لا يترك السياسي الهولندي اليميني خيرت فيلدرز فرصة إلا ويستثمرها للإتيان بتصريح غريب ومثير، وبالطبع في الموضوع الأثير على نفسه: الإسلام والملسمين. فيوم الأربعاء وأثناء النقاش البرلماني للميزانية الحكومية الجديدة، طرح فيلدرز مقترحاً لتحصيل المزيد من المال لخزينة االدولة: فرض ضريبة على ارتداء الحجاب. وقال فيلدرز إن أي امرأة مسلمة تريد أن ترتدي الحجاب عليها الحصول أولا على موافقة رسمية. ويُفترض أن تدفع ما يقارب ألف يورو سنوياً مقابل الموافقة. "بهذه الطريقة نستطيع أن نكسب مالاً من الإسلام" على حد قول زعيم حزب الحرية اليميني، المعروف بمواقفه المعادية للإسلام. واضاف فيلدرز "لقد مللنا حد القرف من الحجاب." وشكا أيضاً، من أن "الحجاب والمساجد والرجال المسلمين بلحاهم وثيابهم الطويلة يشوهون منظر الشارع الهولندي."
"مخزية" و"هيستيرية" أثارت تصريحات فيلدرز هذه ردود فعل غاضبة من زملائه في مجلس النواب من الأحزاب الأخرى، حيث وصوفوها ب "المخزية"، و"المضحكة" و "الهيستيرية"، وطالبوه جميعهم بتفسير هذه الدعوة الغريبة، وتوضيح الطريقة التي سيطبق بها هذا الاقتراح. وقارنت زعيمة حزب اليسار الأخضر، فيمكه هالسيما ما يدعو إليه فيلدرز بممارسات الشرطة الإيرانية التي تطارد النساء بسبب ما يرتدينه، واختتمت مداخلتها بالقول، موجهة الكلام إلى فيلدرز: ألا تستحي؟
الملكة قبل ذلك بساعات قليلة كان فيلدرز قد وجه النقاش حول الميزانية وجهة مختلفة تماماً. حيث تلقت ملكة هولندا هجوماً غير متوقع في مجلس النواب. فبعد يوم واحد من خطاب العرش السنوي الذي يترافق مع الإعلان عن الميزانية الحكومية للسنة القادمة، كانت الملكة موضوعاً لملاسنات حادة تحت سقف البرلمان. أثير الموضوع من قبل زعيم حزب الحرية، خيرت فيلدرز. فقد صرح بأنه وفي الوقت الذي سيلاحظ معظم المواطنين تراجع قدراتهم الشرائية في العام القادم، فإن الملكة، وبقية أعضاء الاسرة الملكية، سيرون ارتفاعاً في أرقام حساباتهم الشهرية، القادمة من الأموال العامة.
مخصصات ملكية هذه السنة، وللمرة الأولى، خُصص بند منفصل في الميزانية القومية، لمصاريف الأسرة الملكية. وكان الهدف من ذلك إظهار المزيد من الشفافية. وبالفعل.. يمكن الآن بسهولة أن نرى أن الأسرة المالكة ستكلف الدولة 40,5 مليون يورو خلال السنة المقبلة، من بينها سبعة ملايين مخصصات حكومية. يقول فيلدرز إن الملكة يجب أن تكون قدوة للآخرين: "نحن هنا لا نتحدث عن شخص عادي.. بل نتحدث عن صاحبة الجلالة الموقرة، إضافة إلى الأعضاء الآخرين في الأسرة الملكية. إذا كان على الهولنديين عموماً أن يخفضوا نفقاتهم ، وإذا كان وزير المالية يقول إن على الجميع شدّ الأحزمة، فالمفترض أن يقبل أعضاء الأسرة الملكية، وهم ليسوا الأكثر فقراً، بتخفيض بنسبة 20% من نفقاتهم."
تهافت النحل على العسل لكن رئيس كتلة الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي يقود الإئتلاف الحاكم، بيتر فان خيل، لا يرى في هذه التصريحات ما يستحق الردّ: "ليست عندي رغبة إطلاقاً في الدخول في هذه المزايدات الشعبوية، أو أن أضيف شيئاً أو أعلق عليها. البعض لا يصدق أن يجد موضوعاً يمكن أن يحقق إثارة شعبوية حتى يتهافت عليه، كما يتهافت النحل على العسل. أنا لن أفعل ذلك." من حق السيد فان خيل أن لا يفعل ذلك. لكن فيلدرز، زعيم حزب الحرية، حصل على الدعم من أربعة أحزاب معارضة أخرى، في دعوته لتقليص الإنفاقات الملكية. يوم واحد بعد خطاب العرش، حيث دعت الملكة نفسها الشعب الهولندي لتحمل المسؤولية في الأوقات الصعبة، فإن من الصعب تجاهل مثل ذلك الاعتراض.