تنطلق غدا الجمعة محاكمة المهندس المغربي الشاب فؤاد مرتضى ، بعد أن قررت النيابة العامة متابعته بإدخال معطيات في نظام المعالجة الآلية وتغييرها وتزييف وثائق المعلوميات ،وإعداد معطيات معلوماتية غير صحيحة ،وتملكها وعرضها وانتحال صفة ،وهي تهم كافية لأن تُدخل المهندس الشاب السجن لمدة خمس سنوات. وكان فؤاد مرتضى 26 سنة ، قد اعتقل يوم الخامس من الشهر الجاري بعد اتهامه بانتحال صفة الأمير مولاي رشيد في موقع "فايس بوك" العالمي ، ولم تستطع عائلته الاتصال المباشر به إلا بعد مرور أسبوع على اعتقاله ، في حين أن قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء أشارت إلى أن مرتضى اعتقل يوم السادس من فبراير . فؤاد مرتضى تعرض للتعذيب لمدة 36 ساعة ولد فؤاد مرتضى عام 1981، والتحق بعد حصوله على شهادة الباكالوريا شعبة العلوم الرياضية بالمدرسة المحمدية للمهندسين وتخرج منها سنة 2005 مهندس دولة متخصص في الهندسة المنطقية ، ليلتحق بعدها للعمل في مجموعة من الشركات الكبرى في المعلوميات وأخرى متخصصة في الوصلات الإشهارية عبر الانترنت. وذكر فؤاد مرتضى بعد التقائه بعائلته أنه تم إلقاء القبض عليه يوم الثلاثاء خامس فبراير من طرف شخصين أركباه سيارة وأغمضا عينيه بعصابة سوادء في واقعة تشبه عملية الاختطافات التي كانت تتم إبان سنوات الرصاص ، وتحدث فؤاد مرتضى عن تعرضه للضرب والصفع والبصق والشتم كما تم ضربه بآلة حادة على رأسه ورجليه حتى فقد الوعي ووجد نفسه بعد ذلك في مكان اعتقال آخر ليدرك فقط أنه مر على اعتقاله أزيد من 36 ساعة. هل حقا أوقعت شكاية فتاة بفؤاد مرتضى ؟ أسفرت التحقيقات الأولية التي أجرتها الفرقة الجنائية الولائية والفرقة الوطنية أن فؤاد مرتضى فتح عنونا الكترونيا خاصا بالأمير مولاي رشيد من اجل التوصل بالرسائل من طرف المعجبين والمعجبات عبر الانترنت ، واعترف فؤاد مرتضى حسب محاضر الشرطة (التي نعلم كيفية وظروف تهيئيها) أنه انتحل صفة الأمير مولاي رشيد للإيقاع بالفتيات فقط ،وعثر المحققون داخل البريد الالكتروني لفؤاد مرتضى على وجود بطاقة شخصية خاصة بالأمير مولاي رشيد تتضمن معلومات خاصة بالأمير وصورته الفوتوغرافية . كما استمع المحققون أيضا لشكاية فتاة ! وهي التي حركت عملية البحث بعد الاستعانة برقم هاتفي كان المهندس الشاب قد وضعه رهن إشارة المشتكية . شقيقة فؤاد مرتضى تدعو السلطات المغربية لإطلاق سراح أخيها "حالا" وفي نفس السياق ذكرت أمينة مرتضى شقيقة المهندس المعتقل أنها وأفراد عائلتها يُكنّون كسائر المغاربة حبا شديدا للأسرة الملكية ، وينتظرون تدخل الجهات العليا لإطلاق سراح أخيها "حالا" من أجل صورة المغرب ومن أجل قيم الحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان. وأضافت أمينة مرتضى المقيمة في كندا والتي تقود حملة إلكترونية عالمية للإفراج عن أخيها ، أن فؤاد مرتضى تعرض للتعذيب والاعتقال ،ودعت عبر مجموعة مساندة فؤاد مرتضى في موقع "فايس بوك" المتعاطفين مع قضية أخيها فؤاد ا"لعمل على التعريف بقضيته لدى وسائل الإعلام العالمية". مغاربة "فايس بوك" مستاؤون من اعتقال فؤاد مرتضى وخلف اعتقال فؤاد مرتضى استياءا عارما لدى رواد موقع "فايس بوك" العالمي والذي يرتاده أكثر من سبعين مليون زائر للانترنت من مختلف أصقاع العالم . وقال أحد مرتادي موقع 'فايس بوك" أن اعتقال فؤاد مرتضى يعيد المغرب إلى الوراء ويفقده الكثير من المكتسبات الديمقراطية التي تحصل عليها المغرب