أجمعت استطلاعات الرأي في المانيا بعد المناظرة التلفزيونية ليل الأحد - الاثنين بين المستشارة أنغيلا مركل ومنافسها على منصب المستشار وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، على أن مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي فاز بنقاط عدة على المستشارة مرشحة الاتحاد المسيحي.وأُجريت المناظرة وهي الوحيدة التي اتفق الطرفان على إجرائها، قبل أسبوعين من الانتخابات العامة المقررة في 27 الشهر الجاري. وكانت الاستطلاعات توقعت أخيراً أن يفوز الاتحاد المسيحي بنحو 35 في المئة من الأصوات، في مقابل 23 في المئة تقريباً للحزب الاشتراكي و14 في المئة للحزب الليبرالي و11 في المئة للخضر. وبُثَّت المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة على أربع محطات تلفزيونية، وتناوب أربعة صحافيين على طرح الأسئلة على المرشحين اللذين استمع إليهما حوالى 20 مليون ألماني يشكلون ثلث الناخبين تقريباً. وشملت الأسئلة قضايا داخلية تتعلق بكيفية معالجة الأزمة المالية والخلاف المتجدد حول مستقبل الطاقة النووية إلى جانب الخلاف المستمر حول تحديد حد أدنى للأجور في البلاد، ومستقبل النظام الصحي والضمان الاجتماعي، إضافة إلى عملية إنقاذ شركة «أوبل». وأكدت مركل أنها تسعى إلى عقد تحالف حكومي مع الليبراليين يمكِّنها من تحقيق برامجها الاقتصادية والاجتماعية، فيما حذر شتاينماير من أن عودة الحلف المسيحي - الليبرالي سيعني انتصار الرأسمال الذي كان وراء الأزمة العالمية، وزيادة البطالة، وبقاء الطاقة النووية، وتوسيع الهوة بين الأغنياء والفقراء. وباستثناء أفغانستان، لم يتطرق المتنافسان إلى أي قضية خارجية. وتوافقا على ضرورة وضع استراتيجية ترفع وتيرة تأهيل الجيش والشرطة والإدارات الحكومية في افغانستان لتسلُّم الأمن والحكم، بما يسمح للجنود الألمان وللقوات الدولية بمغادرة البلد. ومعروف أن غالبية الألمان تطالب بسحب القوات الألمانية من أفغانستان. وبعكس التوقعات، فاجأ شتاينماير المشاهدين بقوة شخصيته وحججه التي ساقها والأفكار التي طرحها، الأمر الذي أربك المستشارة وخطف منها موقعها مسؤولة أولى في البلاد على مدى السنوات الاربع الاخيرة. لكن قسماً كبيراً من المشاهدين أعرب عن خيبة أمله من الاثنين، معتبراً أن اياً منهما لم يفصح بصورة صادقة عما سيفعله لمواجهة التحديات المقبلة، إضافة إلى أن البعض وجد أن المناظرة لم تتحول إلى مبارزة، وإنما بقيت في إطار التحاور العلمي الموضوعي. ولفت مراقبون إلى أن تأكيد مركل وشتاينماير أكثر من مرة أن تحالفهما الحكومي منذ عام 2005 أثمر نتائج جيدة ومنع وقوع الأسوأ، شكل نوعاً من الدعوة الضمنية إلى استمراره في السنوات الأربع المقبلة. وهذا ما استنتجه أيضاً الأمين العام للحزب الليبرالي ديرك نابل مباشرة بعد المناظرة في معرض انتقاده مواقف المستشار. وتوقع مراقبون أن ينعكس الانطباع الجيد الذي تركه شتاينماير خلال المناظرة ارتفاعاً في شعبيته وشعبية حزبه المراوح في مكانه منذ فترة طويلة.