في مدح الذهان هيا تقدّم انت وحدك و أخلع عنك العباءة البيضاء و أرتدي ضلّك الدّاكن و كن أنت, مطابقا لنفسك فخير ما فيك أنت أنّك أنت أنت هيّا تجمّع أيها الفصاميُّ و شُدّ أجزائك في قبضة واحدة أيّها الانفجار العظيم يا أيّها الكوكب المنثور أجمع شظاياك في نقطة واحدة و أصعد و أصعد نحو السماء و أصعد فوق السماء كن أنت السماء لتشرف على قمّة ما لا يُدرك على سدرة المشتهى و مزّق كيس الشهوات و أنثر علينا من لقاح الزهور غبار النّجوم فنتّقد بلهيبك أيها المتوهّج هيا تقدّم في هالتك الهذيانيّة و أقذف نحونا بفائض الألوان و أمضي بنفسك بعيدا و أبعد من الثالوث لتطفئ كلّ الشموس الواهمة أيّها المتوّج من هنالك, من عليائك علّمنا كيف نرى الحقيقة عبر ثقوب في الحقيقة علّمنا كسر الحُجب و علّمنا الوقوف في هالة عُليا أنت الأوجُ فينا و أنت الحقُّ في حقّهاَ يا أيّها الفصاميُّ يا سيّد الذُهان العالي هاذي الكتُب المشهورة في و جهك تحاصرك لتقول لك من أنت و أنت أشدُّ رحابة من الكتب هيّا أيّها الذُهانيُّ قل لهم من أنت حقّا قل لهم أنّك خلقت الله لتنطق من خلاله قل لهم أنّك من قفر و ظلمة الغار سوّيته قل لهم أيّها الذُهانيّ قل لهم حتّى يجنّوا بغيره هيّا تكلّم أيّها الذّهانيُّ و أخرج من الظلمات الى النّور يا هُوا-نا الأعلى لا نحو الاّك يا أيّها الواقف وراء مبدأ الحقيقة هيّا تهيّج تجمّع في الأفق المدجّج بالغمام و انفرق و انفلق و تفتّق برقا و صاعقة لتقرع نواقيس القيامة لقد أقاموا حولك السدود و حطّوك في الزّوايا و خبّؤوك في المشافي و كبّلوك و كمّموك و خدّروك و حملوك الى المخابر و الى التّجارب أخضعوك و شيّدوا لك ألف نظريّة ليدرسوك و يفهموك و لكنّك بقيت أنت أنت أنت مطابقا لنفسك يا أيّها الذهان يا محرّك التّاريخ يا خير ما فينا يا خير ما فينا. أيمن الدبوسي