب والمسلمين، كما تعرف على جماعة الدعوة والتبليغ, ونشط معها في أوساط العمال المغاربة. بعد إنهائه دراسته بجامعة السوربون بفرنسا في أوائل الستينيات، عاد الشيخ راشد الغنوشي لتونس وبدأ نشاطه الدعوي وسط الطلاب وتلاميذ المعاهد الثانوية، الذين تشكلت منهم حركة الاتجاه الإسلامي المعروفة باسم حركة النهضة. حوكم الغنوشي بسبب نشاطه الدعوي والسياسي عدة مرات، وحكم عليه بالسجن عدة مرات. من مؤسسي الندوة العالمية للشباب الإسلامي عام 1971. أحد مؤسسي المؤتمر القومي الإسلامي، الذي يجمع بين التيار القومي العربي والتيار الإسلامي. أحد مؤسسي حلقة الأصالة والتقدم، التي تعنى بالحوار الإسلامي المسيحي، والتي تضم عددا من كبار المفكرين الإسلاميين والأوروبيين والأميركيين. يقيم الشيخ راشد الغنوشي الآن في منفاه بلندن. من مؤلفاته: . طريقنا إلى الحضارة. . نحن والغرب. . حق الاختلاف وواجب وحدة الصف. . القضية الفلسطينية في مفترق الطرق. . المرأة بين القرآن وواقع المسلمين. . حقوق المواطنة في الدولة الإسلامية. . الحريات العامة في الدولة الإسلامية. . القدر عند ابن تيمية. . مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني. . الحركة الإسلامية ومسألة التغيير. . من تجربة الحركة الإسلامية في تونس. وقد ترجمت بعض كتبه إلى لغات أجنبية، كالإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والإسبانية والفارسية.
(المصدر: موقع "صوت الحق والحرية" (فلسطينالمحتلة) بتاريخ 7 ديسمبر 2007) الرابط: http://www.sawt-alhaq.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=8770