خلال السنوات الأخيرة بفضل تضحيات الكثير من السياسيين والصحافيين والمعتقلين . بينما ذكر أحد زوار موقع "فايس بوك" بأن اعتقال فؤاد مرتضى يشكل مسمارا آخر يُدق في نعش حقوق الإنسان بالمغرب ، وعاد الزائر المقيم في ولاية بنسلفانيا الامريكية في رسالته التضامنية للوراء مذكرا بحادثة منع الصحافي المغربي علي المرابط من الكتابة والعمل الصحافي بالمغرب ، وتسائل في الرسالة ذاتها عن مصير آلاف الأشخاص الذي يفتحون صفحات في "فايس بوك" بألقاب وأسماء مشاهير وفنانين ورؤساء بل وإرهابيين مثل أسامة بن لادن ،وأضاف ساخرا "قبل أيام تم فتح صفحة جديدة باسم وصورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، وسننتظر فقط طلب السلطات العراقية للمشرفين على 'فايس بوك" تسليمهم صدام حسين الجديد لإعادة محاكمته من جديد على ذمة القضايا التي "لم تسقط عنه" رغم إعدامه ولتحمليه مسؤولية العمليات الإرهابية التي تقتل العراقيين يوميا". شخص كندي يفتح "بروفايل مزور" في فايس بوك تضامنا مع فؤاد مرتضى وظهر على موقع "فايس بوك" "بروفايل" جديد ينتحل صفة الملك محمد السادس ، ويدعو للتضامن مع المهندس الشاب فؤاد مرتضى ، وقال صاحب "البروفايل المزور" للملك محمد السادس ، أنه شخص كندي يتعاطف مع فؤاد ومع قضيته وأنه فتح صفحة خاصة في موقع "فايس بوك" تحت اسم الملك محمد السادس لإثارة الانتباه لقضية فؤاد مرتضى ، مشيرا إلا أنه يقيم في دولة ديمقراطية وأنه يشجب بشدة تصرف السلطات المغربية التي وصفهاب "القمعية" وممارستها للتضييق على حرية التعبير في عصر الأنترنت ، وأضاف أنه سيُقفل "البروفايل المزور" للملك محمد السادس بعد أيام تعبيرا منه عن تضامنه مع المهندس الشاب فؤاد مرتضى . هل يكفي اعتذار فؤاد مرتضى لإطلاق سراحه وطالب عدد من المغاربة المقيمين بكندا والولايات المتحدةالأمريكية والأوفياء لموقع "فايس بوك" من الأمير مولاي رشيد التدخل شخصيا لإطلاق سراح فؤاد مرتضى مادام أن هذا الأخير انتحل صفة الأمير على سبيل الهزل فقط. وقال رشيد بوعدي مهندس معلوميات مغربي مقيم في مونريال أن فؤاد مرتضى ارتكب خطأ عندما استغل صفة الأمير مولاي رشيد في الحديث إلى زوار "فايس بوك" لكنه خطأ يمكن ان يقع فيه أي شاب في مقتبل العمر ولا يستدعي اعتقال فؤاد ومحاكمته،وقال رشيد بوعدي أن قضية فؤاد مرتضى ستربك السلطات المغربية التي ستجد نفسها أمام آلاف الصفحات التي قد تخص شخصيات مدنية وعسكرية مغربية بعد أن توجهت أنظار الكثير من المغاربة لجماهرية موقع "فايس بوك" ،وذكر رشيد بوعدي في معرض حديثه ل'هسبريس" أن قضية فؤاد مرتضى تذكره بواقعة حجب المغرب لموقع "يوتوب" العالمي بسبب فيديوهات مسيئة للعائلة الملكية ، لكن قرار المنع حسب اعتقاده ساهم في تعريف المغاربة بموقع "يوتوب" ونتج عنه ظهور مئات الفيديوهات المسيئة للعائلة الملكية وللشعب المغربي والتي تضعها اطراف خارجية غرضها النيل من صورة المغرب في الخارج ،وتبقى النقطة الوحيدة هي فيديوهات قناص تارجيست الشهير والتي هزت بيت الدرك الملكي المغربي ، وختم رشيد بوعدي كلامه قائلا : القضية حسب اعتقادي أكبر من شكاية فتاة ولكنها قضية تتعلق بسمعة "الأمير" بوسع عائلة مرتضى أن تقود حملة إعلامية إلكترونية للتعريف بقضية ابنها وبوسعها أيضا تحرير رسالة اعتذار للأمير مولاي رشيد .." وتم قبل أيام فتح موقع الكتروني خاص بقضية فؤاد مرتضى من أجل إطلاق سراحه ومن أجل التوقيع على عريضة تضامنية مع المهندس المعتقل.