القاهرة صام المصريون وأفطروا على قضية التوريث مساء أمس الأول، غير أن المائدة ضمت العديد من المفاجآت.ففيما أكد الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى أن الكلام عن توريث الحكم فى مصر هو خرافة من صنع الصحافة والمعارضة، وجزء من «مناخ النميمة السياسية»، أعلن الدكتور هانى عنان، أحد أبرز مؤسسى حركة كفاية، تأييد وصول جمال مبارك للحكم شرط تغيير أو تعديل المادة 77 من الدستور، التى تتيح إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لفترات متتالية غير محدودة. جاء التصريح المفاجئ لعنان مساء الخميس فى إطار حوار مع الزميل جابر القرموطى فى برنامج مانشيت على فضائية on tv، حذر فيه العضو القيادى فى حركة كفاية التى قامت على شعار: «لا توريث» من التفكك والاستقطاب بل والخراب الذى يمكن أن يحل بالبلاد لو لم يتول أمرها شخص من داخل النظام. وكانت «الشروق» علمت من مصادر قريبة من لجنة السياسات بالحزب الوطنى عن وجود استعداد داخل قيادة الحزب الحاكم للتحرك فى اتجاه تعديل المادة 77، بما يشمل تحديد فترات إعادة انتخاب رئيس الجمهورية، فيما لو تم التوصل إلى توافق عام بين المعارضة والحزب على ذلك. ومن غير المعروف إذا ما كانت تصريحات عنان قد جاءت فى سياق صفقة أو توافقات جار الحوار بشأنها بين الحزب الوطنى وحركة كفاية، حيث أكد عنان فى الحوار نفسه أن مصر تاريخيا لم يحكمها أحد من خارج النظام، مؤكدا أن الشعب المصرى يسعى إلى الاستقرار والحفاظ على مكاسبه من الحرية مهما تكن هشة، وهو الأمر الذى قد يتعرض للتهديد فى حالة ما إذا وصل إلى الحكم شخص من خارج النظام. كما أبدى عنان تخوفا من وصول الإخوان للحكم، وهو ما اعتبره مأساة على مصر التى ستتحول حينها إلى إيران أخرى. وجاءت تصريحات على الدين هلال فى حواره مع الإعلامية رولا جبريل فى برنامج «باب الشمس» قال فيها أيضا إن عام 2002، وهو العام الذى أنشئت فيه اللجنة العليا للسياسات برئاسة جمال مبارك، كان عاما فاصلا فى تاريخ الحزب الوطنى، وأضاف «أن تحولا هائلا حدث فى الحزب فى ذلك العام، سميته فى هذا الوقت إعادة تأسيس الحزب الوطنى الديمقراطى، بمعنى أننى غيرت الأفكار الأساسية الخاصة بالحزب، وغيرت التنظيم الداخلى كما عملت تغيرات كبرى فى القيادات الموجودة به». وأضاف هلال أن قانون الطوارئ يحكم كل دول العالم وليس مصر فقط مشيرا إلى أن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكثير من دول العالم يحكمها قانون الطورائ وبعد أحداث 11 سبتمبر أعلن الرئيس الأمريكى جورج بوش حالة الطورائ لفترة طويلة. وقال هلال: «أما بالنسبة للمظاهرات والاعتصامات فهى حق شرعى لجميع المواطنين يكفله الدستور والقانون» مشيرا إلى أن الدليل على ذلك أنه لا يمر يوم من غير ما يكون عندنا 9 أو 10 وقفات احتجاجية مثل اعتصام خبراء العدل وموظفى الضرائب العقارية. وأوضح هلال أن الحزب الوطنى طلب فى إحدى المرات عمل مظاهرة فرفض الأمن خروج المظاهرة فى الشوارع لكى لا تعطل حركة المرور بينما وافق فى مرة أخرى لحركة كفاية على مسيرة سلمية فى شارع شبرا مضيفا: أن الأمن هو المسئول الرئيسى عن الحفاظ على الأمن القومى للبلد. الشروق